وحياتك... ما بتمون! --بقلم: فاديا سمعان
فاديا سمعان - جبلنا ماغازين
عزيزي المواطن،
يسرنا أن نعلن لك أننا دخلنا في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وانطلق العد العكسي ومعه الترشيحات والتكهنات ونشر الغسيل، وبدأ كل طرف يطرح مواصفات ويجري تحالفات ويذم أو يغازل شخصيات... وأنت يا "معتر" جالس في مكانك تقرأ الصحف وتسمع الأخبار وتشاهد ما يحدث دون أن تدلو بدلوك، فيما المياه تجري من تحت قدميك وأنت "يا غافل إلك الله"!
هيا... افتح الفايسوك وتويتر ومواقع الأخبار والمواقع الخاصة ببرامج التوك شو السياسي، وأرِنا ما لديك من مواهب في السّباب والشتم من جهة، والمدح والتأليه من جهة أخرى!
يا عزيزي المواطن،
هناك عشرات المرشحين يقابلهم كمّ هائل من المؤيدين والمعارضين... تصريحات وتصريحات مضادة... وجماعير متقابلة كجماهير الملاعب الرياضية... كلٌّ يؤيد فريقا،ً وكلّ يفضل لاعباً معيناً ضمن الفريق... إلا أن الفارق هنا أنْ ليسَ هناك حَكم ولا صفارة إنذار... فعجّل أيها المواطن وادلُ بدلوك قبل ان يمتلىء النهر ولا يعود هناك متسعٌ لما لديك فيه!
يا عزيزي المواطن،
أنت الجالس أمام الشاشات أو متابع الإنترنت أو قارئ الجريدة... أبشر! فلقد وجدوا لك مكاناً في ذلك الملعب، واستحدثوا على المواقع الإلكترونية لعبة تصويت الجمهور... تماماً كما في سوبرستار وأكس فاكتور والرقص مع النجوم وذو فويس وغيرها من المسابقات: بإمكانك أن تصوّت لرئيسك المفضل، لا بل بإمكانك أن ترشح من تريد لمنصب الرئاسة!
يا عزيزي المواطن،
"طيّب شو في وراك"؟ تسلّ قليلاً... "فشّ خلقك"... صوّت لمرشحك المفضل على موقع، ثم درْ إلى موقع آخر واشتم مرشحاً آخر.. أين المشكلة في ذلك؟ "يسواك ما يسوى غيرك"! وعدا عن ذلك، فإن تصويتك سوف "يشيل الزير من البير" وسيأتي مرشح أحلامك – بصوتك أنت - إلى كرسي بعبدا!
يا عزيزي المواطن،
كبّر عقلك! قم اذهب إلى عملك وعدْ مساء لترتاح وتفكر كيف تسدد فواتيرك الشهرية وأقساط المدارس لأطفالك وأين تركن سيارتك كي لا تسرق وأي طريق تسلك لتتفادى التفجيرات أو الاشتباكات أو رصاص القنص والابتهاج... فبكل بساطة، يا عزيزي المواطن، أنت لا "تمون على أزغر أزعر" في الحيّ... فهل "تمون" على كرسي بعبدا وعملية الانتخاب؟
يا عزيزي المواطن،
اترك الترشيح والتصويت لكرسي بعبدا لمن هم حول بعبدا وفوق بعبدا وتحت بعبدا... أما إذا كنت متحمساً لمرشح وتوّد إعطاء رأيك، فلا بأس. ولكن "وحياتك" تذكّر أنك "لا تمون"!
* عزيزي القارئ، وردت في المقطع الثالث من المقال كلمة "جماعير" بدلاً من "جماهير". طبعاً كانت خطأ مطبعياً ولكن بعض الأصدقاء الذين "يمونون" طلبوا مني الإبقاء عليها كما هي لأنها برأيهم تفي بالغرض اكثر من كلمة "جماهير"... فاقتضى التوضيح!