لهذه الأسباب يجب أن تعيدوا انتخابهم!ّ -فاديا سمعان
كلمة لو سمحتوا - جبلنا ماغازين
بقلم: فاديا سمعان
"مين جرب المجرب كان عقله مخرب"!
مَن منا لم يتفوه بهذه الجملة كلما كانت هناك انتخابات نيابية أو بلدية على الطريق؟ والسؤال الأهم كَم منا عمل بهذا المثل وحاول أن يغيّر بمسار ومصير الوطن؟ وكم منا بقي مكبلاً - بل أسيراً - لزعيمه وطائفته وحزبه وبيئته، وربما عائلته، فلم يلبِّ نداء التغيير ولم يحاول الالتفات إلى الجانب الآخر ليرى ماذا لديه وماذا يستطيع أن يقدم لإنهاض البلد؟
لهؤلاء نقول: برافو! أعيدوا انتخابهم وسلموهم مصير أبنائكم لأربع سنوات أخرى...
أعيدوا انتخابهم وأعطوهم مفاتيح بيوتكم وغرف نومكم وأزرار الإضاءة في منازلكم والخبز الذي على طاولاتكم وبطاقات حساباتكم المصرفية... إذا ما بقي منها شيء!
اجعلوا طرقهم مفتوحة إلى المرفأ المستباح وإلى المطار المباح الذي سيتحول على أيديهم إلى ما تحولت إليه محطات القطار الصدئة في أنحاء لبنان!
صوتوا لهم ليقطعوا عنكم الرغيف، ثم يعطوكم اللقمة بالقطارة ويقولوا لكم: "الجوع كافر ولكن نحن هنا من أجلكم".
أعيدوا انتخابهم لتنفجر بيروت مجدداً وتخسروا أحباءكم وبيوتكم وأرزاقكم وتهجَّروا أو تهاجِروا، ويصبح لبنان طابة يشوطونها بين أرجلهم في مباريات ربح وخسارة "لا تُسمن ولا تُغني من جوع".
أعيدوا انتخابهم لأنكم اعتدتم على وجوهٍ كالحة تطل على الشاشات يومياً لتبشرَكم بأن الآتي أعظم وجهنم بالمرصاد.
أعيدوا انتخابهم لتنفجر التليل مرة أخرى وفي أي مكان آخر من بلدكم الحبيب...
أعيدوا انتخابهم لتقفوا يومياً في طوابير الذل منتظرين خبزاً أو دواءً مفقوداً أو علبة حليب لأطفالكم.
أعيدوا انتخابهم ليخسر لبنان ما بقي له من سمعة طيبة في العالم عن قطاعه التعليمي ومدارسه وجامعته التي تخرّج منها متميزون أفاد منهم العالم... إلا الوطن!
صوتوا لهم لكي يكملوا نشر الألغام بين بيوتكم وفي ملاعب أولادكم ويستعملوكم سواتر بشرية في حروبهم التي لا ناقة لكم فيها ولا جمل...
أعيدوا انتخابهم لتنفجر عين قانا وحومين الفوقا وغيرها من قرى الجنوب التي "يعشعش" فيها سلاحُهم المأجور وضميرُهم المُباع لبلدٍ آخر لا يشبهكم بشيء!
أعيدوا انتخابهم ليرفعوا لكم الإصبع مهددين بالمزيد من "الكرامة" فيما لو تقاعستم عن تلبية النداء!
نعم... لماذا لا تعيدون انتخابهم؟
انتخبوهم مجدداً لكي يشبعوا هم ويجوع أولادكم. ليغتنوا هم وتشحذوا أنتم "كرتونة الإعاشة". ليتطبّبوا هم على حسابكم وتموتوا أنتم على البطيء... وبئساً لكم ولأمراضكم المزمنة!
انتخبوهم مجدداً ليبقوا أسياداً عليكم، وتكونوا أنتم عبيداً مأمورين لا يملكون سوى الاستجابة.
أعيدوا انتخابهم لكي تبتهجوا بمظاهر الترف في ولائمهم وأعراس أولادهم من مالكم وشغلكم ومدخراتكم، فيما أولادكم لا يحق لهم حتى أن يحلموا بأن يتزوجوا ويبنوا عائلة!
أعيدوا انتخابهم... فأنتم لا تستحقون الأفضل! لا تستحقون حتى أن تنعموا برؤية أولادكم وأحفادكم يكبرون بينكم. فها هم يرحلون إلى المهجر للعمل... من أجل إعالتكُم! وليس لكم أن تلوموا أحداً، بل تذكروا أنكم، بأصواتكم، "جيّرتم" هذا الحق لهم!
*فاديا سمعان