مجرمون بخمس نجوم يحكمون لبنان! -فاديا سمعان
بقلم: فاديا سمعان – جبلنا ماغازين
كمغتربة أتابع ما يجري في لبنان من بعيد، وأبكيه من بعيد، وأغضب على ما يجري فيه من بعيد، دون أن يتسنى لي المشاركة في أي تحرك شعبي على أرضه، على الأقل بهدف "فش الخلق"... وككثير من المغتربين الخائفين على بلدهم وأهلهم هناك، أكاد أنفجر كانفجار بيروت ولا أستطيع بعد أن أكتم كل هذا الغضب في داخلي. فاعذروني إذا استخدمت كلاماً قاسياً بحجم ما يتعرض له الشعب اللبناني من ضيق!
قبل أشهر، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان انهيار لبنان بقوله إن وضعه "يشبه غرق سفينة تيتانيك لكن من دون ترف الموسيقى". وبالأمس كتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في مقال عن لبنان أن هذا البلد "يواجه نسوراً سياسية تتغذى على جثته"... وسابقاً، شبه كثيرون الطبقة السياسية فيه بـ"نيرون" الذي أشعل مدينته وجلس يتفرج...
ولكن كل هذه الأوصاف "لا ترقى" إلى مستوى الطبقة السياسية المجرمة في لبنان ولا تفيها حقها. فمن يحكمون البلد ويتحكمون به بعدما سلبوه وأحرقوه وفجروه وأفقروا أبناءه وقضوا على الأخضر واليابس فيه ولم يتركوا بصيص نور أمام أبنائه الذين باتوا ينتظرون فرصة للذهاب بلا رجعة إلى أي بلد يستقبلهم... هؤلاء السياسيون العديمو الضمير والإنسانية والشرف يقومون بأفظع الفظائع بحق بلدهم وشعبهم، ولا يشبهون سوى من يغتصب جثة هامدة بعد تعذيبها وخنقها وقطع كل نفس فيها... ولا أعتقد أن هناك جريمة أبشع من هذه!
فهؤلاء الذين يحكمون لبنان مجرمون بخمس نجوم ولا أمل يرجى منهم! فقدوا ثقة الشعب نهائياً بعدما فقدوا ثقة المجتمع الدولي الذي كشفهم على حقيقتهم، فلم يعد يرى فيهم سوى جشعهم وحقارتهم ولا إنسانيتهم!
هؤلاء لا يستحقون فرصة بعد، لا في حكومة جديدة ولا في انتخابات مقبلة ولا في أي منصب ينصبون فيه ما قد بقي! إلعنوهم واقتلعوهم من كراسيهم وحاكموهم وعلقوهم على المشانق واستعيدوا كرامتكم وسيادة بلدكم وحقكم بالعيش الكريم... و"لا تسكتوا"!
* كاتبة المقال: فاديا سمعان