ما في غير طَنسة بالجيش؟
نسمع كثيراً بهذه
المقولة: "ما في غير طنسة بالجيش"؟ فما هي حكاية طنسة الذي ملأ الدنيا
وشغل الناس في السلك العسكري كما في الإدارات العامة والشركات الخاصة، حتى وصل
صداه إلى كل مكان فيه مجموعة من المفترض أن تتقاسم واجبات الوظيفة وغيرها من
الأعمال؟
حكاية "طنسة" في الجيش أخبرها ل"جبلنا ماغازين" العميد المتقاعد
في الجيش اللبناني الدكتور توفيق ملحم. قال:
"كان في عسكري إسمو
طنسة (مشتق من اسم طانوس أو طانيوس)، وكان معيّن "مُنصّب" عند أحد
الضباط، والمنصّب هو عسكري برتبة صغيرة (أي جندي أو جندي أول أو عريف) يقوم بكافة أنواع
الخدمات الخاصة في مكتب الضابط. فصار الضابط يطلب من طنسة القيام بمهمات وأعمال
عجيبة غريبة حتى سئم الجندي من طلباته، و قال له مرة: " شو ما في غير طنسة
بالجيش؟؟؟" و صارت القصة مضرب مثل بالجيش اللبناني,,
ويُروى أن ضابط طلب من المُنصّب ان يراقب تقدم العدو الإسرائيلي ذات يوم. فجلس المنصّب وأفاد عن تقدم جندي عدو، فطلب منه الضابط البقاء جاهزا لقتاله.. بعد قليل شاهد المُنصّب مجموعة عدوة، فأبلغ الضابط.. وكرر الضابط عليه الأمر بالجهوزية التامة للقتال.. وبعد قليل من الوقت زاد عدد جنود العدو وأصبح فصيلة من حوالي 30 رجل، و كرر الضابط على المنصّب الطلب بالجهوزية... ثم زاد عدد جنود العدو إلى سرية من حوالي 100 رجل، فإلى كتيبة من 400 رجل مع الآليات المدرّعة... ورغم كل ذلك أصرّ الضابط على الجندي المنصّب بوجوب الجهوزية للقتال.. و هنا ثار الجندي ورمى سلاحه بالأرض وقال لرئيسه :"شو ما في غير طنسة بالجيش بدو يحارب العدو الإسرائيلي؟؟؟ انا رايح ع بيتي و شوفولكم حدا غيري لَ هالمهمة"!
ويقول العميد المتقاعد ل"جبلنا
ماغازين" القصة قديمة طبعاً، ولكن حتى اليوم ما يزال المثل هذا يردد في الجيش
ونرى أن شخصية طنسة أصبحت تطلق على كل عسكري مهما كانت رتبته يكلف بمهام تعجيزية
او غريبة أو كثيرة جداً في الجيش... وهناك الكثير من القصص تروى في الجيش عن شخصية
طنسة، حتى أن حكاية طنسة مع الجيش أصبحت تطابق معاناة مدنيين يعملون في الإدارات
العامة والشركات المدنية".
*رواها ل"جبلنا ماغازين" العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور
توفيق ملحم