Follow us

image

رسالة مباشرة من جندي لبناني في جبهة القتال -–بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

مني ومن كل زملائي على أرض المعركة، تحية لكل مواطن لبناني أينما كان...
وبعد،

كل الشكر لكم على وقوفكم إلى جانبنا ودعمنا معنوياً في معركتنا مع أعداء لبنان. ولا يمكن أن تتخيلوا مدى اعتزازنا بهذه الوقفة التضامنية وكم نثمنها وماذا تعني لنا. فهذا شعور لا يعرفه إلا من كان جندياً مثلي ومثل رفاقي هنا... حاملاً حياته على كتف، وبندقيته على الكتف الآخر، وفي قلبه صورة أمه وأبيه وزوجته وأولاده وكل من يحبهم ويحبونه، وعلى شفتيه صلاة من أجل النصر والعودة سالماً- لا عودته وحده سالماً فحسب، بل رفاقه الآخرين أيضا، ونجاة كل مواطن بريء صودف وجوه في محيط بقعة الدم ولا ذنب له في كل ما يجري من سفك دماء وتخريب...

أنا الجندي في جيش هذا الوطن الجريح... استشهد لي رفاق أحبهم... بعضهم مات لكي أبقى أقاتل... بعضهم أسر لكي يتم التفاوض معنا على حياته... وبعضهم أصيب... وكلهم كلهم تركوا أحباء لهم ينتظرون عودتهم إلى البيت سالمين مرفوعي الرأس، ولكنّ بعضهم قد لا يتمكن من العودة لتقبيل جبين أمه ويد أبيه أو ضمّ زوجته وأولاده من جديد!

رغم كل هذا.. أؤكد لكم أنني ورفاقي مصممون على المضي في المعركة حتى النصر. ولكن...

ماذا عنكم أنتم؟ وماذا ستفعلون بعد هذه المعركة؟
ماذا عن دمائي التي قد تسفك هنا وجسدي الذي قد يتمزق وعمري الذي قد يقصف بسلاح غادر؟
ماذا عن أمي التي تنتظرني خاشعة أمام الصليب أو راكعة على سجادة الصلاة؟ وكل أهلي وأولادي الذين يضيئون الدنيا شموعاً من أجل عودتي... وقد لا أعود؟

فعلتُ وقدمت الكثير من أجلكم ومن أجل الوطن... فماذا عنكم أنتم؟ وماذا ستقدمون لي بعد كل هذا؟

إذا كان ما بعد هذه المعركة سيكون كما قبلها وستبقون على انقسامكم ومشاحناتكم وولاءاتكم الخارجية ونعراتكم الطائفية وتفضليكم للمصالح الشخصية على المصلحة العامة، أقول لكم سلفاً: أنتم لا تستحقون تضحيات هذا الجيش.. لا بل أنتم لا تستحقون وطناً كلبنان!

دماء جنود الجيش وتضحياتهم أمانة في أعناقكم... فهل ستخلّون بها؟

*كاتبة المقال: فاديا سمعان