Follow us

image

تقطير العرق البلدي... في دول الاغتراب أيضاً؟

رغم أن عدد الذين يقومون بتقطير العرق البلدي في بيوتهم قلّ نسبياً في السنوات العشرين الماضية، إلا أن كثيرين ممن ورثوا هذه الصنعة البيتية ما زالوا يتمسكون بها في قراهم، لا بل أن عدداً لا بأس به من هؤلاء نقلوها معهم إلى دول الاغتراب حيث يقومون بتركيب هذه الآلة المعقدة في زوايا مخفية كحدائق منازلهم الخلفية أو حتى كاراج المنزل أو الغرفة الصغيرة الملحقة بالحديقة، كما هي الحال في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، حيث يخاطرون بدفع غرامة مالية كبيرة لانتهاكهم القوانين. علماً أن العرق هو المشروب الكحولي الأكثر شهرة في لبنان وسوريا وفلسطين وعدد من دول الشرق الأوسط المجاورة. ويعتبر طبخ العرق في الكركة (التي سماها العرب قديماً الأنبيق) تراثياً، تماماً كتحضير الكشك والقريش والسماق والزعتر وغيرها من المأكولات التراثية الشعبية.
هي عملية تقطير لكبيس العنب (عنب ممعوس) بعد تخميره مدة أسبوعين الى عشرين يوماً بحسب الطقس وطريقة التخمير.
اما الكركة التقليدية فهي وعاء كبير له غطاء يغلقه ويتم توصيله بوعاء فوقه بشكل محكم. الوعاء السفلي يحوي كبيس العنب، والعلوي يحوي ماء التبريد من اجل التقطير للبخار المنطلق من الوعاء السفلي عبر فوهة تصل بين الوعاءين، ومنها يمد "نربيج" لتتجمع فيه قطرات السائل بعد تحوله من بخار الى سائل.
بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية، وهي عملية تقطير آخر. ولكن بدل الكبيس يوضع السائل السابق مع اليانسون ويتم تبخيره ثم تقطيره مجددا لينتج عرقاً صافياً يصب فوراً في القناني الزجاجية ويكون صالحاً للشرب اعتباراً من تلك اللحظة بعد خلطه بالماء، لينتج سائلاً أبيض اللون.

*إعداد: جبلنا ماغازين

(صورة الكركة من مجموعة صور صديق "جبلنا ماغازين" سمير طبارة)