وجوه من عنا – جبلنا ماغازين

منذ زمن غير بعيد، منحت مجلة بتسبورغ بيزنس تايمز"" لقب بطل الرعاية الصحية للعام 2015 للطبيب اللبناني حسين توبي تقديراً لإنجازاته في مجال الطب السرطاني. ولدى انتقاله من بتسبورغ (بنسلفانيا) إلى مدينة هيوستن (تكساس) لتولي منصب البروفسور المساعد في قسم الطب السرطاني في مركز أندرسون وكـَ"مدير البحث الشخصي العلاجي للسرطان"، ، نشرت إحدى الصحف الطبية في هيوستن مقالاً عن ابن بلدة "عيترون" الجنوبية الدكتور حسين توبي، معتبرة أنه ثروة حصلت عليها مدينة هيوستن وخسارة لبتسبورغ.

لطالما عمل الدكتور توبي على تطوير العناية بالمرضى المصابين بسرطان الدماغ، وسعى الى إيجاد علاجات جديدة للمرضى الذين لا يستجيبون أو لا يستفيدون من العلاجات المعتمدة. واليوم، حملت دراسة جديدة قام بها توبي آمالاً كبيرة للمصابين بهذا المرض الخبيث. فقد توصلت دراسته إلى أن مزيجاً من دوائين يعززان النظام المناعي نجح في تقليص سرطان الجلد الذي تفشى في الدماغ، أو الميلانوما.

ووفقاً لمقال نشرته وسائل إعلام أميركية متخصصة بالشؤون الطبية في 23 آب الماضي، أجرى الطبيب اللبناني دراسة شملت 28 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة و94 مريضاً مصاباً بالميلانوما، أسوأ وأخطر أنواع سرطان الجلد، ونجح مزيج من دوائين يعززان النظام المناعي في تقليص الورم الدماغي لدى هؤلاء المرضى والدواءان هماipilimumab (Yervoy)  و nivolumab (Opdivo). علماً أن الميلانوما من أكثر السرطانات التي تتفشى في الدماغ؛ وحين يحصل ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن العلاج التقليدي يُبقي فقط عشرين بالمئة من المرضى على قيد الحياة بعد عام. لكن في الدراسة التي أجراها الدكتور توبي، بقي 82 بالمئة على قيد الحياة بعد عام مع استجابة كاملة لدى 26 بالمئة. وهو إنجاز اعترفت به الأوساط الطبية البريطانية.

الدكتور توبي أكد أن "هذه الدراسة تحمل أملاً لكافة أنواع السرطان". وقال في مقابلة مع "أم تي في" إن هذه "أول دراسة تثبت أنه يمكننا بالجهاز المناعي معالجة الأورام التي انتشرت في الدماغ من الميلانوما، ولكن الأدوية نفسها يمكن أن تساعد في حالات أخرى مثل سرطان الرئة وغيره. وأعتقد أن دراسات أكثر ستجري في هذا الإطار بناء على دراستنا".

يشار إلى أن الدكتور توبي حائز على ماجيستر في الطب من الجامعة الأمريكية في بيروت، إضافةً الى شهادة دكتوراه في الطب السريري والعلوم من جامعة بتسبورغ، وقد تولى مراكز قيادية في المجالين الأكاديمي والصحي على صعيد المنظمات الصحية الأميركية لسرطان الجلد.

 كرمته مدينة بتسبورغ في أيلول من العام 2015 حين منح لقب "بطل بتسبورغ في الرعاية الصحية"، وأُدرج اسمه من بين الأشخاص والمنظمات الذين أحدثوا اثراً في هذه المدينة.