نحن القاتل الحقيقي لروي حاموش... لنا المشانق! ~بقلم: فاديا سمعان
كلمة لو سمحتوا – جبلنا ماغازين
بقلم: فاديا سمعان
"شب متل طربون الحبق"... هذا الوصف الشعبي ينطبق على روي الحاموش، الشاب الذي كان من المفترض أن يتخرج بعد أيام من الجامعة مهندساً ليفرّح قلب أهله وأصدقائه وأقاربه، فاصطاده وحش مسلح فالت على طرقات لبنان، ليحول الفرحة إلى عزاء.
مشكورة القوى الأمنية التي تمكنت من الوصول إلى مطلق النار وسوقه إلى العدالة... ومشكورة عائلة الضحية التي أعربت عن ثقتها بالدولة وبالقضاء... ومشكورة كل الدعوات لإضاءة الشموع وللتجمع من أجل طلب تحقيق العدالة ومنع السلاح المتفلت. ولكن... هل أحمد الأحمر هو القاتل الحقيقي - أو الوحيد - لروي حاموش؟
صحيح أن الموقوف الأحمر هو مطلق النار، بحسب الوقائع. إنما هناك قاتل غير مجهول موجود بيننا، تواطأنا معه في الجريمة وخبأناه في بيوتنا الآمنة وبين أولادنا الذين قد يكونون ضحايا سلاح متفلت، كما روي، في يوم ما!
وإذا كنا متواطئين، فإذن نحن شركاء في الجريمة، بل نحن أيضاً قتلة... إن لم نكن نحن القتلة الحقيقيين!
نحن قتلة... لأننا نحن، الذين نطالب اليوم بمنع السلاح المتفلت ورفع الغطاء عن المجرم الذي أطلق النار على رويْ، نكرر أقوالاً وأفعالاً واعتراضات قلناها آلاف المرات في السابق، حين طالبنا المسؤولين من نواب ووزراء وقادة سياسيين بإرساء دولة القانون والمؤسسات وتثبيت الأمن ورفع الغطاء السياسي عن أي مرتكب... وعندما لم نتوصل إلى نتيجة، استسلمنا وسكتنا وسلمنا بالأمر الواقع، ثم عدنا بعد ذلك كـ"الشطار" وأعدنا نفس الطقم إلى نفس المواقع في كل عملية انتخابية أتيحت لنا؛ فلا حاسبنا بأصواتنا من خذلونا ولا غيّرنا في واقعنا شيئاً، وبقينا وبقي حالنا "تيتي تيتي، متل ما رحتي متل ما جيتي"...
كنا قتَلة يوم اعتبر القاتل أن دم رويْ لن يجعلنا نغير في سلوكنا شيئاً...
وسنكون أيضاً قتلة غداً وبعده وبعد ما بعده... لأننا سننسى بمرور الأيام أن رويْ قتل برصاص وحش لا يهاب القانون على الطريق العام وسننسى أن لأولادنا حقاً علينا بالعمل لحمايتهم!
لنا المشانق...