مجمّع جبران خليل جبران في كاراكاس يشهد لـِ 150 عاماً على الوجود اللبناني في فنزويلا
جبلنا ماغازين – كاليفورنيا
سُجل أول حضور لبناني في فنزويلا في العام 1862 عندما وصل إلى كاراكاس موفد من الكنيسة المارونية هو "بونا بطرس" قادماً من كوبا للبحث عن اللبنانيين الذين هاجروا من لبنان في خلال سنوات الحرب بين عامي 1840 و1860 ليبشرهم بأن الحرب انتهت ويحثهم على العودة إلى قراهم. ومنذ العام 1862، تاريخ وصول بونا بطرس إلى فنزويلا وحتى العام 2012، كانت قد سجلت مئة وخمسون سنة رسمياً على الوجود اللبناني في هذا البلد.
في العام 2009، قررت الجامعة اللبنانية الثقافية في العام في فنزويلا أن تحضر لحدث كبير تقيمه في خلال ثلاث سنوات احتفالاً بالذكرى المئة والخمسين، على أن لا يكون الاحتفال عادياً بل يخلد هذه الذكرى إلى الأبد. وكان ميشال عساف رئيساً للجامعة في فنزويلا في ذلك الحين، فقرر وزملاءه، وبالتعاون مع بلدية كاراكاس، أن يبحثوا عن أرض مملوكة من الدولة الفنزويلية لكي يقيموا عليها مجمعاً ثقافياً لبنانياً للعموم يكون بمثابة عربون وفاء من اللبنانيين الذين يناهز عددهم نصف مليون نسمة في هذا البلد إلى الشعب الفنزويلي.
ميشال عساف، وهو أيضاً مؤسس فرع الجامعة اللبنانية الثقافية في فنزويلا، يروي لـ"جبلنا ماغازين" من كاليفورنيا التي يتواجد فيها حالياً أنه وقع الاختيار على أرض مهملة تقع في أرقى مناطق العاصمة وتبلغ مساحتها 1200 متر مربع لإقامة المجمع. وفي العام 2010 جرى التوقيع على ما سمي حينها "تحالف استراتيجي" بين الجامعة وبلدية كاراكاس. وتقرر أن يطلق على المشروع عندما ينتهي اسم "مجمع جبران خليل جبران".
ويضيف عساف: "كان تشييد هذا الصرح بمثابة حلم، ولكنه تحول إلى واقع وكان علينا أن نبدأ بالتواصل مع المؤسسات والنوادي والشخصيات اللبناني في فنزويلا لإطلاعها على المشروع وطلب الدعم المادي، حيث أن تكاليف البناء كانت تقدر بحوالي مليون دولار. فكان لنا ما أردنا ولقينا الدعم من أبناء الجالية اللبنانية وأنجزت أعمال البناء في خلال سنتين تقريباً. وفي 2 شباط من العام 2013 افتتح المجمع بحضور وزير الثقافة اللبناني السابق غابي ليون وعدد كبير من الشخصيات اللبنانية والفنزويلية".
يضم المجمع مكتبة تعرض فيها أعمال وكتب جبران خليلي جبران وكتب عن لبنان وفنزويلا، كما تضم حديقة ومركزاً دائماً للجامعة اللبنانية الثقافية، وكافيتيريا تقدم الماكولات والمعجنات اللبنانية التقليدية والحلويات العربية.
وأصبح المجمع اليوم، بعد ثلاث سنوات على افتتاحه، موجوداً على الخارطة السياحية في وزارة السياحة الفنزويلية ومعلماً ثقافياً يرفع العلم اللبناني في العاصمة كاراكاس، وتقام فيه معارض فنية وثقافية ونشاطات دورية، كما يستقبل طلاباً جامعيين فنزويليين لتعرفيهم وتدريبهم على الثقافة اللبنانية وأعمال الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران.
ويشير عساف إلى أن الجامعة اللبنانية الثقافية أصبحت تضم خمسة فروع لها في فنزويلا حالياً، وهي بصدد التحضير لمفاجأة جميلة في خلال حدث ستنظمه قريباً في ولاية لارا شماليّ البلاد.