ماري بشير مع فائق الاحترام.. والتقدير
لمناسبة انتهاء ولايتها كحاكمة لمقاطعة
نيوساوث ويلز الأسترالية، المنصب الذي تبوأته بجدارة منذ العام 2001، يقام احتفال
رسمي للسيدة ماري بشير (وهي متحدرة من بلدة دوما اللبنانية) في الأول في تشرين
الأول المقبل عشية تسلم خلفها دايفد هيرلي مهام الحاكمية.
وقد وجهت حكومة ولاية نيوساوث ويلز دعوة لحضور مراسم الاحتفال بانتهاء ولاية بشير.
هذه نسخة عنه:
عن السيدة ماري بشير، كتبت فيرا بو منصف في موقع "القوات اللبنانية":
ماري بشير مع فائق الاحترام
سيدتي اللبنانية حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، تحية من لبنانية ولبنانيين يعيشون في وطنهم الام، لكنهم يرمشون على لبنانيين مثلهم يعيشون في الاغتراب أحلى قصص المواطنية، يكرّمون الارض التي استقبلتهم وأعطتهم الكثير، ويُكرَّموا في تلك الارض لانهم أعطوها من حالهم أكثر مما يستطيعون. سيدتي الحاكمة تحية من هنا الى هناك على قدر الموقع الذي وصلتِ اليه كأول لبنانية تصبح حاكمة لمقاطعة انكليزية، وعلى قدر الاحترام وشوفة الحال ببنت البلد العابرة للقارات علما وقيمة انسانية مشرّفة.
ماري روزلين بشير، من دوما اللبنانية الى استراليا، مسافات شاسعة لا يقاربها الا شعاع الشمس الذي ينفلش فوق هذه الارض ونأخذ منه كل بحسب قدراته وسعة القلب والعقل. لا نعرف كيف حصل الامر لكنه حصل، المغتربة التي قصدت سيدني للتخصص في الطب، فعلتها في بداية الخمسينات وتخرّجت وبدأت تصعد السلم درجات درجات وليس درجة درجة، كما هي العادة في كل مكان ومنصب وموقع. تبوأت مراكز طبية متعددة في مستشفيات ومراكز صحية عدة الى أن جاء العام 2001 حيث عينت محافظة مدينة سيدني، وبعدها بقليل أصبحت مستشارة جامعة سيدني. تلك العازفة المحترفة على آلة الكمان وبعدما أصبحت رئيسة الكونسرفاتوار الوطني حيث تخرجت، لم تنس يوما دورها الرئيس، الامومة، فسُميت “الام الاسترالية للعام 1971 “،السنة التي أصبح زوجها نيكولا شحادة عمدة سيدني بينما عُينت ماري رئيسة بلدية سيدني حتى العام 1973.
كانت الحرب في لبنان في عزها، وكانت ماري تكبر في مناصبها وقيمتها المعنوية والوطنية في أرض الاغتراب التي حوّلتها الى موطنها الثاني. عبرت الايام والتواريخ وماري بشير تسطّر في أجندتها المنصب تلو الاخر، العزّ تلو الاخر، التكريم بعد الاخر، والانجاز تلو الانجاز، الى أن صنّفتها أرضها الثانية بـ “الكنز الاسترالي الحي”، تصوروا كيف يُكرّم المبدعون في مواطنيتهم وانجازاتهم في أرض تعشق ناسها، وتحترم قدراتهم منذ أول الانفاس حتى آخرها.
14 ايلول 2004، ولما كان لبنان يحتفل بذكرى اغتيال البشير، ويحضّر لثورة ذهبية من أشرف الثورات وأعرقها في تاريخه، ثورة الارز، كان رئيس حكومة نيو ساوث ويلز يعلن انه سيوصي الملكة اليزابيت الثانية، بتمديد منصب بشير لثلاث سنوات اضافية كحاكمة على المقاطعة، وهذا ما حصل، وأعلن قصر باكينغهام موافقته وتوصيته بان “الملكة موافقة على بقاء ماري بشير في منصبها الحالي حتى 8 شباط 2008″، ثم مددت الملكة ولايتها تباعا حتى أيلول 2014.
انتهت ولاية ماري بشير كحاكمة على المقاطعة، لكن لم ينته تاريخ تلك السيدة الاستثنائية التي غبّت من العلم ما لذّ لها ولم تمل، ومن المناصب ما استحقته ولم تمل منها المناصب، لانها حوّلتها الى رسالة انسانية بخدمة الانسان وكرامته وحاجاته، ما دفع بملكة بريطانيا للتجديد لها مراراً ومراراً.
