وماذا عن 11 آذار؟ ~بقلم: فاديا سمعان
فاديا سمعان – جبلنا ماغازين
يطل علينا بعد أيام الحادي عشر من آذار... يوماً قد يمر عادياً في بلد غير عادي تحيط به النزاعات من كل صوب، فيما هو يتخبط بمطبات سياسية ومشاكل داخلية لا تعد ولا تحصى! وقد يكون يوماً غير عادي فيما لو شاء الخطان المتوازيان أن يلتقيا في مكان ما... في مرحلة ما... في لحظة ما...
يوم 11 آذار هو موعد الجلسة العشرين لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أن تخطى الفراغ شهره التاسع دون أن يتخطى العراقيل لفتح أبواب بعبدا أمام الرئيس العتيد...
ويوم 11 آذار هو منتصف الطريق - بل منتصف الزمن - بين خطيْ 8 آذار و14 آذار السائرين معاً - بثبات - نحو لا شيء!
فماذا لو...
8 و14 يصبحان 11؟ لمرة واحدة فقط... ليوم واحد فقط... لانتخاب رئيس فقط... لإنهاء
الفراغ فقط... لإنقاذ لبنان فقط...
هل من الصعب التحول إلى 11 آذار لفترةٍ محددة الوقت والهدف، فنذهب إلى ساحة النجمة وننتخب رئيساً ونعود بعدها، كل إلى بيته وآذاره وجمهوره، لكي نتفرغ للأخطار المحدقة بنا... جنوباً وبقاعاً وشمالاً؟
هل من المستحيل أن نعتبر أن 8 و14 معاً يساويان 22، فإذا قسمناهما اثنين يصبحان 11؟
ألا يستأهل مصير هذا البلد، الذي كل منا يقول إنه مستعد للموت من أجله، أن نذهب إلى جلسة الانتخاب ونعود ظافرين برئيس؟
ألا يستحق جمهور 8 و14 و11 وكل الآذاريات أن تقوموا بأولى واجباتكم تجاهه وتنتخبوا له رئيساً؟
ألم تملّوا من تحديد موعد تلو الآخر وتتخلفوا؟
ألم تصلوا بعد إلى مرحلة الإقرار بأن مصلحة البلد أهم من خلافاتكم السياسية وأنها توجب عليكم أحياناً أن تدوسوا على رغباتكم الخاصة من أجلها؟
ألم تتعلموا - فيما العالم منشغل عنكم - بأنه لن يحكّ جلدكم إلا ظفركم؟ وأنه عليكم أن تكونوا "أسد غاب متى ساورتكم الفتن"، وأن لا تنتظروا أنياب الآخرين لكي تلوكوا بها؟
ألا تسمعون؟ ألا تلمسون؟ ألا ترون؟ ألا تشعرون بالخوف الذي يتنازعنا كمواطنين وأنتم أحد أهم مسبباته؟ أم أنكم فقدتم حواسكم وأحاسيسكم وأصبحتم مجرد دمى متحركة؟
إن 11 آذار لناظره قريب. فكونوا "هيبة"
البلد أو "خيبته"!