Follow us

image

الدكتور فؤاد شبيب اسم لبناني جديد يلمع في الولايات المتحدة وهذه حكاية إنجازه في محاربة تكيّس الكِلى

فاديا سمعان – خاص جبلنا ماغازين

على مدى الأسبوع الماضي، تناقل لبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو نشرته صفحة Mayo Clinic، وهي مستشفى وجامعة للاختصاصات الطبية ذائعة الصيت في الولايات المتحدة والعالم، عن الطبيب والباحث في شؤون أمراض الكلى لديها، الشاب اللبناني فؤاد شبيب، الذي قادته معاناة والده توفيق شبيب في الماضي من مرض تكيّس الكلى Polycystic Kidney Disease إلى جعل هذا المرض شغله الشاغل إلى حد التخصص في معالجته بهدف إيجاد الدواء الشافي له وانتفاء حاجة المريض إلى غسل أو زرع كلى، على ما حصل مع والده.

وأظهر الفيديو المؤثر (منشور في نهاية هذا المقال) الطبيب الشاب وهو يستقبل والديه في المطار عندما أتيا قبل أسابيع لزيارته في مينيسوتا والتعرف على حفيدهم ذات الثلاثة أشهر، بعدما أدت انشغالات ابنهم بالعمل والحياة الزوجية وولادة الطفل إلى عدم تمكنه من الذهاب إلى لبنان على مدى السنتين الأخيرتين.

دموع توفيق شبيب الفرحة باللقاء والفخورة بإنجازات الابن لم تكن وحدها المؤثرة في هذا الفيديو، بل كان مؤثراً ايضاً اعتزاز "مايو كلينيك" الظاهر للعيان بهذا الطبيب اللبناني الذي لا يتخطى عمره الـ35 عاماً والآتي إليها بحلم أن يجعل المعاناة من مرض تكيس الكلى أمراً من الماضي.

في أول لقاء له مع وسيلة إعلامية غير طبية، يطلّ الدكتور فؤاد شبيب عبر "جبلنا ماغازين" ليتحدث عن هذا الفيديو وعن دوره في التوصل إلى دواء يخفف من المعاناة من تكيّس الكلى. وجدير ذكره أن "جبلنا ماغازين" تمكن من التواصل مع الدكتور شبيب من طريق الخور أسقف شربل مارون، وهو راعي كنيسة مار شربل في مينيابوليس، التي يرتادها شبيب وعائلته رغم بعدها أكثر من ساعة عن مكان سكنه في مدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا.

يوضح الدكتور شبيب أن ما قام به هو كشف أساس المشكلة في هذا المرض وأنه أجرى بمساعدة فريق من الباحثين في "مايو كلينيك" أبحاثاً على "هرمون العطش" Vasopressin لدى المريض، ويقول: "اكتشفنا أننا إذا أوقفنا مفعول هذا الهرمون تباطأت عملية تضخم أكياس المياه في كِلية المريض. ووجدنا أن هناك دواء يدعى Tolvaptan بإمكانه أن يقوم بهذا الدور، علماً أن هذا الدواء كان محصوراً استعماله بمعالجة نقص الصوديوم في الدم وقصور القلب، فطوّرناه ليستخدم لمرضى تكيّس الكلى". ويضيف: "هذا الدواء يبطئ سرعة المرض ولا يشفي منه نهائياً، ولكنه يعتبر إنجازاً طبياً كونه يخفف من معاناة المريض ويرجئ الضرورة لغسل الكلى لعدة سنوات تتراوح حالياً بين خمس وسبع سنوات. ونأمل أن نتوصل بنتيجة أبحاثنا المستمرة إلى دواء يشفي المريض كلياً من هذا المرض".

الدكتور فؤاد شبيب هو ابن مدينة زحلة، انتقل إلى الولايات المتحدة كطالب في العام 2008 بعدما درس في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة البلمند، والتحق في بوسطن بجامعة هارفرد لسنتين حيث نال اختصاصه بالأبحاث في مجال الكلى عام 2010. بعد ذلك انتقل إلى جامعة TUFTS في المدينة نفسها لثلاث سنوات حيث تخصص في الطب الداخلي، ومن ثم إلى "مايو كلينيك" في ميسنيسوتا لثلاث سنوات أخرى حيث تخصص في طب الكلى وضغط الدم وبقي هناك طبيباً وباحثاً في امراض الكلى في مستشفاها العريق.

يقول شبيب: "أنا متعلق جداً بلبنان وبمدينتي زحلة وحزين لأنني لم أتمكن من الزيارة منذ حفل زفافي الذي أقيم هناك قبل سنتين، فيما كنت معتاداً على الذهاب مرتين في السنة، وأهلي وإخوتي لا يزالون يعيشون في لبنان حيث يملك والدي محلاً للزهور وتنظيم الأعراس عند مدخل مدينة زحلة". ويضيف أن زوجته أميركية من أصل لبناني وقد تعرف بها في مناسبة عائلية وقد بدأ معاملات تسجيل مولوده الأول في لبنان عن طريق المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم CLFW / Project Roots التي تتولى مساعدة اللبنانيين في هذا الإطار في الولايات المتحدة.

ويختم الدكتور شبيب حديثه لـ"جبلنا ماغازين" بتأكيده أنه يضع كل إمكاناته في خدمة المجتمع اللبناني وطلاب الطب اللبنانيين في الولايات المتحدة وهو يفخر بأن يكون أحد الأطباء الذين رفعوا اسم لبنان في الخارج.

يذكر أن الخور أسقف شربل مارون أبلغ "جبلنا ماغازين" قبل اللقاء مع الدكتور شبيب أن الطبيب اللبناني راسله وعرض عليه فتح عيادة مجانية دورية داخل الكنيسة يشترك فيها أطباء لبنانيون من "مايو كلينيك" لمعالجة أبناء الجالية اللبنانية ورعايا الكنيسة، وبخاصة من ليس بإمكانهم التوجه إلى المستشفى في روتشستر.