Follow us

image

تبولة وحمّص على متن أول رحلة لطائرة Solar Impulse 2؟

جبلنا ماغازين

في مغامرة تاريخية هي الأولى من نوعها، أقلع الطيار السويسري أندريه بورشبيرغ من مدينة أبو ظبي في طائرة Solar Impulse 2التي تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، في رحلةٍ تستمر 5 أشهر، تحمل طابعًأ بيئيًا يشجّع على الدفع بموارد الطاقة النظيفة. وسيتناوب كل من بورشبيرغ وزميله بيرتران بيكار بين محطة وأخرى على قيادة الطائرة التي تتسع لطيار واحد.

ولكن، إذا كانت الطائرة تستطيع الطيران بلا وقود، فماذا عن الطعام – أي وقود الطيارين اللذين سينتقلان من بلد إلى آخر في هذه الرحلة الطويلة؟ وهل سيكون الحمص والتبولة وغيرهما من المأكولات اللبنانية جزءًا من البرنامج الغذائي للطيارين المغامرين؟

هذا التساؤل يأتي بعدما "كشفت الوكالة الوطنية للإعلام" قبل أيام أنّ قائمة الطعام المعدّة للطيارين قامت بتصميمها مجموعة خبراء في مركز أبحاث Nestlé بإدارة عالمة التغذية اللبنانية أميرة قصيص (35 عامًا).

نشأت أميرة قصيص في لبنان، وحصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت، ثم تلقت بعد ذلك تدريب واف كاختصاصية تغذية سريرية عبر عملها في مستشفيات عدة بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك قبل أن تقرر التحول إلى عالم البحوث، لتتخرج بعدها من جامعة ماكجيل في كندا حاملة الدكتوراه في التغذية البشرية

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة أميرة قصيص من مركز نستله للأبحاث والتطوير: "كان العمل مع فريق "سولار إمبلس" على مدى أربعة أعوام مثمرا جدا، حيث قام مركز نستله بتطوير وجبات تتحمل الظروف القاسية في الوقت الذي تقدم فيه مستويات مناسبة من التغذية. يعتمد النجاح على اتباع الطريقة الصحيحة في التعبئة والتغليف وضمان وجود المواد المناسبة في المكان المناسب وتزويد الطيارين بما يجعلهم يستمتعون بمغامرتهم الفريدة".

سترافق الدكتورة أميرة قصيص الطائرة خلال الأشهر القادمة بهدف متابعة النظام الغذائي للطيارين وضمان توفر الكميات المناسبة من الطعام. ومن المتوقع أن تستمر الرحلة لمدة خمسة أشهر وتتضمن عدداً من محطات الوقوف بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة الأميركية، قاطعة حوالي 35,000 كيلومترا في حوالي 500 ساعة طيران

وتعليقا على دور التغذية في دعم المبادرة والمساهمة في تحقيق أهدافها، قال كلا الطيارين؛ بيرتراند بيكارد وأندريه بورسبيرج: "يمثل النظام الغذائي المناسب جزءا هاما ومحوريا في نجاح هذه المهمة والمحافظة على صحتنا خلال هذه الرحلة الطويلة حول الأرض. لقد استفدنا من الخبرة العلمية لعلماء مركز نستله للأبحاث والتطوير الذين طوروا وجبات غذائية تم تحضيرها خصيصا لنا، فمن خلال العمل عن كثب مع الفريق، تأكدنا من أننا سنستمتع بأوقات الطعام التي تزودنا بنوع من الراحة لا سيما في ظل الظروف القاسية المصاحبة".

وتشمل القائمة منتجات من "نستله"، حساء بارد، إضافةً إلى أطباق يُمكن تسخينها، وبناءً على طلب بيرتران الذي أراد أن مأكولات لبنانية على اللائحة، أدرجت قسيس التبولة، لكنها أضافت إليها الكينوا لما تحمله من قيم غذائية.

وجهزت نستله الوجبات للطيارين على متن الطائرة متبعة طريقة تعبئة وتغليف وضعت خصيصا لهذا المشروع.

ويبدو أنّ الطيارين واثقان من تداعيات وآثار تجربتهما في المستقبل القريب إذا ما أُنجزت بنجاح، ويعتبران أنّ نظام هذه الطائرة سيسمح بتطوير طائرات من دون طيار جديدة وأنّ هذا النوع من الطائرات سيكون متاحًا أمام الجميع.

ويقول الطيار بورشبيرغ لصحيفة "Lepoint" الفرنسية "فعلنا كل ما بوسعنا كي تصبح الطائرة مشابهة لمنزل صغير"، لافتًا إلى أنّ "المقعد مريح قابل للإلتواء ويمكن أن يتحرك كي ينام القبطان خلال فترة 20 دقيقة المحددة للإستراحة، وإن لم يستفق فإنّ صوت إنذار ينبهه إضافة إلى أنّ المقعد يهتز".

 

برنامج الرحلة

طائرة Solar Impulse 2 ستجتاز 13 مرحلة خلال جولتها حول العالم، بعد أن انطلقت من أبو ظبي، ومن المقرر أن تجتاز المحيطات، وهذا هو التحدي لأنّه لم يحصل قبل اليوم أن قامت طائرة على الطاقة الشمسية بالطيران 5 أيام متتالية من أجل عبور المحيط الأطلسي، وإذا تحقق الهدف، يكون طاقم الطائرة قد خلّد بصمة في التاريخ.

ومن المقرر أن تجتاز الطائرة 35 ألف كيلومتر خلال 5 أشهر، لكنّ أيام التحليق الفعلي هي 25 يوماً، وستطير على ارتفاع 8500 متر كحد أقصى. وبعد أبوظبي، ستحط في سلطنة عمان ثم في أحمد آباد وفاراناسي في الهند، ثم في ماندالاي في بورما ثم في شنونغ كينغ ونان جينغ بالصين.

وفي مرحلة لاحقة، تتجه الطائرة عبر المحيط الهادئ إلى هاواي، ثم إلى 3 مواقع في الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينتا فينكس ونيويورك، حيث ستكون لها وقفة رمزية في مطار "جي إف كي". وبعد ذلك تعبر الطائرة المحيط الأطلسي في رحلة تاريخية أخرى قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال إفريقيا، ثم تعود إلى أبو ظبي.