Follow us

image

جنان ميلالي توقّع القاموس اللبناني-الفرنسي: قصة كل مغترب ما زال متمسكاً بتراثه ولغته الأم

جبلنا ماغازين – بيروت

صدرت قبل أيام طبعة ثالثة جديدة من القاموس اللبناني – الفرنسي، الفرنسي – اللبناني الذي أعدته الدكتورة جنان شاكر سلطاني ميلالي وبات متاحاً في الأسواق لتقريب المسافة بين الفرنكوفونية ولبنان وجعل اللهجة اللبنانية المحكية متاحة للفهم لدى المتحدثين بالفرنسية.

جنان ميلالي، اللبنانية البيروتية المقيمة في باريس والشغوفة بالتراث اللبناني وبوطنها الأم، انتقلت إلى بيروت حيث وقعت كتابها بطبعته الجديدة في مكتبة أسطفان، وهي توضح لـ"جبلنا ماغازين" أنها كتبته بالاشتراك مع زوجها الفرنسي جان بيار ميلالي الذي يتقن اللغة العربية وكان يعلمها في جامعة العلوم السياسية في باريس. وتقول عن القاموس إنه "قصة حياة كل مغترب ما زال متمسكاً بوطنه الأم رغم المسافات" وأنها أرادته كتاباً "يتضمن ذكرياتنا كمغتربين وتعابير ألفناها ولطالما سمعناها من أفواه أمهاتنا" وتضيف: "إنه كلمات أمي... كلمات كل أمهاتنا. فنحن نقول "لغة الأم" la langue maternelle، وأنا أردت تدوين لغة الأم هذه في بضع صفحات".

تضيف ميلالي: "اللهجة اللبنانية نتوارثها أباً عن جد ونتكلمها يومياً لكننا لا نتعلمها على مقاعد الدراسة... هي لغة كل يوم وغنية بأمثال وتجارب يومية لا يدركها إلا من عاشها يومياً ولا يمكننا أن ننكر احتواءها على تعابير فنيقية، كلدانية، ويونانية وغير ذلك. وهذا القاموس خليط من تجربتي الشخصية كأم لأولاد فرنسيين - كوني متزوجة من فرنسي - ومحرومة من إعطاء أولادي جنسيتي الأم... لا هوية لبنانية لأولادي فكيف لي أن أترك لهم شيئاً من وطني الأم؟"

وتقول: "فكرت كثيراً وتساءلت كيف لي أن أبقي علاقة ما بين أمي وأولادي تتوارثها الأجيال؟ وكيف لي ان أحكي قصتي.. قصة كل مغترب ومغتربة على وشك نسيان لغتنا الأم ونعاني من عدم إمكانية توريث هذه اللغة لأولادنا في المهجر؟ زوجي فرنسي متخصص في العالم العربي ويتكلم اللغة العربية ويتقن اللهجة اللبنانية. هذه التجربة الشخصية سمحت لي أن أدرك صعوبة الوصول إلى اللغة اللبنانية دون تدوينها للذين يعيشون خارج لبنان... كيف يمكننا الحفاظ على هذه الثروة اللغوية المتداولة اذا لم ندونها يوماً ما خاصة أن هناك الكتير من الكلمات والأقوال المحكية والأمثال الشعبية لا يعرفها إلا من يعيش في لبنان؟"

الطبعة الأولى للكتاب صدرت في حزيران من العام 2010 والطبعة الثانية في تشرين الأول من العام نفسه، وكان لبنان في ذلك الشهر أول من وقع معاهدة الفرنكونوية في مؤتمر Montreux في جنيف على عهد الرئيس ميشال سليمان.

ويتضمن القاموس 300 ألف كلمة مع الترجمة الصوتية phonétique لكل كلمة منها وقد اعتمدت اللهجة البيروتية، أولاً كون بيروت عاصمة البلاد وثانياً لأنها – أي الكاتبة – هي أصلاً من بيروت. وفي جزئه الفرنسي – اللبناني، يتضمن القاموس أقوالاً وأمثالاً شعبية لا يفهم معناها إلا من يعيش في فرنسا، عدا عن كونه "وثيقة تعترف بفرنكونية لبنان"، كما تشدد جنان ميلالي.