Follow us

image

بين شبيبة الانتشار اللبناني وأجمل بلد في العالم... حبّ أعمى؟ -بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

بعد يومين على بدء زيارة وفد شبيبة الانتشار اللبناني المؤلف من مئتي متحدر إلى بلد الأجداد (Lebolution 20-30 July)، كتبت إحدى المشاركات على الفايسبوك - وهي من أستراليا – تقول: "لبنان أجمل بلد في العالم"!

هؤلاء الشبان والشابات الذين لطالما حلموا بأن تدوس أقدامهم أرض لبنان ويزوروا معالمه الشهيرة ويدبكوا ويرقصوا على أغانيه ويأكلوا الكبة والتبولة ومناقيش الزعتر والكنافة المجهزة والمخبوزة في مطاعمه وأفرانه، حققوا حلمهم وحلم أهاليهم الذين ربوهم على حب لبنان وفكرة الانتماء له.

قد يكون حباً أعمى... ربما. فلا مشهد النفايات المتراكمة في الشوارع يؤثر بهؤلاء ولا الإشكالات الأمنية هنا وهناك ولا الفراغ الرئاسي ولا الهزات الحكومية... لا شيء يهز لديهم الصورة المطبوعة في قلوبهم عن "أجمل بلد في العالم"!

"الزبالة؟ وإذا كان في زبالة؟ تعوا لعنا على كولومبيا وشوفوا الزبالة!"... هكذا أجابت إحدى المشاركات على سؤال طرحته عليها صحافية في لبنان.

ومنذ مدة، في أثناء مقابلة كنت أجريها مع رياضي برازيلي شهير من أصل لبناني، قال لي إنه يعدّ العدة للانتقال للعيش في لبنان. سألته: "ألا يقلقك الوضع الأمني والمشاكل السياسية القائمة هناك؟"، فأجاب: "الأمن في البرازيل أسوأ مما هو عليه في لبنان".

بكل فخر يجيبون من يسألهم عن أصولهم أن "الدم الذي يجري في عروقي لبناني".

بكل ثقة يقولون لمن يصادفونه في أي بلد يعيشون فيه إنهم ينتمون إلى بلد مميز، فيه "أجمل شواطىء العالم وأحلى الجبال وأطيب المأكولات وأرقى شعب وأكثر النساء جاذبية".

مشاكل البلد كلها لا تعنيهم... فهم على ثقة بأن الشعب اللبناني ذكي ويستطيع أن يتغلب على كل المحن وينهض من جديد... ويخبرونك هنا قصة طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد، ثم يقولون لإسكاتك: "لبنان جميل كيفما كان، والظروف الصعبة التي يمر بها مرحلية فقط".

يكفيهم أن تكون لبنانياً ليحبوك. فهم لا تعنيهم طائفتك أو ميولك السياسية أو انتماؤك المناطقي أو اسم عائلتك أو أي شيء آخر. عندهم - هم فقط - تصح كلمات أغنية الحلاني: "بيكفي إنك لبناني". وعلى سيرة هذه الأغنية، يكفي أن تشاهدوهم وهم يرقصون على أنغامها في الحفلات اللبنانية في الخارج لتعرفوا ماذا يعني لهم أن يكونوا لبنانيين.

بمناسبة زيارة وفد الشبيبة المتحدرين من أصل لبناني إلى "بلد الأحلام"، كتب أحد اللبنانيين المقيمين على الفايسبوك: "نيالنا جايين لعندنا المغتربين. بكرا وزارة السياحة وغيرها من مؤسسات الدولة رح تستقبلهم وتهتم فيهم ونحن ما حدا بيطلع فينا!"

نقول لهذا المقيم: "اسمحلنا فيها. هؤلاء لا ذنب لهم في ما أنت فيه. وبدلاً من النق وندب حظك السيء، لمَ لا تتعلم من هؤلاء الشباب المغتربين أن تنظر إلى لبنان وتحب أخيك اللبناني على طريقتهم؟ فمن هنا قد تبدأ نهاية النفق"!

“I'm not truly a believer of love at first sight, but God knows I fell in love with this place.. at first sight, second sight, third sight and every single time I walk down the streets of my beloved homeland I feel the butterflies over and over again, can't help it”
~Michelle Kuri (Mexican Lebanese) – July 23, 2015