هل تنجح هذه المحاولة الأميركية الأخيرة في إيجاد توافق على رئيس للبنان؟ -فاديا سمعان
جبلنا ماغازين – واشنطن
تقول المراصد الجوية إن لبنان سيشهد في خلال الأسبوع المقبل طقساً ربيعياً دافئاً من شأنه أن يسمح للبنانيين والزائرين بأن يمارسوا التزلج على الجبال والسباحة على الشاطئ في يوم واحد. فهل يساهم ارتفاع الحرارة الموعود في تذويب الجليد وتحريك ملف الرئاسة بشكل يؤدي إلى توافق – أقله مسيحي – على تغليب مصلحة البلد على كل الاعتبارات، وصولاً إلى تسمية مرشح واحد أوحد لكرسي بعبدا الفارغ منذ قرابة السنتين؟
في معلومات خاصة لـ"جبلنا ماغازين" في واشنطن أن موفداً من الكونغرس الأميركي من أصل لبناني، وفي مهمة تحمل عنوان “United we stand”، سيصل إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل في زيارة وصفت بالـ"استطلاعية" للقاء القيادات المسيحية بمن فيهم المرشحون للرئاسة والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، متسلحاً بدعم سبع لجان في الكونغرس، بينها الخارجية والدفاع، إضافة إلى دعم مسؤول الملف اللبناني في الإدارة الأميركية "رونالد ماكاي" ومسؤولة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "إيلينا روس ليتينن" ودعم بلا حدود من الحزب الجمهوري، وبمباركة من الرئيس "باراك أوباما" شخصياً الذي اطلع على مهمته والأهداف المرجوة منها.
مصادر معنية بمهمة الموفد قالت لـ"جبلنا ماغازين" إنها قد تكون "المحاولة الأميركية الأخيرة لإيجاد توافق في موضوع الرئاسة اللبنانية، وإن فشلت فلن تكون هناك محاولة مماثلة في المستقبل. أما إذا نجحت وجرى انتخاب رئيس لبناني، فسيذهب وفد أميركي رفيع للتهنئة ووضع كل الإمكانات بتصرف الرئيس العتيد". وأضافت: "هذا وقت استثنائي وتاريخي ويجب عليهم (أي اللبنانيين) النظر إلى مصير لبنان".
ويأتي اندفاع الكونغرس لحل معضلة الرئاسة اللبنانية بعد حركة دؤوبة قام بها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس "إد رويس"، وبدفع من الموفد نفسه، في ظل اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة وتوقعات الجمهوريين بوصول أحد مرشحيهم إلى البيت الأبيض، وذلك بعد أعرابهم عن خيبة أملهم لغياب إدارة أوباما الكامل عن الساحة اللبنانية وتجاهلها ما يجري في لبنان على كل الصعد. وتنقل المصادر عن رويس قوله إنه "بمجرد أن يتبلغ الكونغرس بنجاح مسعى التوفيق سيذهب إلى لبنان وفد مؤلف من 120 نائباً اميركياً على الأقل للتهنئة، في تأكيدٍ على مدى أهمية نجاح هذا المسعى لدى الأميركيين".
إلا أن هذا الاندفاع "لا يعني أن لأميركا مرشحاً معيناً تدعمه في لبنان" - تقول المصادر – "بل الباب مفتوح على أي من المرشحين الحاليين إذا جرى التوافق على أحدهم، كما هو مفتوح أمام البحث عن مرشح آخر من خارج الأسماء المطروحة". وتؤكد المصادر في هذا الإطار أن "لا فيتو أميركياً على أحد، وأن الأميركيين لا يبغون من خلال هذا التحرك التدخل في شؤون لبنان الداخلية، وأن جلّ ما يطمحون إليه من خلال الجولة التي سيقوم بها موفدهم في لبنان محاولة الوصول إلى موقف مسيحي موحد في الشأن الرئاسي يلغي كل حجج التأجيل والتسويف والغياب عن جلسات الانتخاب، وكذلك خلق أرضية ملائمة لتوافق مسيحي يجعل من الأقطاب والأحزاب المسيحية عائلة واحدة متضامنة تتخذ قراراتها من الداخل اللبناني".
ورداً على سؤال لـ"جبلنا ماغازين" عن مواصفات الرئيس الذي تؤيد واشنطن وصوله إلى بعبدا، ردت المصادر أن "كل المطلوب أن يكون ولاؤه للبنان وأن يأتي قرار انتخابه من اللبنانيين أنفسهم". وأضافت: "في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة والتي تؤثر بشكل مباشر على اللبنانيين ككل وعلى الوجود المسيحي في الشرق الاوسط، لم تعد الأسماء مهمة بقدر أهمية عدم ترك كرسي الرئاسة اللبناني فارغاً".
وعلم "جبلنا ماغازين" أن هناك خططاً ومشاريع مساعدات أميركية للبنان، أهمها في مجاليْ دعم التعليم الرسمي والجيش، تنتظر استقرار الوضع السياسي في لبنان من أجل وضعها موضع التنفيذ، كما أن واشنطن ستفرج عن مساعدات مادية وعسكرية وإنسانية عدة كانت مرصودة سابقاً ولم تنفذ بسبب سوء الأوضاع.
فهل تنجح مهمة هذا الموفد في تقريب القلوب وتعبيد الطريق إلى بعبدا أمام رئيسٍ صُنع في لبنان - وبقرار ينبع من توافق المسيحيين أنفسهم - وتفتح الباب أمام المساعدات الأميركية؟
الجواب قريباً... وعسى أن يكون في الدفا عَفا!
*فاديا سمعان - جبلنا ماغازين