فرنسا تمنح أرفع أوسمتها للبروفسور اللبناني الأصل جمال الأيوبي
"عرفاناً لإنسانيته وابداعاته العلمية من خلال عمله كطبيب لامع وباحث"، منحت الجمهورية الفرنسية احد أبنائها وأعلامها البارزين اللبناني الأصل البروفسور جمال الأيوبي وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس، وهو من ارفع الأوسمة الفرنسية التي تكرم من خلالها فرنسا الاشخاص اللامعين، كلٌ في مجاله.
البروفسور الدكتور جمال الايوبي، وهو رئيس مركز الجراحة النسائية وطفل الانبوب في جامعة باريس، حقق انجازات كبيرة في مجال إنجاح الخصوبة، فحلّ مركز "فوش" الذي يترأسه أولاً على صعيد باريس وثانياً على صعيد فرنسا، وفق نتائج اعلنتها "وكالة الطب الأحيائي" في تموز من العام الماضي لمناسبة اليوم العالمي للخصوبة.
الوسام قلّده للبروفسور الأيوبي رئيس المجلس الدستوري الحالي والرئيس السابق لمجلس النواب جان لوي دوبريه في قاعة الاحتفالات في المجلس الدستوري، وتنوع الحضور بين الشخصيات اللبنانية والفرنسية وأبرزها: رئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائب سيمون ابي رميا، والنائبان الفرنسيان ايلي عبود وبرونو لو مير والوزيران السابقان نقولا نحاس وغسان سلامة والوزير السابق برنار كوشنير والكاتب أمين معلوف والقائم بالاعمال في السفارة اللبنانية غدي الخوري والمستشارة رلى نور الدين ونقيب اطباء فرنسا باتريك بويه وجان نيكولا ساركوزي وريمون خطار، وعدد من عمداء كليات الطب في باريس وسياسيين وديبلوماسيين وأصدقاء.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، عبّر دوبريه عن فرحه للقاء التكريمي في قلب باريس في قصر ملكي شاهد على حوادث مهمة من تاريخ فرنسا، ابرزها ولادة الثورة وتجمع الباريسيين من اجل الحرية، عرفاناً لطبيب كبير وأستاذ جامعي ورئيس قسم الطب النسائي في مستشفى "فوش" الباريسي. وعدّد مزايا البروفسور أيوبي ورحلته المهنية، هو الذي "كان دائماً رب عمل معروف ومحترم وكلمته مسموعة، يفرض الصمت حين يشخّص، ويترك انطباعاً قوياً بمعرفته. وعرفاناً لوجوده الدائم عند اللواتي احتجنه ليطببهن وليواكبهن وليقدم لهن الامل، وتقديراً لإنسانيته وكرمه، خصوصاً حين منح مبلغ ٣٠٠ الف اورو لمختبر البحوث حيث يعمل، وهي الجائزة التي حصل عليها لأعماله البارزة من المفوضية الأوروبية. هو طبيب وبروفسور وباحث وعضو في العديد من الجمعيات العلمية في فرنسا والخارج. سيرة هذا اللبناني، الذي حل أول في امتحان التخصص في باريس، رائعة، فهو لم يترك البحث يوماً، وحائز على العديد من الجوائز إذ سبقته سمعته الى العالم اجمع. وعرفاناً لأعماله الكاملة وشخصه المميز منحته الجمهورية الفرنسية من داخل مجلس شورى الدولة وسام جوقة الشرف برتبة فارس".
وبعدما قلّده دوبريه الوسام، رد البروفسور الأيوبي بكلمة شكر للدولة الفرنسية ولكل من رافقه في مساره وارتباطاته خلال سنوات من اهل واصدقاء واساتذة وزملاء وتقاسم معهم هذا الشرف، متحدثاً عن جودة الطب في فرنسا الذي يجمع بين الخبرة والجودة والانسانية. وتحدث عما اخذه من اهله، ومن تعلّقه بلبنان وتاريخه وثقافته وتنوعه الرائع، والذي اعطاه الكثير، وكذلك حب فرنسا ولغتها ومناظرها وقيمها، هو الوفي للروابط التاريخية بين البلدين. وتحدث عن رحلته في دراسة الطب وصولاً الى ممارسة المهنة في تولوز المدينة الفرنسية التي اعطته الكثير وفيها سمي بروفسور وكان الاول غير الفرنسي منذ القرن الحادي عشر، ثم رئيساً لقسم الولادات، الى انتقاله للبحوث في غرونوبل وعمله الحالي في باريس رئيساً لقسم الولادات في مستشفى فوش، وعن تعلقه بالشعب الفرنسي الذي اعطاه الكثير.
وفي العشاء التكريمي في مطعم النواب في البرلمان الفرنسي، تحدث النائب ايلي عبود عن "صديقه الاخ" الذي نجح على كل الاصعدة، خصوصاً بمزجه ابرز ما في الشرق مع الغرب بطريقة جيدة ومميزة. وتحدث النائب الفرنسي السابق ميشال انون عن الايوبي بكلمات الصداقة من وحي ما كتبت ناديا تويني "اسمعوا نفس ذكرياتنا"، معتبراً ان بلاده هي الحياة، تلك التي يعطيها من خلال وظيفته وبالامل الذي يعطيه لمن يرغب باعطاء الحياة، كما تلك التي يتقاسمها مع المقربين منه، وهو كطبيب "يعرف انه يحمل مسؤولية كبيرة هي حياة الآخرين. غير انه حين يمد يده وينظر الى احد يعطي كل ما عنده، ومن الصعب ان يتجاهله الاخرون". وتحدث عن "الشخص المرح والجدي في آن الهش والصلب، والعذب والقوي، ولا يمكن احداً ان يقيّده على الرغم من وفائه لروابطه. رجل متعدد، مزيج لا يقاوم من الجرأة والتهكم، من التوعد والعاطفة الجياشة، فالاضداد عنده لا يلغي احدها الآخر بل تتراكم".
وأشاد والد اول طفل انبوب في اوروبا البروفسور رنيه فريدمان بكفاءة البروفسور الايوبي وانجازاته في هذا المجال، الى كلمة للوزير السابق برنار كوشنير تحدث فيها عن نجاحات الايوبي من الناحيتين العلمية والانسانية.
*المصدر: النهار