Follow us

image

موسم المونديال في لبنان ... غير شكل! -إعداد: فاديا سمعان

فقط في لبنان... إذا سمعت أحدهم يتحدث عبر الهاتف ويقول: "برازيل 3 أسبانيا 2، أرجنتين 2 فرنسا 1، أيطاليا 3 بريطانيا 2، ألمانيا والجزائر 1-1، لا تذهب إلى حد الجزم بأن المتحدث يتكلم عن نتائج المونديال (كأس العالم بكرة القدم)... فالمتحدث هذا قد يكون إما متصلاً بأحد أفران المعجنات اللبنانية ليوصيه على طلبية مناقيش، أو بصديق يوصيه على طلبية بيرة ألمازة.
وإذا سمعت لبنانياً يبادر آخر بسؤال: "أنت شو؟" أو "أنت مع مين؟" لا تذهب إلى حد الجزم بأنه يسأله عن طائفته مثلاً أو عن الزعيم أو الجهة السياسية التي يؤيدها... فالسائل هذا قد يكون يتساءل عن أي منتخب يدعمه الشخص المقابل. ولا تستغرب لو رأيت عناقاً أو ضرب كفّ بكف بعد تلقيه الإجابة، فبالتأكيد سيكون الشخص المقابل قد أعطى اسم بلد المنتخب نفسه الذي يدعمه صاحب السؤال.

وكما في كل موسم مونديال، يرتدي لبنان حلّة كأس العالم وكأن البطولة تجري على أرضه هو. فتزدان شرفات المنازل وسيارات اللبنانيين بأعلام الدول المتأهلة للبطولة (التي ستفتتح ألعابها مساء اليوم في البرازيل)، في مناسبة ينتظرها اللبنانيون كل أربع سنوات بشغف كبير، رغم أن المنتخب اللبناني لم يحالفه الحظ يوماً لنيل شرف التأهل إلى نهائياتها.

وعلى الرغم من التخبط الكبير الذي يعيشه اللبنانيون سياسياً واجتماعياً ومعيشياً، ما انعكس هذا العام على نقل البطولة على الشاشات اللبنانية (حيث لم يجر التأكيد حتى لحظة إعداد هذا التقرير عما إذا كان تلفزيون لبنان سيتمكن من نقل هذا الحدث للمشاهدين أم لا)، فإن اللبنانيين يعيشون جو المونديال ويحضرون أنفسهم وشاشاتهم وكل الوسائل البديلة المتاحة للتمكن من متابعة هذا الحدث الرياضي العالمي الأحب على قلوبهم.

وبالمناسبة، أطلقت بعض محلات المعجنات "مناقيش المونديال" التي تُظهر على واجهة "المنقوشة" أعلام الدول المشاركة في البطولة. وهذه المبادرة كانت قد أطلقتها قبل أعوام "معجنات الملاح" المعروفة في بيروت.

وبدورها، لبست بيرة "ألمازة" حلّة المونديال مطلقة 8 قناني Limited Edition للمناسبة، مغلفةً بصور أعلام بعض الدول المشاركة في كأس العالم، دون أن تغفل إضافة العلم اللبناني الذي يظهر على الجهة الخلفية من كل قنينة، وتقول في حملتها الدعائية: "أنا برازيلي.. من أصل لبناني"، أو "أنا فرنسي .. من أصل لبناني" وغير ذلك من الدول...

"حلو كتير جوّ المونديال في لبنان"، تقول مهاجرة لبنانية في الولايات المتحدة ل"جبلنا ماغازين"، ولكنها تضيف: "المشكلة تكمن فقط في خروج المشجعين ليلاً إلى الطرقات مطلقين العنان لأبواق سياراتهم سواء فرحوا لفوز فريقهم المفضل أو غضبوا لخسارته. ولا أنسى أنني في إحدى زياراتي للبنان، شهدت يوم المباراة النهائية، حيث بدأ إطلاق النار في الهواء في المناطق المأهولة بالسكان، الأمر الذي من شأنه أن يعرض الناس لخطر الإصابة بالرصاص الطائش!"
*
فاديا سمعان – جبلنا ماغازين