العالمة اللبنانية نيفين خشاب تفوز بجائزة لوريال–أونيسكو للعام 2017! -كاتيا سعد
خاص جبلنا ماغازين – كاتيا سعد (باريس)
حازت البروفسورة اللبنانية نيفين خشاب، الأستاذ المشارك في علوم الكيمياء لدى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) في مدينة ثول في المملكة العربية السعودية والمختصّة في الكيمياء التحليليّة، جائزة لوريال – الأونيسكو لعام 2017 للنساء في مجال العلوم عن مساهمتها في ابتكار مواد هجينة مركّبة ذكيّة تستخدم في مجال صناعة الأدوية وتطوير تقنيات جديدة لرصد النشاطات المضادة للأكسدة داخل الخلايا.
جرى اختيار نيفين خشاب، والفائزات الخمس الأخريات (وهن من أستراليا وبريطانيا وتشيلي، إضافة إلى اثنتين من الولايات المتحدة) تمّ اختيارهن من قبل لجنة دوليّة مستقلّة مؤلفة من 12 عالماً بارزاً، تترأسها البروفيسورة كريستيان أماتور، العضو في الأكاديميّة الفرنسيّة للعلوم. وتمّ ترشيحهنّ من قبل ما يزيد عن 20 ألف عالِم من مختلف انحاء العالم. وسيتمّ تكريم نيفين، والعالمات الخمس الفائزات بالجائزة، يوم الخميس 23 آذار 2017 في قاعة "الميتوياليتي" (Maison de la Mutualité) في العاصمة الفرنسية – باريس. وستتسلّم كل منهنّ جائزة ماليّة بقيمة 100 ألف يورو تكريماً لمساهماتهن في مجال العلوم.
وتقوم البروفسورة نيفين خشاب بتصميم كبسولات توصيل الدواء الحديثة المفعلة بالضوء. وتركّز بحثها على عالم المواد متناهية الصغر والمواد المستجيبة للمحفزات أو المواد "الذكية" من حجم النانو.
الأنظمة التي صممتها خشاب تقوم على تقنيات كيميائية تستخدم الوحدات البنائية الكيميائية القابلة للتفعيل خارجياً (بواسطة الضوء) أو داخلياً (بواسطة الأنزيمات)، بهدف تحقيق عمليات كشف عالية الدقة أو للوصول لآثار علاجية أفضل. وقامت البروفسور نيفين بنشر مقالة عام 2014 حول التقنيات المبتكرة لتحديد معدل الإجهاد التأكسدي في الخلايا الحية، "حيث يكمن هذا الإجهاد في صُلب العديد من الأمراض مثل أمراض التنكس العصبي والسرطان، وتساهم إمكانية الكشف المبكر عن هذه الظاهرة في تحقيق نتائج أفضل كثيراً للمرضى. وتمّ اختبار هذه الآلية في كائنات حية بنجاح، ومن الممكن أن تساعد في تطوير تقنيات التشخيص في المستقبل".
وعلى الرغم من أهمية استخدامات تقنية النانو، فلا تغفل خشاب عن الآثار السلبية لهذه التكنولوجيا على البيئة، وهنا تقول: "أعمل على تطوير جيل جديد من جزيئات النانو الهجينة التي تتحلّل بشكل طبيعي عند تعرضها للضوء". وتضيف بأنّ الاكتشافات العلمية "لا تتعلق بتطوير المعرفة الشخصية فحسب، بل تتعدى ذلك لتتمحور حول نقل هذه المعرفة إلى أجيال المستقبل".
البروفسورة نيفين خشاب تبلغ من العمر 35 سنة وهي أمّ لثلاثة أطفال، حاصلة على بكالوريوس علوم من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2002 وعلى دكتوراه من جامعة فلوريدا جينزفيل في الولايات المتحدة عام 2006. وعام 2010، غادرت الولايات المتحدة لتنضمّ إلى المجتمع العلمي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، والذي يثبت نفسه كأحد المجتمعات العلمية المتطورة باستمرار في منطقة الشرق الأوسط.
تشكل دراسات البروفسورة خشاب اليوم مصدراً مهماً يقدم الإلهام للجيل الجديد من العلماء في المنطقة والعالم. وفي جعبة نيفين سجلّ حافل بالإنجازات، أهمّها: أكثر من 90 منشوراً مختلفاً، الإشراف على 21 طالبة وطالب؛ كما أنّها تولي أهمية كبيرة للآثار التي قد تحملها اكتشافاتها للأجيال القادمة، وتقول: "إنّ المرأة تلعب دوراً محورياً نظراً لحسها التربوي الفطري".
نيفين خشّاب، تنضمّ اليوم إلى قافلة اللبنانيين الذين رسموا طريق انطلاقتهم محلياً، ونقلوا خبراتهم إلى المهجر ليصلوا إلى تحقيق النجاح ذي الطابع العالمي. وعسى أن تبقى تلك البوصلة متّجهة في هذا المسار، من أجل مستقبل أفضل ليس فقط للوطن وإنّما لأبنائه أيضاً.
Jabalna Magazine ©