حلم لبناني... بقلم: فاديا سمعان
فاديا سمعان - جبلنا ماغازين
مش كل شعوب العالم بتحلم بالأمور ذاتها لأن كل بلد إلو خصوصيته ومميزاته، وكمان عنده نواقصه... ومتل ما في شعوب بتحلم بالشتي، في شعوب بتحلم بالدفا، وبعض الشعوب بتحلم حتى بلقمة الأكل. لهيك، أحلام اللبنانيين هي لبنانية صرفة، حتى وإن كان البعض منها بينطبق على شعوب بدول تانية.
وهيدي عّينة عن اللي بيحلم فيه اللبناني...
منحلم إنو يوماً ما نبطل ننظر للحكومات المتوالية على إنها حصص طوائف ومناطق وأحزاب، ويصير الوزير فيها خادم للشعب، وتصير الوزارة الدسمة هي الوزارة اللي بتتطلب شغل وتضحية أكتر من غيرها، والوزارة السيادية هي اللي بتعكس عن حق سيادة البلد، ووزارة الدولة تبطل زيادة مصروف وكمالة عدد! ...وتبلش الورشة ويقل الكلام ويزيد الشغل: تخطيط من هون، تشريع من هون، تنفيذ من هون، ومحاسبة من هون... وكل واحد - نائب أو مدير، موظف أو وزير - يعرف شغله ويطبقه بحذافيره، ويكون على مسافة وحدة من كل أبناء الشعب، من أول لحظة بيقعد ع الكرسي لآخر لحظة وهوي عم يخدم بمنصبه.
منحلم إنو يصير قرارنا عنا ومشاكلنا نحلها عنا. وإنو نصير نستفيد من المواهب والخبرات والعقول الموجودة بالبلد بدل ما نصدّرها للعالم وغيرنا يستفيد منها...
منحلم إنو تبطل الفيزا حلم كل شب وصبية بيتخرجوا من الجامعة، وإنو حلم كل مغترب بالعودة يصير قابل يتحقق، وإنو البيّ اللي عايش برا كرمال الوظيفة يرجع يعيش مع ولاده بلبنان بدل ما يشوفهم مرة بالسنة وتوصله صورهن وأخبارهن وبوساتهن بالبريد الإلكتروني وع شاشة الكومبيوتر والآيفون... ويزعل لما يشوفن ع العيد قديش كبروا وهوّي بعيد!
منحلم إنو يبطل وطننا حلم، ونرجع نقول "نيال مين إلو مرقد عنزة بجبل لبنان". وتبطل الكهربا حلم، والمي النضيفة حلم، والوظيفة حلم، وحق أهالينا وولادنا وأنفسنا بالطبابة حلم... والعيش بكرامة أكبر حلم!
منحلم إنو نصير نحكي وجعنا من دون ما نخسر نص أصحابنا ويعتبر كل واحد إننا عم "ندق" بزعيمه أو طايفته، لأنه لازم يكون الصوت مشترك مطرح ما الوجع مشترك...
ومنحلم إنو كل اللي بيحاضروا بالبيئة النضيفة يكونوا من الناس اللي ما بيتركوا زبالة بالبرية اللي عملوا فيها "بِكنِك"... من بعد ما يكونوا انزعجوا من الزبالة اللي تركها ناس "بَكنَكوا" بالمكان قبلهن!
ومنحلم إنو كل اللي بيحكوا ضد الفساد - من رجال السياسة - يكونوا منزهين عن الرشوة والسرقة واستغلال المناصب للمنفعة الشخصية والعائلية والإنتخابية. واللي بيحكوا ضد الفساد - من أبناء الشعب - يكونوا عم بيحاسبوا زعيمن قبل غيره على أي عمل فاسد بيشترك فيه أو بيسكت عنه.
اللبناني عندو أحلام بالجملة ومن كل القياسات. بس ما حدا بيشتري. لأنهم بيعرفوا إنو مش شاطر إلا بالحكي!
*كاتبة المقال: فاديا سمعان