لمحة عن اليوم العالمي للمغترب اللبناني: ما حكاية تمثال المغترب قرب مرفأيْ بيروت وفيراكروز؟
خاص جبلنا ماغازين
(بالتعاون مع المنبر الثقافي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم)
صدَق رئيس جمهورية المكسيك الأسبق أدولفو لوبيز عندما أطلق مقولته الشهيرة لدى افتتاح مقر النادي اللبناني في العاصمة المكسيكية عام 1962: "من ليس له صديق لبناني، فليبحث عن أحدهم"، إذ أثبت المهاجرون اللبنانيون خلال اكثر من 140 على وجودهم في المكسيك أنهم أوفياء لهذا البلد بالتفاني وعرفان الجميل، وللبنان بالثقافة والمثابرة المستمرة.
لقد واجه المغتربون صعوبات ومآسيَ جمّة، إنما كانت لهم أيضاً محطات فخر واعتزاز كثيرة، إحداها يوم افتتاح النادي اللبناني في العاصمة المكسيكية... هذا الصرح الذي حافظ عبر السنين على الإرث التاريخي للبنان وتراثه.
تمثال المغترب
في صيف 1979، وفي إطار التحضيرات التي كانت جارية آنذاك للاحتفال بالمئوية الأولى لحضور اللبنانيين الى المكسيك (والتي تعود إلى العام 1880)، وجّه النادي اللبناني كتاباً إلى المصمم المكسيكي - اللبناني الراحل رامز بركات ليتقدم بمشروع منحوتة تحاكي الانتشار اللبناني وتشرح معاناة المغتربين بعيداً عن وطنهم. فظهر "تمثال المغترب" بسحنته المشرقية ولبّادته وشرواله، وبعينين تنظران الى البعيد، ملؤهما الأمل ويعلوهما التحدي وقرار المواجهة مع المجهول...
وهكذا، ثُبّت التمثال في الساحة الخارجية للنادي اللبناني في احتفال مؤثر حضره مئات اللبنانيين من كافة أقطار المكسيك. ومنذ ذلك اليوم، راح التمثال يرتفع في غالبية المدن المكسيكية حيث للبنانيين حضور فاعل.
ومع بداية القرن الواحد والعشرين - في عام 2000 تحديداً - وخلال ترؤس سفير لبنان حينها نهاد محمود، لأحد الاحتفالات الوطنية أمام تمثال النادي اللبناني، كشف عن نيته الطلب من الحكومة اللبنانية تحديد تاريخ سنوي ثابت لتكريم المغتربين، كونهم "سفراء لبنان الأصليين على مرّ السنين، مهما طال الزمن و بعُدت المسافات". جواب الدولة أتى سريعاً، وصدرت التعاميم مباشرة الى السفارات والقنصليات حول العالم لتحددّ نهاية ثاني أسبوع من شهر آذار من كل عام "اليوم العالمي للمغترب اللبناني"، ومنذ تلك اللحظة ارتبط تمثال المغترب بشكل عفوي مع الاحتفال باليوم العالمي للمغترب.
في آذار 2003، واحتفاءً بيوم المغترب اللبناني، رفع لبنانيو المكسيك "تمثالهم" أمام مرفأ بيروت بعد صعوبات كثيرة و تعقيدات قانونية، استوجبت تدخل السفارة المكسيكية مباشرة للحلحلة، واستتبعت ذلك الحكومة المكسيكية عام 2005 باستصدار طابع بريدي تكريماً للبنانيين لديها واحتفالاً بمرور 125 سنة على حضورهم في المكسيك.
تبعت ذلك عام 2007 مبادرة مدينة فيراكروز الساحلية لوضع تمثال المغترب أمام المرفأ الذي دخل منه اللبنانيون إلى تلك البلاد، وذلك تكملة لوضع التمثال أمام المرفا الذي خرجوا منه من بيروت.
ثم كرّت السبحة، ففي ولاية بريزبن الأسترالية عام 2010، قامت الجامعة اللبنانية الثقافية هناك وفي اطار اليوم العالمي للمغترب، برفع تمثال المغترب بعد جهود وعراقيل ضخمة، تبنّت بعدها الأمانة العامة في الجامعة "يوم المغترب" كمحطة ثابتة ضمن برامجها السنوية، كما برفع تمثال المغترب حيث تطال أياديها حول العالم.
وفي هذا الإطار، تستعد مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية للاحتفال بيوم المغترب اللبناني بعد أيّام، كذلك الحال مع فرنسا وفنزويلا، ومدينة سان فرانسيسكو الأميركية و مدينة آكرا عاصمة غانا الافريقية، كما النادي اللبناني في المكسيك والعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
أما التمثال فهو سيرتفع قريباً في أقصى الغرب الكندي في مدينة فيكتوريا بالتحديد، عاصمة المقاطعة. على أمل ان يتحول هذا اليوم الى محطة يتوحد حولها المغتربون لتجيير مقدراتهم الهائلة لخدمة لبنان.
*إعداد جبلنا ماغازين بالتعاون مع الهيئة الثقافية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم