خاص جبلنا ماغازين – فاديا سمعان

تابع العالم بدهشة الأسبوع الماضي إطلاق وكالة "ناسا" الأميركية لعلوم الفضاء من قاعدتها في فلوريدا "أرتميس 1"، وهي الرحلة الفضائية الأولى من نوعها باتجاه القمر منذ انتهاء برنامج "أبولو" منذ 50 عاماً.

وتحمل "أرتميس" المركبة غير المأهولة "أورايون" التي ستدور حول القمر على مسافة قريبة، في مهمة تجريبية حاسمة تمهّد لإعادة البشر إلى سطح القمر في الرحلة اللاحقة لها بعد سنتين، والتي ستحمل على متنها أربعة رواد فضاء؛ ومن بعدها ستبدأ وكالة ناسا المرحلة الثالثة من برنامج أرتميس الذي يهدف إلى التوجه نحو المريخ تمهيداً لإيصال البشر إلى سطح الكوكب الأحمر في خلال سنوات.

"أرتميس 1" التي بدأت منذ أيام بتزويد الأرض بصور تلتقطها من مكان لا يبعد سوى عشرات الأميال من القمر، كانت وكالة "ناسا" قد أطلقتها في 16 تشرين الثاني، على أن تعود إلى الأرض بعد 25 يوماً. وهي أول رحلة تجريبية للمركبة الفضائية الجديدة الخاصة بنظام الإطلاق الفضائي SLS ومركبة أورايون.

هذا المشروع الفضائي التاريخي، كغيره من مشاريع وكالة ناسا لاستكشاف الفضاء، يضم في فريق عمله عدداً من اللبنانيين. ومن بين هؤلاء يلمع اسم المهندس علي غصن، ابن بلدة شمسطار البقاعية، لدوره في إنجاز المركبةOrion  أورايون.

نشأ علي غصن في مدينة صور ثم انتقل إلى الولايات المتحدة في أواخر السبعينات لمتابعة دراسته الجامعية في ولاية أوكلاهوما حيث حصل على شهادتيْ الليسانس والماجستير في الهندسة الميكانيكية. وبعد التخرج عمل مع شركة Bechtel في كاليفورنيا لسنوات عدة قبل أن ينتقل عام 1989 إلى مدينة هيوستن في ولاية تكساس حيث عمل في شركات كبرى متعاقدة مع وكالة ناسا الفضائية، ومنها شركتا Bendix  وAllied  Signal، ومن ثم انتقل الى شركةUnited Space Alliance . واليوم يعمل غصن مع شركةLockheed Martin، وهي الشركة الرئيسة المتعاقدة مع "ناسا" لتنفيذ مشروع أرتميس.

في مقابلة مع "جبلنا ماغازين"، يشرح غصن أهمية الحدث الذي شهده العالم الأسبوع الماضي في 16 تشرين الثاني، فيقول إن "أرتميس هو برنامج رحلات فضائية تابع لوكالة ناسا الفضائية وهو أول مرحلة من مراحل عدة تهدف لإعادة إرسال الإنسان الى القمر. وأهمية برنامج أرتميس انه الخطوة الأولى نحو إقامة وجود مستدام على سطح القمر ومن بعدها اسكتشاف كوكب المريخ وإرسال إنسان للمرة الأولى إلى هذا الكوكب".

وأضاف: "مهمة أرتميس 1 هي اختبار نظام أورايون. ومن بعد أرتميس 1 ستنطلق مهمة أرتميس 2، التي ستكون أول مهمة مأهولة في البرنامج، وذلك في العام 2024. وستساهم أرتميس  في البحوث العلمية والتكنولوجيا وإيجاد جيل جديد من المسكتشفين أو ما سيسمى "جيل أرتميس" - كما كان الجيل السابق يسمى "جيل أبولو" - وبناء اتحاد عالمي لاسكتشاف الفضاء الخارجي، بحيث يصب كل هذا في خدمة البشرية جمعاء".

وعن دوره في تنفيذ المركبة Orion يقول غصن: "أنا أعمل مع فريق عمل كبير ندعم لدعم برنامج أرتيمس، فنبني المختبرات للتدريب ونعمل على إنتاج معدات مشابهة تماماً لتلك الموجودة في المركبة الفضائية كنموذج mockup لتدريب رواد الفضاء قبل مشاركتهم في الرحلات الفضائية. وفريق العمل يفحص جميع أجهزة mockup ليتأكد أنها تعمل كما يجب".

ويضيف شارحاً: "نحن نصنع نفس التصميم هنا على الأرض في حال كان هناك خلل أو مشكلة في أي جزء من المركبة الفضائية بعد إقلاعها لكي نجد لها الحلول ونتواصل مع الفضاء لتصليح الخلل".

اللبنانيون في ناسا

ورداً على سؤال عماً إذا كان هناك لبنانيون آخرون يعملون على هذا المشروع، يجيب غصن: "هناك مهندسون لبنانيون لهم دور كبير في وكالة ناسا، وعملهم يتضمن مشاريع تدعم الرحلات الفضائية. منهم من هو مختص بمشاريع تتعلق بمحطة الفضاء وأخرين بهندسة الحرارة أو بتصميم بدلات رواد الفضاء أو بناء نموذج simulators عن المركبات الفضائية هنا على الأرض وغيرها من المشاريع المهمة. ولكن لا أستطيع أن أذكر أسماءهم من دون إذنهم".

وعن المشاريع الفضائية السابقة التي كان له دور فيها، يقول المهندس غصن إنه كان أحد المهندسين المسؤوليين Lead Engineer عن Shuttle Simulator وتلقى عنها جائزة Manned Flight Awareness (MFA) ودعي لحضور إقلاع إحدى الرحلات الفضائية Shuttle عام 1991 في فلوريدا.

ويضيف: "عملت أيضاً إلى جانب عدد من المهندسين على إنجاز مشاريعsimulators  أخرى لتدريب رواد الفضاء، وكانت هذه المشاريع التي عملنا عليها محطة استقطاب صناع افلام هوليوود وممثليها كالممثل كلينت إيستود في فيلمSpace Cowboy  وكذلك الممثل توم كروز".

امرأة إلى القمر في الرحلة المقبلة

وعن المراحل اللاحقة من مشروع أرتميس التي سيعمل عليها، يقول غصن: "نعمل حالياً على رحلات أرتميس 2 و 3 المقبلتين بعدما انتهينا من بناء أرتميس 1. ونتطلع إلى العام 2024 حيث ستحمل أرتميس 2 الإنسان إلى القمر مجدداً، ولكن هذه المرة سيكون على متنها أربعة رواد فضاء وبينهم امرأة".

*المصدر: جبلنا ماغازين