مقابلة مع فخامة الفراغ -- بقلم: فاديا سمعان
فاديا سمعان – جبلنا ماغازين
في سبق صحافي يتفرّد به موقعنا، تمكن "جبلنا ماغازين" من الحصول على أول مقابلة مع "فخامة الفراغ" في اليوم الأول لتسلمه سدةّ الرئاسة بعد فوزه بغالبية أصوات النواب الذين أمعنوا في التصويت لمصلحته، جلسةً بعد جلسة.
"شو هالعزّ اللي أنا فيه!"... كنت أقول لنفسي وأنا في طريقي إلى مكان اللقاء.
كنت مرتبكة قليلاً... فأنا لم أكن أعرف عنه الكثير. هل يشبه الغيمة أم يشبه الشبح؟ هل هو طويل القامة أم قصير؟ سمين أم نحيف؟ مضحك أم مخيف؟
لم تكن لديّ أدنى فكرة، لا عن شكله ولا عن مضمونه. ولكن، رغم ارتباكي وتساؤلاتي الكثيرة، كنت أتقدم إلى مكان اللقاء بخطى ثابتة وأنا أقول لنفسي: "مهما كان شكله الخارجي، فهو لا يعدو كونه فراغاً، والفراغ – إذا عنى شيئاً – فهو يعني اللاشيء"...
"أهلاً وسهلاً!... سمعتُ صوتَه يرحّب بوصولي مترافقاً مع صدّى عميق.
"لا عجب"، قلت لنفسي، "فالصدى يترافق مع الفراغ عادةً".
سألته: "أين أنت يا فخامة الفراغ؟ فأنا لا أراك".
أجابني الصوت والصدى: "أنظري أمامك جيداً، فترينني".
أصبتُ بالحيرة. إذ لم يكن هناك أمامي سوى حائط مسدود وعليه مرآة. فقلت للفراغ: "لا أرى أمامي سوى حائط ومرآة. فأين أنت"؟
قال: "اقتربي بضع خطوات بعد، فترينني".
بخطواتٍ – غير واثقة هذه المرة – اقتربت... ثم اقتربت أكثر... ثم خطوة أخيرة بعد... إلى أن رأيت صورتي منعكسة في تلك المرآة.
فسألني بنغمة ساخرة: "هل رأيتني الآن"؟
لم أجبْ. فلقد هالتني صورةُ الفراغ المنعكسة في المرآة: أنا الفراغ... يا لبشاعتي!
خبأت وجهي بيديّ... استدرتُ إلى الخلف... ورحتُ أعدو هاربةً... من فراغٍ إلى فراغ!
فهنيئاً لي ولكم بفراغٍ لا يشبه سوانا ومن صنع أيدينا!
هنيئاً لي ولكم بمناصب
بلا نصاب، وبوطنٍ بلا مواطنية، وبرئيسٍ لا يأتي وفقاً لإرادة الأكثرية!