Follow us

image

هذا هو عاشق الفن ورجل الأعمال اللبناني الأميركي جورج دفوني

جبلنا ماغازين - نيويورك

فاقة بعد عزّ... ثم عزّ بعد فاقة. هكذا يمكن اختصار المراحل التي مرّت بها حياة الفنان الشاب ورجل الأعمال اللبناني - الأميركي جورج دفوني المقيم حالياً في ولاية نيوجرزي، عند أطراف مدينة نيويورك المزدحمة.. كجدول أعمال هذا الرجل الذي لا يهدأ.
"مررت بظروف مادية صعبة عندما كنت لا أزال أعيش في لندن، فكنت أنتظر مطعم الويمبي القريب لكي يقفل أبوابه ليلاً ويرمي فضلات الطعام حتى أذهب وأبحث عنها في القمامة لأسدّ جوعي..." قال دفوني ل"جبلنا ماغازين". ولكن هذا كان في أواخر الثمانينات. أما اليوم، فإن دفوني رجل أعمال ناجح وفنان محبوب وإنسان معطاء وشخصية اجتماعية معروفة في الولايات المتحدة كما في لبنان.

جورج دفوني (أصل عائلته من بلدة دفون في عاليه)، عاش في منطقة الأشرفية في بيروت وبقي في لبنان حتى السادسة عشرة من عمره، ثم أرسله والده، رجل الأعمال جورج دفوني، إلى لندن لإكمال دراسته.

يقول دفوني عن تلك المرحلة: "أنهيت تعليمي المدرسي ثم بدأت بدراسة إدارة الأعمال في جامعة أوكسفورد، وفي الوقت ذاته بدأت أعمل في أحد الفنادق في قسم التنظيفات. السبب لم يكن مادياً، ولكنني أحببت كسب مصروفي من عرق جبيني. ولكن في تلك الفترة خُطف والدي في لبنان ونقل إلى مقر المخابرات السورية في البوريفاج على أيام غازي كنعان. وبعد بضعة أيام، نقل جثة هامدة إلى المستشفى مقتولاً بثلاث رصاصات، وقيل لنا إنه انتحر!"
"بعد مقتل والدي، يضيف دفوني، وُضعت اليد على ما كان يملكه وسُرق الكثير حتى لم يتبقّ لي ما أرثه عنه، فمررت بضائقة مالية وبدأت حينها أعمل في ناد رياضي في لندن وأتمرن على رياضة الملاكمة التي برعت فيها، فحصدت الجوائز وجنيت بعض المال".

وإذ يتذكر دفوني تلك الفترة الصعبة من حياته، يطلق تنهيدة عميقة، ثم يقول: "لقد تعبت كثيراً في حياتي وتعبت على نفسي ككثير من اللبنانيين المهاجرين، وما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بفضل إيماني بالله".

اليوم، جورج دفوني أصبح مقتدراً، وهو يملك بمشاركة صديقين أميركيين 11 فندقاً وحوالي 3000 شقة سكنية في نيويورك وفلوريدا.

أما دفوني الفنان، فحكايته بدأت مع أصدقائه حيث كان يغني وإياهم في سهراتهم الخاصة، ثم طلب منه أصدقاؤه أن ينتج أغنية خاصة به، ففعل. ثم كرر ذلك مرات ومرات حتى وصل عدد أغنياته اليوم إلى 53 أغنية. رغم ذلك، يقول "أنا لا أعتبر نفسي فناناً، بل أنا هاوٍ للفن وأعشق الموسيقى والغناء... عندما أغني في حفلاتي، قد لا أطرب الجمهور، ولكنه يتفاعل معي ويستمتع بأغنياتي لأن لها معاني قريبة إلى القلب وتتحدث بلسان كل واحد منا". وتتناول هذه الأغنيات في شكل عام الغربة والحب والصداقة والوطن ونبذ الطائفية.
هذا ويرتبط دفوني بعلاقات صداقة متينة مع عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعرب، وهو يحرص، عندما يأتون لإحياء حفلات في الولايات المتحدة على الاعتناء به وكأنهم ضيوفه شخصياً. وكان له مؤخراً ديو ناجح مع الفنان هادي أسود بعنوان: "حط عينك بعيني"، بعد ديو جمَعهُ العام الماضي مع الفنانة العالمية اللبنانية الأصل شاكيرا حمل عنوان: "مجنونة".

عن لبنان وعلاقته به، يقول دفوني :"لبنان بالنسبة لي تاريخ. ونحن لا نستأهل هذا البلد لأن الطوائف والمصالح الشخصية طاغية علينا". وعن تجربته الشخصية في عالم السياسة، يشير إلى أنه كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في لبنان، ولكنه عاد فتراجع عن ذلك. ويضيف أنه وصل إلى قناعة بأنه غير صالح للعمل السياسي بعدما ذهب يوماً إلى بيروت والتقى بمعظم القيادات السياسية والحزبية، فرأى أنه كلما التقى بفريق، خرج من عنده مقتنعاً بوجهة النظر التي سمعها منه. ويقول عن تلك التجربة: "خرجت من تلك اللقاءات مصدوماً. فكل فريق يعتقد بأن الحق معه". ويضيف بحسم: "السياسة ليست لي، لأنني لا أجيد الكذب والنفاق والنصب على الناس".

يبقى أن نشير إلى أن دفوني رجل عطاء يدعم الكثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية والمؤسسات التي تعنى بالطفولة في لبنان والولايات المتحدة. وكل ريع حفلاته يذهب إلى صناديق الخير.