فرناندو حداد بعدَ ميشال تامر... هل يَخلُف لبنانيّ لبنانيّاً آخر في رئاسةِ البرازيل؟
جبلنا ماغازين – ساو باولو
في بلد كالبرازيل، حيث يعيش حوالي سبعة ملايين لبناني أو متحدر من أصول لبنانية، ليس مستبعداً أن يخلف لبناني لبنانياً آخر في رئاسة الجمهورية، خاصة وأن المواطنين البرازيليين من أصول لبنانية في هذا البلد انخرطوا في الحياة السياسية منذ زمن طويل وتبوأوا مناصب هامة في الدولة.
فمن المعروف أن الرئيس الحالي ميشال تامر تعود أصوله إلى بلدة بتعبورة في قضاء الكورة، وهو قد تسلم الرئاسة في 31 آب 2016 بعدما كان نائباً للرئيسة ديلما روسيف التي حوكمت بتهم فساد وأقصيت عن منصبها، وتنتهي ولايته الرئاسية في الأشهر المقبلة. على أن يجري انتخاب رئيس جديد في تشرين الأول المقبل.
ومنذ أسابيع قليلة، أعلن حزب العمال البرازيلي ترشيح عمدة ساو باولو السابق، اللبناني الأصل فرناندو حداد، ليكون مرشحًا بديلاً فى الانتخابات الرئاسية فى حالة رفض المحكمة العليا مرشح الحزب، الرئيس الأسبق لويس لولا دى سيلفا، الموقوف منذ شهر آذار الماضي فى إطار اتهامات بالفساد.
ويقوم حداد في هذه الأثناء بجولة انتخابية فى مختلف أنحاء البرازيل للدعاية للرئيس الأسبق دى سيلفا، في وقت أوضح متحدث باسم حزب العمال أن الحزب قرر انتهاج استراتيجية تقوم على أساس أن يتولى حداد الدعاية الانتخابية للرئيس الأسبق، إلى أن ينجلى الموقف القانونى بشأن الموافقة على ترشيح لولا دي سيلفا من عدمه؛ علماً أن الدائرة القضائية المختصة بالانتخابات فى البرازيل سبق أن ألمحت إلى احتمال استبعاد لولا دى سليفا من الاشتراك فى هذه الانتخابات الرئاسية.
فرناندو حداد (55 عاما) هو خبير اقتصادي ومحامي وأستاذ جامعي، كان وزيراً للتربية بين عامي 2005 و2012 في عهدي روسيف ودي سيلفا، ثم فاز بالانتخابات كعمدة لأكبر مدن البرازيل، ساو باولو، في العام 2012. وأشرف على تحسين البنية التحتية للنقل في ساو باولو إلى جانب برنامج الحد من المخدرات، مما يمنحه سمعة طيبة في الكفاءة.
وحداد، المولود في ساو باولو، ينتمي إلى عائلة أورثوذكسية تعود أصولها إلى بلدة "عين عطا" في قضاء راشيا بالبقاع اللبناني، ووالدته نورما تيريزا غصين مولودة في البرازيل، وهي متحدرة من مدينة زحلة.
أما والده، خليل حداد، فهاجر وهو بعمر 24 سنة في 1947 إلى البرازيل برفقة والده، الخوري حبيب حداد، الذي سلك في الكهنوت الكنسي بعد وفاة زوجته، واشتهر في لبنان بمحاربته للانتداب الفرنسي وتوفي عام 1961 بساو باولو.
وسبق لفرناندو حداد أن زار لبنان للمرة الأولى عام 2006 حين كان وزيراً للتربية واستقبل بحفاوة لم يكن ينتظرها، خصوصاً حين زار بيتي أجداده لأمه وأبيه في زحلة وعين عطا.