من مواطن عنيد يعيش في البعيد: طائفية بنكهة الشوكولا؟ ~فاديا سمعان وحنا الجرّ
فاديا سمعان - جبلنا ماغازين
~بالتعاون مع الدكتور حنا الجرّ
في مقال سابق كتبتُه عام 2011 دعماً لحقّ المغترب اللبناني في التصويت في الانتخابات اللبنانية من الخارج، أوردتُ في سياق إشارتي إلى علاقة معظم المغتربين بلبنان، الآتي:
"أتابع أخباره بدقة... حتى نشرة الطقس؛
أعرف كل شاردة وواردة عنه في السياسة
والاقتصاد وموسم الاصطياف وحجم الديْن؛
أقصّر في زيارته أحياناً بحسب الظروف،
ولكنّ هذا لا يعني أنني استقلت من "لبنانيّتي"...
ودليل على المتابعة الحثيثة من قبل المغتربين (التي أشرت إليها في ذلك المقال) لما يجري في لبنان، من أمور صغيرة بحجم حالة الطقس، إلى أمور كبيرة بحجم الفراغ الرئاسي وأزمة خطف العسكريين ومواجهة الإرهاب... هذه الصورة "المعبّرة" المرفقة بالمقال، والتي أوصلها مقيمون إلى مغتربين، ومنهم إلى موقع "جبلنا ماغازين" للاطلاع.
الدكتور حنا الجرّ المقيم في الإمارات هاله مضمون هذا الإعلان وشكله ومسّه بقيمِ العيش المشترك. ونقل إلينا عن أصدقاء في لبنان، وبينهم المقدم في قوى الأمن الداخلي ميشال مطران، رئيس قسم العلاقات العامة في هيئة إدارة السير في قوى الأمن الداخلي وأحد مؤسسي "اليازا"، أن هذا الإعلان جديد ومعروض حالياً على اللوحات الإعلانية في "البلد الذي صدّر الحرف إلى العالم".
بغضب واستهجان، أرفق الجرّ الصورة عندما أرسلها إلينا بكتابة ما يلي:
"بالزمان وفي أحدى مسرحيّات الفنّان
"زياد الرّحباني" قال أنّو بلبنان، حتّى البرغل فيه طائفيّة. واليوم
أتانا مبدع بشيء مشابه ولكن الهيئة هالأنسان "كلاس" شوي أكتر ومتقدّم
أكتر من "زياد". يلّي كان برغل بالزمان صار "نوتيلّا" بعصر
العولمة والهبل.
إذا بتكون سايق على طرقات لبنان اليوم رح تخبط بوجّك لوحات أعلانيّة عنوانها سخيف،
مضمونها فارغ وفكرتها مبتذلة -حتّى ما نقول "مسروقة" من فكرة أعلانيّة
لشركة مشروبات غازيّة. الهيئة المسؤولين عن شركة الأعلانات تلك والقيّمين على الشركة هذه
مفتكرين أنّو الشعب العنيد، متل ما بيقول زياد، هيدا الشعب العنيد بحبّ الشعطات...
نعم الشعطات من جمع "شعطة".. فتلة هبل وجنون. هيدا الشعب العنيد بحبّ
الشعطات المهضومة، نعم ولكن الفتلات يلّي بتكون مهضومة ومش سمجة متل هيدا الإعلان
يلّي عم تشوفوه على الطرقات بلبنان!
يعني ما بيكفي هالشّعب العنيد هوا ملوّث، أكل ملوّث، سياسة ملوّثة، وألخ... من
التلويث؟!! ألله يخلّيكن يا جماعة "الزبدة والشحوم بنكهة الشوكولا" خلّوا
الناس تقدر تستمتع بمنظر التلج على جبالنا بدون ما يكون المنظر ملوّث بأعلاناتكن...
في مجال؟!! ودمتم جميعاً لمواطن من الشعب العنيد.. يعيش في البعيد"
بغض النظر عن نوعية المنتج (Product) الذي تروج له هذه اللوحات الإعلانية... ماذا نرى في الصورة؟
أسماء إسلامية على لوحة، وأسماء مسيحية على لوحة أخرى! وربما فات المصمم أن يصنع لوحات أخرى للشيعة وللسنة وللدروز وربما للأرمن أيضاً!
"مين دزّكن علينا"؟ فتحنا طرقات بيروت منذ 25 عاماً، ونسينا زمن الشرقية والغربية، ولا نريد العودة إلى الوراء... يا جماعة الإعلان والإعلام والسياسة والاقتصاد والمعرفة!
أزيلوا هذا الإعلان فوراً، فالعودة عن الخطأ فضيلة...
وأنتم الذين يؤلمكم تعدي بعض المنشورات على الأنبياء والأديان السماوية، ألا يعنيكم التعدي على ما تبقى من أطلالِ عيشٍ مشترك في هذا البلد الذي نحلم به خالياً من الطائفية في النفوس قبل النصوص؟
هذا الإعلان "غير مطابق للمواصفات"!