الأخَوان رَحمة في هجرة معاكسة إلى لبنان للاستقرار والاستثمار وتوظيف لبنانيّين
خاص جبلنا ماغازين – نيويورك
ليس خبراً عادياً، في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها لبنان، أن يلتفت إليه الشباب المغترب ويقرر العودة للاستقرار والاستثمار فيه رغم تحقيق نجاح كبير في الخارج؛ في وقت أصبحت الهجرة حلماً يراود كل لبناني مقيم، وبخاصة الشباب منهم.
وليس أمراً عادياً أن يكون هناك من لا يزالون يؤمنون بقيامة لبنان وعودته قريباً إلى أفضل مما كان عليه، فيقررون معاكسة "التراند" والهجرة إلى لبنان. وهذه هي حال الشابين الفرنسيين من أصل لبناني نيكولا وبيار رحمة اللذين أعلنا عن افتتاح فرع رئيسي لشركتهما في بيروت دعماً للبنان ومواطنيه وإيماناً بالشباب اللبناني المتعلم والقادر على النجاح إذا ما توفرت له فرص العمل، عدا عن إعلانهما نيتهما الاستقرار نهائياً في لبنان.
وظفنا 7 ونحتاج لـ30 آخرين والرقم سيتضاعف مستقبلاً
ففي لقاء مع "جبلنا ماغازين"، أعلن نيكولا رحمة، مؤسس ورئيس شركة DocShipper Group للوساطة التجارية التي لها فروع في دول آسيوية وأوروبية، أنه وشقيقه (وشريكه) بيار رحمة افتتحا فرعاً رئيسياً للشركة في بيروت لتكون مهامه التسويق والمبيعات. وجرى حتى اليوم قبول توظيف 7 لبنانيين وتحتاج الشركة حالياً لـ30 آخرين تأمل في توظيفهم خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع التأكيد بأن العدد سيتضاعف في المستقبل القريب. ويعتبر رحمة أن خطوته هذه "هي بمثابة دفعة صغيرة لتنشيط الاقتصاد اللبناني في ظل الأزمة الراهنة".
رحمة، المولود في فرنسا لأب لبناني (من عيناتا الأرز) وأم فرنسية، عاش وتلقى علومه في الجامعات الفرنسية ثم انطلق في رحلة النجاح بعد انتقاله عام 2015 إلى تايلاند حيث أطلق شركته وهو في سن الرابعة والعشرين وصار يتنقل بين الدول الأسيوية، وبشكل خاص بين هونغ كونغ وأندونيسيا ليكتسب خبرة واسعة في مجال عمله. وفي العام 2018 انضم إليه شقيقه بيار الذي يكبره بعامين ليضم خبرته في مجال التسويق والإدارة، فكان أن كبرت الشركة وافتتحت فرعاً آخر لها في تونس.
ومنذ حوالي الشهر، توجه نيكولا إلى لبنان بهدف الاستقرار في بلده الأم وفتح فرع جديد لشركته في منطقة جل الديب.
فرص عمل للشباب اللبناني
يقول نيكولا إن "فرع لبنان ستكون مهمته الشق التجاري من عمل الشركة، حيث فتحنا باب التوظيف أمام المختصين في هذا المجال، كما يلزمنا أيضاً متخصصون في التسويق، ونحتاج لخبرات أخرى في مجال العمل المكتبي والكومبيوتر وعلم الداتا".
ويشير رحمة إلى أن عدد الموظفين بالتأكيد سيتزايد في المرحلة القريبة المقبلة والرواتب تدفع بالـفريش دولار ($1,200 شهرياً بالإضافة إلى العمولة)، داعياً من يملكون الخبرات المطلوبة لإرسال الـCV إلى العنوان البريدي التالي باسم السيدة ساندرا لوكاس: sandra.l@docshipper.com
وعن سبب اختياره لبنان لإقامة مقر لشركته رغم الأزمة التي تعصف بالوطن، قال رحمة: "السبب الأول عاطفي إذ أنني وأخي متعلقين جداً بلبنان، فوالدي كان يحضرنا مرتين في السنة لتمضية وقت بين أفراد العائلة والأقارب، ومعظم أقربائي من جهة والدي لا يزالون هنا في لبنان. والسبب الثاني هو الرغبة بتنشيط الاقتصاد اللبناني وخلق فرص عمل. والسبب الثالث الاستفادة من الكفاءات الموجودة في لبنان من خلال الشباب المتعلم والخلاق، عدا عن أن كلفة الرواتب في لبنان أقل من أي بلد أجنبي آخر، وهكذا أحصل على النوعية المطلوبة وبكلفة أقل".
إذا فقد المغتربون الأمل لن يبقى لبنان
وأشار رحمة من جهة أخرى إلى أن "لدي عدد من الأصدقاء اللبنانيين في فرنسا أدعوهم دائماً للاستثمار وفتح فروع لشركاتهم في لبنان وأقول لهم "أنتم لبنانيون ويجب أن تساعدوا بلدكم، عدا عن أنكم – لناحية البزنس، بإمكانكم إيجاد الكفاءات المطلوبة وبكلفة أقل".
وإذ عبر عن ألمه لرؤية الشباب اللبناني يهاجر بحثاً عن عمل، توجه إليهم قائلاً: "حاولوا أن تصمدوا بقدر الإمكان وجربوا البحث عن وظائف تقومون بها عن بعد (أي عبر الانترنت) لشركات في الخارج تستطيع أن تدفع بالعملة الصعبة. وإذا اضطررتم للهجرة - وهو ما نتفهمه - ضعوا العودة إلى لبنان ضمن أهدافكم لكي تأتوا وتعيشوا حياتكم فيه".
ورداً على سؤال، أكد رحمة عدم ثقته مطلقاً بالطبقة السياسية التي تحكم لبنان منذ عقود. وقال: "أنا مثل كل الشباب اللبناني ضقت ذرعاً بهم وبممارساتهم، فهم يسرقون البلد ويريدون أن نمنحهم ثقتنا".
وأضاف: "يؤلمني أن أرى الكم الكبير من المغتربين يفقدون الأمل كلياً بلبنان وهذا خطأ كبير، لأنه إذا فقد المغتربون الأمل لن يبقى لبنان".