”الايمان هو الايمان بالانسانية هو الامل بكلمة اخرى” تقول ماري بشير، والايمان يا سيدتي هو ذاك الشغف بالحب الذي يجتاح القلب، ويحوّل كل ما في الانسان الى طاقة ايجابية تشعّ بالخير، فيكِ من الخير أنصع رسالة، وفيكِ من لبنان أشرف الرسائل، وفيكِ من كل واحد منا أيحاء بما يمكن أن نفعله ونحققه ليس في الاغتراب وحسب، انما هنا حيث منبع الايمان وان كانت الارض الان ترشح بكل الشرور. حكمت تلك المقاطعة لسنوات ولكِ من أرضك الام حكم القلب الذي لا تحدّه لا أزمنة ولا أمكنة ولا مساحات مع فائق الاحترام. (عن موقع القوات اللبنانية)
نبذة عن السيدة ماري بشير
درست ماري في مدرسة نارانديرا الرسمية ثم في ثانوية سيدني الرسمية أيضاً للبنات. عند تخرجها، درست في كونسرفاتوار سيدني للموسيقى، حتى أصبحت عازفة كمان محترفة. وفي عام 1959، تم انتخابها لمجلس الكلية، وأصبحت الأمين الفخري في عام 1960، ثم شغلت منصب الرئيس منذ عام 1982 حتى عام1990 .
في عام 1971 سميت بـ"الأم الأسترالية للعام"، وذلك في العام نفسه الذي أصبح فيه زوجها نيكولا شحادة عمدة سيدني، وأصبحت البشير هي رئيسة بلدية سيدني حتى عام 1973 . بعدما أنهت الدراسات العليا في الطب النفسي ، تم تعيينها كعضو في كلية أستراليا ونيوزيلندا الملكية للأطباء النفسيين في عام 1971. ومنذ عام 1972، عملت كمدرسة ومحاضرة ومرشدة لطلاب الطب في جامعة سيدني.
في عام 1972 تم تعيينها في منصب مديرة خدمة ريفينديل للأطفال والمراهقين والأسرة ، التي تقدم خدمات استشارية للشباب مع القضايا العاطفية والنفسية . في عام 1987 تم تعيينها مديرة لخدمات صحة المجتمع في مركز منطقة سيدني للخدمات الصحية ، الذي يركز على خدمات الطفولة المبكرة، المهاجرين وصحة السكان الأصليين، وكذلك كبار السن. في عام 1988 حصلت على وسام أستراليا برتبة ضابط وذلك تقديراً لخدمتها في مجال الطب، وبخاصة في مجال الصحة النفسية للمراهقين .
من عام 1990 إلى عام 1992، عملت بشير في مجلس نيو ساوث و يلز الإستشاري للمرأة. في عام 1993، تم تعيينها أستاذة الطب النفسي في جامعة سيدني ، وفي عام1994 عينت في منصب المدير السريرية لخدمات الصحة العقلية في مركز منطقة سيدني للخدمات الصحية. واستطاعت ماري من خلال هذا المنصب أن تساهم في إحداث تغيير كبير في توفير خدمات الصحة النفسية في القطاع العام، وبقيت في هذا المنصب حتى عام 2001. ومن خلال دورها في الجامعة، لعبت دور أساسي في تطوير برامج التدريس التعاوني بين الزملاء من فيتنام وتايلاند مع الأطباء النفسيين الأستراليين، وتولّت رئاسة جامعة نيو ساوث ويلز مجموعة الصحة الثالثة العالمية منذ عام 1995حتى عام 2000، ودعمت مختلف برامج الدعم المالي والإجتماعي للطلاب الدوليين.
في عام 1995، في شراكة مع الخدمات الطبية للسكان الأصليين، "ريدفيرن"، أسست وحدة الصحة النفسية للسكان الأصليين، التي توفر العيادات والمشورة في كل من الخدمات الطبية للسكان الأصليين في سيدني والمراكز الرئيسية. ومع الدفاع عن صحة الأستراليين الأصليين، واصلت ماري تركيزها على قضايا الشباب و الأحداث، لا سيما خلال فترة رئاستها لمجلس نيو ساوث ويلز الإستشاري منذ عام 1991حتى عام 1999، وبصفتها طبيباً نفسياً استشارياً لمرافق قضاء الأحداث منذ عام 1993حتى عام 2000. في 1 كانون الثاني عام 2001، تم منح منحها وسام المئوية .
