ذكرى هجمات 11 أيلول: ماذا تقول عنها الجالية اللبنانية في أميركا؟ ومن هم الضحايا اللبنانيون؟
تحقيق: جبلنا ماغازين
لا شك أن العالم تغير كثيراً بعد الهجمات
الإرهابية التي شهدتها نيويورك وواشنطن يوم 11 أيلول 2001 والتي حصدت آلاف الضحايا
الأبرياء، وبشكل خاص في برجيْ مركز التجاري العالمي. تغيّر العالم لناحية تمدد رقعة
استهدافات الإرهاب واشتداد شراستها من جهة، كما لناحية الإجراءات الأمنية التي
بدأت دول العالم تتخذها لمحاربة الإرهاب وتفادياً لحصول عمليات إرهابية على أراضيها،
من جهة أخرى.
ولكن، هناك من تغيرت كل حياتهم بعد هجمات 11 ايلول، وهم من خسروا ابناً أو أخاً أو
زوجاً في تلك التفجيرات، علماً أنه كان بين
الضحايا 7 لبنانيين على الأقل قادهم مصيرهم إلى الموت في ذلك التاريخ المشؤوم
7 ضحايا لبنانيون
في غياب لائحة متكاملة بأسماء اللبنانيين من ضحايا 11 أيلول، استعان موقع "جبلنا ماغازين" بكل ما نشر في وسائل الإعلام عن الضحايا اللبنانيين، فوجد سبعة أسماء: بطرس الهاشم، وليد اسكندر، جود صافي، روبرت ديراني، مارك هندي، كاثرين غريّب، وجاكلين صايغ.
بطرس الهاشم ووليد اسكندر (وهما لا يعرفان بعضهما بعضاً) كانا من ضمن ركاب الطائرة التي أقلعت من بوسطن في طريقها إلى لوس أنجلس، فجعل منها الانتحاريون صاروخاً ضربوا به البرج الشمالي من مبنى التجارة العالمي في نيويورك. بطرس كان قد هاجر من لبنان في العام 1969 مع والديه، نمرة وجرجس، وأشقائه السبعة وهو طفل عمره 5 سنوات. و بحسب ما نشر موقع "العربية نت"، فإن بطرس (مولود في بلدة العاقورة) كان يعمل مديرا للإنتاج بشركة "تيرادين" للإلكترونيات، ورحل تاركاً أرملة وابنين: باتريك وكريستوفر.
أما الراكب الثاني على الطائرة نفسها وليد إسكندر (مواليد بيروت )1967، فهو كان يزور الولايات المتحدة قادماً من لندن حيث كان يقيم ويعمل في شركة "مونيتور كونسالتينغ" الأمريكية لأجهزة الكومبيوتر. توقف في بوسطن حيث زار شقيقته، ثم لاقى مصيره على الطائرة عندما كان في طريقه لحضور زفاف أحد أقربائه في لوس أنجلوس.
الضحية الثالثة هو الشاب جود صافي (الذي عُرّف عنه أيضاً باسم جود موسى) وكان يعمل سمسار أسهم وسندات بشركة "كانتور فيتزجيرالد" في نيويورك، وهي من أكبر شركات التأمين المالي وتبادل الأسهم والسندات، ومقرها الرئيسي كان في الطوابق 101 إلى 105 من مركز التجارة العالمي، أي أعلى بطابقين إلى 6 طوابق من حيث ارتطمت الطائرة. والشركة التي كان يعمل فيها هي أكثر من خسر عدداً من الموظفين في الهجمات، إذ أنهم ماتوا جميعاً، وعددهم 658 موظفاً. وكان جود معتاداً على الاتصال بوالدته كل صباح، ففعل ذلك صباح الهجمات، قبل ربع ساعة فقط من حصول الكارثة... وكان الاتصال الأخير بينهما.
اسم جود صافي وُجد على لائحة من أربعة أسماء
أصدرتها كنيسة "سيدة لبنان" المارونية في بروكلين بنيويورك عن الضحايا
اللبنانيين. وإلى جانب صافي، وردت على اللائحة الأسماء التالية:
- كاثرين كارمن غريّب (41 سنة) كانت كانت تحضر مؤتمراً مقاماً في مبنى التجارة
العالمي بتكليف من شركة "راندوم وولك" التي كانت تعمل فيها مديرة لتسويق
أجهزة الكومبيوتير بنيويورك. فرحلت عن الدنيا تاركة ابنة وحيدة.
