بلدة شكا تتقفى أثر أبنائها المهاجرين في البرازيل والأرجنتين وأستراليا لتعيد لهم جنسيتَهم اللبنانية
فاديا سمعان - خاص جبلنا ماغازين
استكمالاً لمشروع بدأته قبل أربع سنوات لتتبّع المهاجرين المتحدرين من البلدة بهدف إعادة التواصل معهم وفتح ملفّات استعادتهم الجنسيّة اللبنانية، وبعد رحلة مماثلة إلى البرازيل نهاية العام 2014، أوفدت بلديّة شكّا مبعوثًا لها إلى الأرجنتين هو الدكتور جورج ميشال الحصري صيف العام الجاري حيث التقى هناك بخمس عشرة عائلة متحدّرة من أصل شكّاويّ في ولايات أرجنتينية عدة وأصدر بنتيجة الرحلة كتيّبًا مجّانيًّا وثّق أسباب وآلية الهجرة الشكّاويّة إلى الارجنتين ونبذة عن العائلات المهاجرة، ودوافع المهمّة التي قام بها بتكليف من البلدية. (مضمون الكتيّب كاملاً منشور في آخر المقال)
الدكتور الحصري، وفي حديث لـ"جبلنا ماغازين" عن الكتيب وعن رحلته، أعرب عن أمله في أن تحتذي بلديّات لبنانيّة أخرى ببلديّة شكّا، نظرًا لأهميّة هذا المشروع على المستوى الوطنيّ.
وأوضح أنّ المهّمة الأولى التي كلف بها وقادته إلى البرازيل، تمت قبل صدور قانون استعادة الجنسيّة في صيغته الجديدة ولم تُؤتِ ثمارَها بالشّكل المطلوب، لسببين.الأول هو لأنّ الشكّاويّين قد انتشروا هناك في مناطق متباعدة، ولم ينحصروا في مناطق محدّدة كما هي الحال في الأرجنتين. ويقول: "زرنا ثلاث مناطق هي ريو دي جانيرو وساو باولو ودورادوس، وبقيت لدينا بورتو أليغري وماغابا، وكم من المسافات البعيدة بين تلك المناطق. وثانياً لأنّ المعلومات عن الهجرة إلى البرازيل غير متوافرة، على عكس الأرجنتين، الّتي يمكن ضبط الهجرة إليها، إلى حدّ بعيد، من خلال أبحاث الأب أندرواس حنّون، ومن خلال دليل التّلفونات الإلكترونيّا paginasblancas.com.ar الذي يتيح البحث عن رقم تلفون شخص محدّد في ولاية محدّدة ومدينة محدّدة".
"أمّا في الأرجنتين فكانت المهمّة أسهل"، كما يشير الدكتور الحصري، "نظرًا إلى تركّز الشكّاويّين في 3 مناطق هي توكومان وشاكو وروساريو".
وإذ يقدّر الحصري عدد المتحدّرين من بلدة شكا المتواجدين في الأرجنتين بـ1000 نسمة، يقول: "لقد استطعنا فتح ملفّات استعادة الجنسيّة لـ77 منهم، بعد أن سهّل موقع Lebanity.gov.lb الطريق إلى ذلك، عبر الاكتفاء بملء المعاملة إلكترونيًّا ومتابعة مسارها القانونيّ، من خلال القنصليّة في بوينس أيرس والمؤسّسة المارونيّة للانتشار، بالسّرعة اللاّزمة".
ويشير الحصري إلى أنّ المتحّدرين الّذين التقاهم في الأرجنتين "أبدوا كلّ تجاوب مع استعادة جنسيّتهم اللّبنانيّة إمّا باعتبار هذه المسألة فولوكلورًا، إمّا باعتبارها تنفيذًا لوصيّة آبائهم وأجدادهم".
هذا، ويعدّ الحصري وبلدية شكا العدة حالياً للانطلاق إلى أستراليا قريباً في مهمة مماثلة، على أن تبدأ الرحلة في شهر نيسان من العام 2019.
*الصور التالية هي لعائلات شكاوية مقيمة في الأرجنتين:
*بالإمكان الحصول على نسخ مجانية للكتيب الذي صدر حديثاً عن الهجرة الشكاوية إلى الأرجنتين من مقر بلدية شكا أو طلب نسخة إلكترونية PDF من جبلنا ماغازين عبر الإيميل:
jabalna@jabalnamagazine.com