Follow us

image

خلصت الحرب؟ - بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

ها نحن بعد أربعين عاماً على 13 نيسان ذاك، نتذكر الحرب... ونحتفل.

شطاّر نحن في التاريخ.. لا ننسى تفصيلاً صغيراً في تلك الحرب. نتذكر المعابر، السواتر، الأبنية المتآكلة بالقذائف، صوت أزيز رصاص القنص، الشهداء، الملاجىء، الملاحق الإخبارية... وكل ما رافق تلك السنوات من قهر وتشريد وعذاب ودموع! وأهم ما لا ننساه، هو أن تلك الحرب بدأت في نيسان من العام 1975. 

حسنا، وبما أننا شطار في التاريخ... هل يعلم أحد منا تاريخاً محدداً لانتهاء الحرب؟

متى انتهت؟

كيف انتهت؟

و.... هل انتهت حقاً  في العام 1990؟

فلماذا إذن لا تزال الهجرة مستمرة حتى يومنا هذا، وربما بوتيرة أسرع من السابق؟

ولماذا يعيش البعض الباقي منا في الوطن بخوف وترقب؟

لماذا بقينا حوالي سنة لنشكل آخر حكوماتنا؟

لماذا كرسي بعبدا الرئاسي فارغ؟

لماذا لم تجر الانتخابات النيابية؟

لماذا فرص العمل لا تزال محصورة بقلة قليلة من المحظوظين؟

لماذا تقطع الكهرباء؟

لماذا الطرق ليست آمنة وسليمة؟

لماذا لا تنزل "مياه الشركة" من الحنفية؟

لماذا لا نزال نرى صور شهداء على الحيطان؟

لماذا لم نعرف حتى اليوم مصير المفقودين الذين خطفوا واختفوا خلال الحرب؟

ولماذا لا يزال قادة وسياسيون في بلدنا يتعرضون للاغتيال أو يهددون؟

نحتفل عندما نتذكر 13 نيسان 1975 ونقول "إننا نحتفل بأن الحرب انتهت وأصبحت وراءنا"... ولكن، هل فعلاً أصبحت الحرب وراءنا؟

إذا كان كذلك، فما الذي يعيشه لبنان اليوم إذن؟ هل هو مجرد كابوس سينتهي عندما نستفيق، فنجد أن الهجرة توقفت، والحياة السياسية تسير بسلاسة وكياسة، و"الحنفية" تعمل والكهرباء لا تغيب، ولا شهداء ولا خوف ولا من يحزنون؟

يا ليته يكون كابوساً. ولعلنا لا ننتقل من "حرب الآخرين على أرضنا" إلى "حربنا من أجل عيون الآخرين"!