-مارك هندي (من أصل لبناني) قتل وعمره 28 سنة، وكان يعمل أيضا في "كانتور فيتزجيرالد" كسمسار.
-جاكلين صايغ (34 سنة)، لقيت حتفها في الطابق 107 من برج التجارة العالمي، حيث مطعم "وندوز أون ذي وورلد" الذي كانت تنظم له موائد يقيمها.
القنصل مجدي رمضان: موقف لبنان واضح
أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، وككل الأميركيين، يستذكرون كل عام تاريخ 9 أيلول المظلم، ويحاول كثيرون منهم الإجابة على تساؤلات أولادهم الكثيرة حول هذه الهجمات الإرهابية وموقف العرب منها وجنسية الذين نفذوا وخططوا لتلك الهجمات، ويجدون أحياناً صعوبة في إعطاء الأجوبة المقنعة لأولادهم بعدما سمع هؤلاء الكثير من التعليقات من رفاقهم في الدراسة.
قنصل لبنان العام في نيويورك مجدي رمضان،
ورداً على سؤال ل"جبلنا ماغازين"، قال إن "موقف لبنان ضد الإرهاب واضح
وهو دان بشدة هجمات 11 ايلول، هذا عدا عن أن لبنان عانى ولا يزال يعاني إلى اليوم
من الاعتداءات الإرهابية عليه".
بيار مارون: الأذى كبير
رئيس مركز الأبحاث الأميركي اللبناني بيار
مارون قال إن "هناك أذى مباشر أصاب اللبنانيين في الولايات المتحدة عبر خسارة
أرواح أقارب وأصدقاء في ذلك الهجوم. كما هناك أذى أصاب الجميع من خلال تشديد
الإجراءات الأمنية والتدقيق في المطارات ومراقبة الأجانب واتصالاتهم وغير ذلك من
إجراءات فرضها الواقع الإرهابي الجديد".
مارون، وهو أيضاً عضو في اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة (مقيم في فلوريدا)،
قال إن اللبنانيين عانوا طويلا من الإرهاب وذلك منذ العام 1975، معتبراً أن ما
يحصل اليوم في سوريا والعراق "هو امتداد للإرهاب الذي لم يتم القضاء عليه منذ
ذلك الحين". ولفت مارون إلى أن "الرئيس بشير الجميل، وفي مقابلة أجراها
معه الصحافي الأميركي جيرالدو ريفييرا عام 1980 قال يومها إن لبنان خط الدفاع
الأول عن القيم وفي مواجهة الإرهاب، وإذا لم نتمكن من الانتصار على الإرهاب اليوم،
فسوف يمتد لاحقاً إلى دول عربية وأوروبية".
الدكتور نسيب فواز: وصمة الإرهاب تلاحقنا
رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال الدكتور نسيب فواز لفت إلى أن 11 أيلول 2001 شهد خسارة كثيرين من أبناء الجاليات العربية وبينهم لبنانيون. وأضاف: رغم ذلك، كانت ردة الفعل سيئة جدا علينا وخاصة نحن اللبنانيين. وقال: "نحن كأميركيين ندفع حوالي 40 مليار دولار في السنة للحفاظ على أمن هذه الدولة. وحصلت الهجمات لأن المسؤولين عن الأمن في هذا البلد لم يقوموا بواجبهم بشكل صحيح، فهم من سمح لهؤلاء الإرهابيين بالتواجد على الأرض الأميركية وهم من سمح لهم بالحصول على رخص القيادة ورخص تعلم الطيران، ولكن الشعب الأميركي حملنا نحن المسؤولية. وحتى اليوم، كلما حصل شيء في الشرق الأوسط يشملوننا نحن بوصفنا إرهابيين". وأضاف: لمواجهة ذلك علينا كلبنانيين في أميركا أن نخدم الولايات المتحدة ونصوّت في الانتخابات لمن نراه مناسباً ونترشح كأبناء هذا البلد ونعلم أولادنا ليكونوا مواطنين صالحين".
*خاص جبلنا ماغازين