عن سلمى التي أجّلت ولكنها عادت وسجّلت! ~بقلم: فاديا سمعان
جبلنا ماغازين - فاديا سمعان
أؤكد لكم أن ما ستقرأونه هنا ليس مقالاً آخر عن سلمى حايك، الفنانة العالمية اللبنانية الأصل، التي زارت بلد الأرز مؤخراً. بل هذا المقال يحكي عن امرأة تدعى "سلمى"، ولدت في المكسيك منذ 45 عاماً، جدها لبناني (مسجل في لبنان)، أما والدها، المولود في المكسيك لأب وأم لبنانيين، فهو تسجل بدوره في الخمسينيات في السفارة اللبنانية في البلد الذي ولد وعاش فيه. وبالتالي، فهو أصبح لبنانياً.
وسلمى التي تسجلت في السفارة اللبنانية عام 2009 لأبيها اللبناني... أصبحت تلقائياً وقانونياً بعد أشهر من ذلك الحين لبنانية الهوية.
سلمى زارت لبنان و"أهديت" خلال الزيارة، بطريقة استعراضية نوعاً ما، إخراج قيدها اللبناني.
ولكن سلمى لم تحصل على تلك الوثيقة لأنها الوجه الهوليوودي العالمي المعروف... ولم تحصل عليها لأنها كرمت ابن بلد أجدادها جبران خليل جبران بفيلم ضخم يخلد فلسفته في الحياة...
سلمى لم تحصل على إخراج قيد لبناني لأنها قالت إنها تعرفت على الكبة قبل التاكوز... ولم تحصل عليها لأنها زارت مخيمات اللاجئين أو اهتمت بالأطفال المصابين بالسرطان...
يا ناس يا هووو.... سلمى لم تحصل على إخراج قيد لبناني لسواد عينيها. فهي مسجلة في السفارة اللبنانية في المكسيك منذ ست سنوات!
كفى تندراً وقولاً بأنها "مُنحت" الجنسية اللبنانية! فهي، ومن قبل ذلك الاستعراض، كانت لبنانية. وكل "إنسان" من أصل لبناني يعيش في أي بلد في العالم لأب لبناني، عندما يتسجل، يصبح لبنانياً!
تعليقات كثيرة وردت على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية انتقدت إعطاء سلمى حايك الجنسية اللبنانية بمناسبة زيارتها الأولى للبنان، وكثير من التعليقات قال إن ما "صح لسلمى لم يصح لغيرها".... وأقل ما يمكن أن يقال عن هذه التعليقات أنها غبية وفارغة ولا تنم إلا عن غيرة وحسد و"ضيقة عين".
سلمى لبنانية من دون "جميلة" أحد. فهي – وبالأحرى عائلتها – قامت بواجبها في التسجيل في سفارة البلد الذي تقيم فيه. وهذه المبادرة مطلوب أن يقوم بها ملايين اللبنانيين المقيمين في الخارج.
قد تكون سلمى "أجلت"، ولكنها في النهاية عادت و"سجلت". وكان هذا منذ ستة أعوام.
فإذا كان لا بد لكم من التعليق على هذا الأمر، فلتقولوا إن استصدار إخراج قيد لسلمى حايك يجب أن يكون عبرة لكل ابن مهاجر لبناني يعيش في الخارج حتى يتسجل ويسجل أولاده.
كما عليكم أن تشكروا سلمى حايك التي - رغم نجاحها وشهرتها ونجوميتها - بادرت إلى التسجيل في سفارة بلدها، فيما مئات الآلاف من اللبنانيين المنتشرين في العالم لا يهتمون ولا يبادرون إلى تسجيل أنفسهم أو أولادهم، رغم كل التسهيلات الموجودة.
وكفى ثرثرة!