في أوائل عام 2001، بناء على توصية من رئيس حكومة نيو ساوث ويلز بوب كار، وملكة أستراليا، إليزابيث الثانية، تم تعيين بشير حاكمة لنيو ساوث ويلز، ما جعلها أول امرأة تعين حاكمة لولاية، وأول حاكمة لولاية أسترالية من أصل لبناني . وأدت اليمين الدستوري في 1 آذار عام 2001، و يوم 30 آذار تم تقليدها وسام أستراليا من رتبة رفيق.
في عام 2002 ، وأصبح البشير راعية البرامج الصحية الأسترالية- الفيتنامية كما انغمست في البرامج الصحية التعاونية في فيتنام ، لا سيما في المناطق الريفية.
في عام 2003 حصلت ماري على جائزة "أميرة الصحة العقلية"، التي تمنحها أميرة تايلاند ، غالياني فادهانا، على سبيل المساهمة في برامج الصحة النفسية التعاونية بين أستراليا و تايلاند، وفي عام 2004 تم وصفها بالكنز الأسترالي الحي. وفي عام 2004 أصبحت عضو فخري في "صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة"، "UNIFEM". وفي آذار 2004، خلال زيارتها إلى لبنان ، قلّدها رئيس الجمهورية العماد إميل لحود وسام الأرز الوطني. وفي 14 أيلول أعلن رئيس حكومة نيو ساوث ويلز بوب كار، انه سيوصي الملكة أن يتم تمديد الأجل لبشير لمدة ثلاث سنوات أخرى. وأكد قصر باكنغهام توصيته في 1 تشرين الأول قائلا ان : "إن الملكة راضية عن بقاء معالي ماري بشير في منصبها الحالي حتى شباط 2008 على النحو الموصى به ."
في31 آذار 2006، عينت الملكة لبشير قائد من النظام الملكي الفيكتوري. وفي 15 تشرين الأول 2007 تم الإعلان أن الملكة ، وبناء على توصية من رئيس الوزراء موريس ايما ، قد مددت لماري بشير كمحافظ لمدة أربع سنوات أخرى إلى شباط 2012.
في أواخر عام 2010 ، قرر مجلس موسمان البلدي إطلاق اسم ماري على المركز الرياضي الجديد في روسون بارك تقديرا لخدمتها في كل من مجتمع نيو ساوث ويلز ومجتمع موسمان. في 14 أيلول 2011، أعلن رئيس الوزراء الليبرالي باري اوفاريل انه قد أوصى إلى الملكة أن يتم تمديد الأجل لبشير لمدة سنتين جديدتين أي لعام 2014، الأمر الذي تم قبوله .
في 19 نيسان 2012، قدم رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان لبشير وسام الأرز الوطني مع شارة من الوشاح الأكبر، في مقر الحكومة، سيدني، خلال زيارته الرسمية الى استراليا . وفي احتفال تكريم لها في جامعة سيدني بعد أن قررت التقاعد، ازيح الستار عن صورة لها تم عرضها في القاعة الكبرى. وفي نيسان أيضاً، تم الإعلان عن أن ولاية ماري بشير كحاكمة تم التمديد لها لمدة 6 أشهر حتى أيلول عام 2014، المدة التي أعربت بعدها بشير أنها ترغب بالتقاعد أيضاً.
وفي 21 تشرين الأول 2013 أعلن رئيس الوزراء اوفاريل ووزير التعليم أدريان بيكولي أن المدرسة الابتدائية الجديدة في الولاية التي تقع في ستراثفيلد ستحمل اسم "مدرسة ماري بشير العامة".
وفي 28 تشرين الثاني 2013 أعلن رئيس وزراء نيو ساوث ويلز أن الملكة قد أعطت الموافقة على لقب "معالي" لماري بشير وهو لقب يمنح للحكام والولاة السابقين في نيو ساوث و يلز. وفي 5 كانون الأول 2013، قررت جامعة سيدني إعادة تسمية كلية سيدني للأمراض المعدية والسلامة البيولوجية على شرفها ليصبح "معهد ماري بشير للأمراض المعدية و السلامة البيولوجية" .
*النبذة نقلاً عن موقع النشرة