Follow us

image

مَن مِنا للوطن؟ ~بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

أيضاً هذا العام سنحتفل بعيد الاستقلال... وأيضاً هذا العام سنغضّ النظر عن معاني هذا العيد – أو ما تبقى منه للاحتفال - وسنردد ونكرر ونعيد كلمات النشيد الوطني اللبناني... تأدية فولكلورية تراثية، تكاد تشبه جرن الكبة الذي تحول ديكوراً يوضع في الباحات ولا يستعمل إلا في الاحتفالات القروية أمام عدسات المصورين!

وأيضاً هذا العام، ستهدر فينا الأصوات منادية: "ملء عين الزمن... كلنا للوطن"!

ولكن... هل فعلاً كلنا للوطن؟ أم أنها بلاغة شعرية فرغت من معناها بعدما تحول الاستقلال إلى مجرد صفحة في كتاب التاريخ ومجرد مناسبة سنوية نتمتم فيها صلاةً لا نعنيها فعلاً، بل نرددها لأننا نحفظ كلماتها جيداً؟

هل كلنا للوطن؟؟ هل من يجيب بصدق على هذا السؤال؟
فهل نواب التمديد وفراغ كرسي الرئاسة... للوطن؟
هل من يستجلبون "داعش" وأخواتها إلى لبنان، أو من يسهلون مرورها إليه، بمئة وسيلة ولمئة سبب... للوطن؟
هل أصحاب فضائح طوفان المجاري وإغراق الطرق بمياه الأمطار، وأصحاب سوابق الأكل المسموم والطعام الملغوم... للوطن؟
هل من يَظهرون على الشاشات بكامل أناقتهم شكلاً، وبكل عريهم مضموناً، ويسهمون في تفريق أبناء الوطن... للوطن؟
هل من يقودون سياراتهم بجنون على الطرقات، فلا يأبهون بقانون سير ولا بحياة رب عائلة أو أمّ أو طفل أو عجوز في شوارع هذا الوطن... للوطن؟
هل من يأتمرون للخارج... للوطن؟

هل من يستغلون أبناء الوطن لجني ربح سريع غير مشروع... للوطن؟
هل من يكرهون غيرهم من أبناء هذا الوطن، فقط لأنهم من طائفة أخرى، أو من مذهب آخر، أو فقط لأن لديهم رأياً مخالفاً لرأيهم... للوطن؟
هل من يحمون قتلة أو يتغاضون عن سارقين وناهبين وخاطفين... للوطن؟
هل من يرفعون علم لبنان بيدهم، وفي قلبهم وفكرهم وأجندتهم علمٌ آخر... للوطن؟
هل من يحرضون على الجيش اللبناني... للوطن؟
هل المؤتمنون على حفظ الوطن، فيخلون بأبسط واجباتهم تجاه ناسه... للوطن؟

كفى كذباً وتدجيلاً!
فلتكن الشعارات التي نرددها صادقة... أو لا تكون! فمن منا للوطن؟!

** "عيد استقلال لبنان... إنه كفستاني الجميل ذاك الذي تمزّق يوماً، فعلقته في الخزانة.. وأصبحت عامًاً بعد عام، وفي كل عرس ومناسبة، أتفقده... وأتحسر!" (فاديا سمعان)