نحن طرابلس! -بقلم: هناء حمزة
كتبت هناء حمزة، وهي إعلامية لبنانية مقيمة في دبي لـ"جبلنا ماغازين" الآتي:
شهران والطرابلسيون في الاغتراب يحتلون عقلي... فتح الموسيقار ورجل االأعمال اللبناني (المقيم في باريس) عمر حرفوش عيني على قوة الطرابلسي المغترب يوم التقينا في أبوظبي ..تكلمنا عن نجاح المغترب الطرابلسي في كل أنحاء العالم وتكلمنا عن فشل طرابلس الإنمائي والاجتماعي.
يومها لم أنم قبل ان يكون هناك مجموعة خاصة للطرابلسيين المغتربين في العالم على الفايسبوك...
لم نكن وحدنا عمر ونيفين ودولي وانا من شارك في ذاك الحديث يومها على هامش حفل موسيقي لعمر في متحف اللوفر... ولم اكن وحدي عندما فتح صديق أيام الكشاف الجميلة نبيل منصور صفحة خاصة للمجموعة على الفايسبوك ولم نكن وحدنا عندما انضم الينا وبسرعة هائلة عشرات، بل مئات، بل آلاف الطرابلسيين الذين رأوا في هذه المبادرة قشة أمل وتمسكوا بها، ودفعوني للسباحة في عالم افتراضي أبحث معهم كيف نعوم ولا نغرق وكيف نصل إلى بر نحلم به...
مهمة أشبه بالمستحيلة في عالم تختلف به الساعة في كل دولة ويختلف به طبع الطرابلسي في كل مكان وطأته قدماه. إلا أن السر الذي جمعنا جعلنا نتحدى الصعاب خطوة خطوة نجند وقتنا وطاقتنا وخبرتنا وعلاقاتنا لكي نصل إلى البر... ندوس دعسات مؤلمة. نقف ونمشي بسرعة صاروخية... نفقد الأمل للحظة ونبنيه بلحظة من جديد..
بعدما اجتمعنا لن يقف بوجهنا حائط... لن يكسرنا تحدٍ. سنمشي كما بدأنا أفراداً لنصبح جماعات ونشكل جماعة واحدة بقلب واحد وعقل واحد من أجل طرابلس. لن ننتمي إلى أية جهة سياسية مهما علا شأنها. ليست لدينا مصالح مع أحد. مصلحتنا طرابلس. من يعمل من أجلها نحن معه ولن نحسب عليه مهما كنا معه...
"نحن طرابلس"، يقول أحدنا... نحن صورة طرابلس الحقيقية التي نحبها والتي نريدها...
نبتسم جميعاً وينقل "مسنجر" الفايسبوك ابتسامتنا جميعاً... ضغط زر "اللايك" يكفي لأن تعبر عن إعجابك بما يقال... اضغط على زر "القلب" وها أنت تعشق ما يقال... ابتسم، اضحك، اضغط على رسمة الابتسامة واضحك معها من قلبك...
كم قرّبنا هذا الفايسبوك! كم كسرت "الإيموجي" تلك الحواجز!
ننتقل إلى السكايب. الصوت خلف وجوه لم نعرفها قبلاً ونعرفها بقوة اليوم... أصوات أقرب من أقرب قريب... أصوات تتكلم اللغة نفسها والهمّ نفسه والهوس نفسه والأمل نفسه...
نتفق على الأساس ونختلف في التفاصيل. تعلو أصواتنا. نمدّ الليل بالنهار ونقتنع بخلاصة الحديث ونتفق على أن نتابع تفصيل التفاصيل في اجتماع آخر، أيضاً على السكايب.
لم يعد العالم الواقعي يعني لنا غير واجبات الحياة اليومية... عالمنا أصبح هناك حيث ننتمي... حيث سنعود جميعاً يوماً ما... حيث طرابلس... حيث طرابلسنا... طرابلس التي نريد... طرابلس النظيفة الطيبة الأصيلة العريقة العائلة الواحدة رغم حملات الانتخابات الشرسة... ننأى بنفسنا عنها ونتجاهلها تماما لنركز على الحلم وكاننا لا نريد ان نرى مرارة الواقع. نمشي ونعمل ونجعل من الأمل حقيقة. نلتقي مجموعات في الدول التي نتواجد فيها. نضحك من قلبنا ونبكي من قلبنا...
صعبة هي الغربة ولا تشعر بوجعها إلا عندما ترى في عين الآخر ما في عيننا!
ما يجمعنا أقوى مما قد يفرقنا...سنتحد. سنؤسس كياناً رسمياً لنا. سنلتقي على مائدة إفطار واحد في يوم واحد (26 أيار الجاري) أينما كنا في العالم. سنكون في طرابلس، في قلب أسواقها، في 15 تموز. سنجول على الدراجات في الأزقة والأسواق وسنحتفل معاً بحديقة المانشية. سنزور القلعة والخان مع أولادنا وأصدقائنا وكل من يحب أن يكون معنا في مدينتنا. وفي 7 اب سيكون لمدينتنا حق علينا، فنزور أحياءها الصغيرة وحرفياتها ونأكل السمكة الحرة والبوظة الشهية، ثم ننتقل معاً إلى جزيرة "الأرانب"... سنمضي يومنا هناك في أحلى محميات العالم... نعم. لا جزيرة مثل جزيرة "الأرانب". ونحن من جلنا العالم نعرف قيمة هذه الجزيرة وجمال طبيعتها وسر خالقها... يومها ستكون جزيرة الأرانب كما نحبها أن تكون: نظيفة وفرحة وراقية...
لن نكون وحدنا بل مع أهلنا في طرابلس وستنضم الينا مجموعة من الشباب لتتعاون معنا وتشاركنا الأمل والحلم...
نحن طرابلس... نحن حلم طرابلس القادم اليها...
طاقاتنا ستتحد... عقولنا ستتحد... علاقاتنا ستوضع تحت أقدام طرابلس.
حلمنا سيصبح حقيقة... قفوة لبنان باغترابه، وقوة طرابلس باغترابها وبشبابها الناجح باتحادهم جميعاً.
شهران من عمر هذه المجموعة الفتية كانا قادرين على التأكيد بأننا قادرون أن نحقق مجموعة أحلام صغيرة... فتيّة... تتحد مثل اتحادنا لتحقق الحلم الكبير...
نحن طرابلس! تذكرونا وكونوا معنا وواكبونا ونحن نصنع الأمل ببرّ طرابلس الجميل.
*هناء حمزة – إعلامية لبنانية مقيمة في دبي