Follow us

image

نصائح للمغتربين حول زراعة التين - إعداد: باسم سمعان، الولايات المتحدة

زراعة التين والعناية به في المناطق الباردة

 

ونحنُ بعيدون عن الوطن, أشياءً كثيرة تعيدنا في الذاكرة الى ترابه. وهناك أشجار تُذكر المغترب اللبناني والعربي والمتوسطيّ بأرض الوطن، مثل الزيتون والرمان وغيرها. ولكن ما من شجرة كشجرة التين تتميز بشهرتها وقيمة ثمارها وسهولة زراعتها.

شجرة التين هي من أقدم الأشجار المثمرة. علماء الأثار في الأردن عثروا على بستان تين يعود الى 5000 قبل الميلاد. الكتاب المقدس أتى على ذكر التين مرات عدة كما ذكر في القرآن الكريم،  وكان يزرع عند القدماء المصريين.

الموطن الأصلي لهذه الفاكهة هو الشرق الأوسط، ومعلوم ان البحارة الفينيقيين هم اول من نشر شجرة التين في حوض البحر المتوسط من خلال رحلاتهم التجارية. ومن بعدهم أتى الرومان الذين زرعوا التين في مناطق عدة وكانت لديهم اصناف عديدة حتى اصبحت أهم الفاكهة التي تزرع في المتوسط. وفي القرن السادس عشر بادر رهبان اسبان إلى زراعة التين في حدائق الارساليات في ولاية كاليفورنيا, وسمّي هذا الصنف لاحقاً "مشن فغ", وهو اهم صنف تجاري في كالفورنيا.

اليوم هناك مئات الأصناف من التين في اميريكا ومعظمها اتى مع المهاجرين من اوروبا والشرق الأوسط. وفي مدن اميريكية عدة، يمكن لنا أن نرى اليوم اشجار التين في الأحياء الأيطالية, واليونانية, والعربية.

من اهم الأصناف العربية نذكر: البياضي, السوادي, السماقي, البقراطي, البرشومي, السلطاني, الخرطماني, الحميري, وغيرها. و لكن ليس بإمكان كل هذه الأصناف أن تعيش في المناخ البارد كما هو المناخ هنا، في شمالي شرقي الولايات المتحدة. فهناك انواع تتساقط ان لم يتم تلقيحها بواسطة حشرة صغيرة موجودة فقط في المناطق المتوسطية. و هناك ايضاً انواع لا تتحمل المطر او حتى رطوبة المناخ.

في حديقتي في ولاية بنسلفانيا، جمعت اكثر من 200 صنف من التين بغرض تقييمها وتمييز تلك التي يمكنها الصمود والعيش في المناطق الباردة. ولمزيد من المعلومات يمكن للمهتمين زيارة موقعي الألكتروني:  www.treesofjoy.com

التين ينتمي الى المناخ شبه الاستواءي، إنما عندما تكون الشجرة في فترة الراحة في الشتاء يمكن لها ان تتحمل الحرارة الباردة حتى 15 درجة فرنهايت، علماً أن الجذور تتحمل برودة دون ذلك المستوى. ولكن من الضروري ان ننبه إلى انه إذا لم تتم حماية الشجرة في المناطق الباردة وتدفئتها جيداً، من الممكن ان تموت أغصانها، وفي حال عاودت هذه الأغصان نموها من جديد في الربيع، سيؤدي هذا إلى تأخير إنتاج الثمر في أوانه. لذلك، يستحسن حماية الشجرة في الشتاء.

هناك طرق عدة لحماية شجرة التين من برودة الطقس، كمثل طمر الشجرة في التراب إذا كانت صغيرة، أو لفها بقطعة من السجاد إذا كانت كبيرة الحجم. ومن الأفضل أن يصار إلى حماية الشجرة بدءاً من شهر نوفمبر بعد ان تتساقط اوراقها, و نزع السجاد عنها في شهر ابريل.

الوسيلة الأخرى لتربية التين في المناطق الباردة هي زرعها في حوض من التراب. فمن السهل نقل الشجرة الى مكان معتدل البرودة في الشتاء مثل كاراج او غرفة لا تصلها التدفئة. ويمكن للشجرة ان تتحمل البرودة ان كانت في الحوض حتى 30 درجة فرنهايت.

التين هو من اسهل الأشجار لناحية العناية. فهو لا يحتاج الى مواد كمائية مثل اشجار التفاح وغيرها من اشجار الفاكهة.

المشاكل الوحيدة التي يمكن ان يعاني منها من يزرع التين - وأنا واحد منهم- هي العصافير والزوار (من الأقارب والأصدقاء) الذين قد يصلون إلى إنتاجي ويتذوقونه قبلي أنا في معظم الاحيان...! و لكن على الرغم من ذلك, ما من "صبحية" أجمل من "الصبحيات الصيفية" عندما يتسنى لي أن أتمشى في حديقتي وأتلذذً بحلاوة طعم التين على أنواعه... متذكراً اجمل ايام طفولتي في أرض الوطن.

يمكن مراسلتي وطرح الأسئلة عبر البريد الاكتروني ل"جبلنا ماغازين": Jabalna@jabalnamagazine.com

 

أعدّه ل"جبلنا ماغازين": باسم سمعان

بنسلفانيا - الولايات المتحدة