جبلنا ماغازين – ساو باولو (أعدّه الدكتور ديغول إدّو)

انتخب قبل أيام النائب البرازيلي من أصل لبناني بطرس طوبيا رئيساً للحزب الإشتراكي الديموقراطي الحاكم في ولاية ساو باولو، أكبر ولايات البرازيل والبالغ عدد سكانها حوالي الخمسة والأربعين مليون نسمة، أي ما يعادل ربع عدد سكان البرازيل الإجمالي.

بيدرو طوبيا

بطرس (بيدرو) طوبيا هو نائب في برلمان ساو باولو منذ العام 1998. وستستمر ولايته في رئاسة الحزب حتى حزيران من العام 2017. وهذه المرة الثانية التي ينتخب فيها رئيساً للحزب الحاكم في ساو باولو، حيث امتدت ولايته الأولى من منتصف العام 2011 إلى منتصف العام 2013.

ولد طوبيا عام 1947 في بلدة بقرزلا في عكار وعاش فيها لسن السادسة عشر، غادر بعدها إلى فرنسا لمتابعة تحصيله العلمي. وهناك دخل كلية الطب في جامعة مونبلييه، وحاز على الماستر، وهناك شارك مع بعض زملائه في تأسيس جمعية (أطباء بلا حدود)، وساعد في إنقاذ حياة المئات في فيتنام، قبل أن ينتقل إلى البرازيل ليكون إلى جانب إخوته هناك ويكمل شهادة الدكتوراه.

وصل بطرسPedro  إلى مدينة باورو Bauru في العام 1979، وكانت الحرب الأهلية في لبنان مستعرة، لينضم إلى أشقائه الأربعة: ابراهيم، ادمون، موسى ويوسف، وشقيقتيه موره والصغرى إيلزا، فيما بقي والداه وشقيقته الأخرى جولييت في لبنان.

مطار موسى طوبيا الدولي

شقيق بطرس، موسى طوبيا، كان يعدّ من أشهر الصناعيين في المدينة، وأشهرهم وأذكاهم على الإطلاق في السياسة، وتولى منصب نائب رئيس البلدية فيها، واعتذر مراراً عن قبول منصب رئيس البلدية لضيق وقته وانشغاله بأعماله التجارية الخاصة. وكان فاعلاً وعلى تماس مع أهم شخصيات حزب الـ PMDB وهو الحزب الذي أزاح العسكر عن الحكم عام 1985، ووصل أعضاؤه لرئاسة الجمهورية ومجلس النواب، وحكام لعدة ولايات ومنها ساو باولو أكثر من مرة. وقد لفت موسى طوبيا الأنظار اليه لكرمه وأعماله الخيرية، وقد أكرمته الولاية وحاكمها بعد وفاته بمرض عضال عن عمر 62 عاماً بإطلاق اسمه على مطار المدينة الذي اصبح يعرف بمطار موسى نخل طوبيا الدولي.

الطبيب، السياسي، والإنسان

بعد تخرج بطرس طوبيا في الطب والجراحة النسائية وسرطان الثدي، ذاعت شهرته بين الفقراء بسبب إصراره على (أولويتهم) في الحصول على الطبابة المجانية حيث كان يعمل، مما جعله بعد ترشحه وفوزه في المقعد النيابي عن المدينة من أكثر نوابها شعبية على الإطلاق، ليبدأ حالياً دورته الخامسة تجديداً والتي تنتهي عام 2019

بدأ الدكتور طوبيا حياته السياسية في مدينة Bauru كعضو بلدية عن حزبه الحالي Partido da Social Democracia Brasileira  المعروف بـ PSDB عام 1988، ثم أعيد انتخابه عام 1992.

لمع نجمه بعد الانتخابات البرلمانية عام 2006 حيث تمكن من الحصول على المركز الثاني من حيث عدد الأصوات في ترتيب النواب الفائزين، وكانت فترة ذهبية لإنجازاته في المدينة وضواحيها والمدن القريبة منها، حيث دشن المستشفى الحكومي، ومستشفى خاص لأمراض الثدي، والعديد من شبكات الطرق والأوتوسترادات المصنفة عالمياً بالأفضل. كذلك، شارك في تدشين المطار الدولي الذي حمل اسم أخيه موسى الى جانب حاكم الولاية جيرالدو ألكمين، المقرّب جداً منه، والمرشح المباشر لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات القادمة عام 2019.

لطالما ردد طوبيا أمام أصدقائه أنه "إذا قدمت لأصدقائك السياسيين عشرات الخدمات، من الممكن أن ينسوك، لكن إذا خدمت أحد العامة لمرة واحدة في صحته، فهذا الشخص لن ينساك على الإطلاق". وهذا ما يفسر إقبال العامة والفقراء في ساو باولو على التصويت له بكثافة، وهو الطبيب من أصل لبناني، الذي يقاتل بشراسة من أجل سياسة صحية نظيفة وشريفة للبرازيليين.