سـاعـدوا وطنـنا ! – بقلم: سفير لبنان في المكسيك هشام حمدان
"النص الآتي هو كتاب
مفتوح وجهه السفير هشام حمدان إلى أبناء الجالية اللبنانية في المكسيك. ارتأى
موقعنا نشره كمقال رئيسي لما فيه من عبارات ومعانٍ نتمنى أن تصل إلى كل الآذان،
وليس فقط لبنانيي المكسيك أو لبنانيي الاغتراب."
~جبلنا
ماغازين
السفير د. هشام حمدان – جبلنا ماغازين
أناشد كل مؤمن بالله مهما كان دينه، وكل محب للسلام مهما كانت جنسيته، وكل محب للحياة مهما كان جنسه وعمره، وكل محب للطبيعة والجمال، وكل محب للتاريخ والحضارات، وكل أب وأم يخافون على أولادهم، وكل مبتكر ومفكر وحالم بغدٍ انساني جميل... أناشدكم جميعاً أن تساعدوا لبنان. ساعدوا وطنكم...
هذا الوطن الصغير الذي كتب اسمه عشرات المرّات في الكتاب المقدس.
هذا الوطن الصغير الذي زرع فيه الخالق ارزة مباركة.
هذا الوطن الذي قدّم حروف الأبجدية للإنسانية.
هذا الوطن الذي تحوّل أبناؤه الى أيد ماهرة ناشطة وفاعلة في تقدم الشعوب وازدهارها، على اختلاف أجناسها ومواقعها الجغرافية على الخريطة الدولية.
هذا الوطن الذي جعل منه الله رسالة نموذجية للتعايش الفريد بين الرسالات السماوية.
هذا الوطن الذي جعل ساحاته ملتقى دائم لكل الثقافات والحضارات، ولكل أنماط الحياة اليومية، بحيث تتفاعل الحريات العامة فيه مع موجب العيش بتوافق ووئام، مما حول هذا التنوع إلى سحر إبداعي.
ساعدوا هذا الوطن ليظلّ في خدمة البشرية والإنسان.
ساعدوه ليخرج من تلك النيران التي أشعلوها في منطقتنا حقداً وكراهية بين الحضارات، فباتت تزرع الدمار والموت في كل مكان.
ساعدوه ليكون وطناً حيادياً يجد فيه المضطهَد مساحة من السلام والحرية، ويجد فيه اليائس أملاً بالمستقبل. ويجد فيه الشرق المعذب أملاً بغدٍ بديع. ويجد فيه الغرب الخائف أملاً بالوئام.
أرفع صوت شعبي المرهق الذي عانى منذ أكثر من 45 سنة، لأقول كفى عقاباً جماعياً لكل اللبنانيين بسبب خطيئة البعض. وأقول كفى لمن يستخدم هذا البعض. وأقول لأهلي وأبناء وطني في هذا المغترب الهام ساعدوا أهلكم. لسنا بحاجة لأموالكم بقدر ما نحن بحاجة لصوتكم.
ارفعوا هذا الصوت لخدمة السلام في لبنان!
ارفعوا الصوت لفرض حياده وإبعاده عن الصراعات!
قولوا نعم لحياد لبنان من كل هذه العواصف.
نعم لحياد إيجابي يكرّس التعايش ويحوّل لبنان ساحة دائمة لحوار الحضارات.
ونعم، وألف نعم، لحياد يحمي نموذج لبنان الديمقراطي والحريات العامة فيه ويحمي حرية الفكر فيه، ويحمي دوره الريادي في المنظمات الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة، دفاعاً عن حقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي وعلاقات الصداقة بين الشعوب.
*الدكتور هشام حمدان – سفير لبنان في المكسيك