بعد فوزه نائباً في برلمان لاتفيا، ماذا يقول حسام أبو مرعي للشباب اللبناني؟
خاص جبلنا ماغازين
هو لبناني بالولادة. يحمل جنسية جمهورية لاتفيا (شرق أوروبا) منذ ثماني سنوات فقط. وهو اليوم نائب يمثل العاصمة ريغا في البرلمان اللاتفي ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية في هذه الدولة التي ستترأس مطلع العام المقبل الاتحاد الأوروبي.
إنه الشاب حسام أبو مرعي، ابن بلدة كترمايا الشوفية. في الأربعين من عمره. طبيب وناشط حقوقي، لطالما حمل هموم الجالية اللبنانية والعربية في لاتفيا وتحدث باسمها.
غادر حسام أبو مرعي لبنان منذ عشرين عاماً، وتخرج طبيباً في لاتفيا عام 1999.
عام 2002، أسس "الجمعية اللبنانية الثقافية" في ريغا التي أصبحت تقيم احتفالاً سنوياً بعيد إستقلال لبنان. وكان أبو مرعي قد بدأ بعيد تخرجه من الجامعة ينشط في المجتمع اللاتفي، فعيّن عضواً في المجلس الأعلى لحماية الأقليات. وتقديراً لخدماته في مجال حقوق الإنسان، منحته الحكومة عام 2007 جنسية البلاد بمرسوم خاص وقعه رئيس الدولة. وفي العام 2009 جرى تعيينه بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي سفيراً للنوايا الحسنة تقديراً لجهوده في خدمة المجتمع الأهلي.
يقول حسام أبو مرعي ل"جبلنا ماغازين" بمرارة ملحوظة: في العام 2006 عينني وزير الخارجية اللبناني آنذاك فوزي صلوخ قنصلاً فخرياً في لاتفيا، إلا أنه بسبب المشكلات الحكومية والسياسية التي كانت سائدة، لم تجر إحالة قرار التعيين إلى رئيس الجمهورية".
"وهل أنت عاتب على لبنان؟"، يسأله "جبلنا ماغازين". فيجيب: "نعم أنا عاتب. أليس أمراً مضحكاً أن أتمكن من الوصول إلى البرلمان في لاتفيا بعدما انتظرتً سدًى أن يقر تعييني قنصلاً فخرياً من قبل لبنان"؟ ويضيف: "ولكن، ما العمل؟ هذا هو لبنان"!
ورداً على سؤال عما إذا كان لديه رسالة يوجهها إلى الشباب اللبناني، يجيب: "أقول لهم إحلموا واعملوا وثابروا من أجل تحقيق أحلامكم. ها أنا تحولت في خلال عشرين عاماً فقط في لاتفيا من طالب إلى طبيب فإلى نائب". أما للشباب اللبناني الذي لم يغادر لبنان، فيقول: "حياة المقيمين أكثر تعقيداً من المغتربين. وأنا أقول لهم لا تفقدوا الأمل وحاولوا أن تحدثوا تغييراً في الأمور التي لم يستطع الآخرون تغييرها، وانبذوا التعصب الطائفي ولا تسمحوا للغريب بأن يتدخل ويقرر مصير بلدنا. وطبعاً اعملوا من أجل السلام، لا الحرب".