Follow us

image

صرخة مغترب -- بقلم: غازي مصري

بقلم: غازي مصري  - جبلنا ماغازين

مغتربون عن وطننا لبنان وبعيدون عنه بالجسد... ولكن فكرنا وعقلنا لا يزال هناك، في "جبلنا" وبحرنا وسمائنا...

نحن في غالبيتنا من جيل حروب أهلية شهدها لبنان على مرّ التاريخ ...نعم. ولكننا لم نعرف قيمة هذا الوطن الجميل والساحر بطبيعته إلا بعد أن هاجرنا وعانينا ما عانيناه في عالم الاغتراب وفي المجتمعات الغريبة عنا...

لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد أن نفقده... ولن نعرف قيمةَ السّلم الا بعد أن تقع الفتنة ويحلّ الدمار والخراب.

لذا نقول إلى الشباب الصاعد من أصحاب "الرؤوس الحامية" والمغرّر بهم من قبل مسؤوليهم وزعمائهم ومن أصحاب فكر التوسع على جثث الأخرين ومن قبل عملاء العدو ومافيات تجارة السلاح وتجارة الأعضاء وتجارة طمر النفايات ومافيات التهريب والتخريبب وتجارب الأسلحة والأدوية الفاسدة والمواد الغذائية الخرِبة: نحن مهاجرون ومن جيل الحرب ونعرف إلى ما تؤدي الحرب الأهلية... إسالونا نحن كم خسرنا من الأحباء والأصدقاء والأقارب، وكم خسرنا من أيام الفرح والهدوء والسلام، وكم خسرنا من أهل ورفاق، وكم خسرنا من بيوت وقرى ومعالم، وكم خسرنا من أيام كنا لو لم نضِعها هباءً لكنا بنينا فيها مستقبلاً أفضل لنا ولأولادنا...

اسألونا، نحن الذين تغرّبنا بعد الحرب وأهوالها، لنقول لكم من يستفيد من الحروب الأهلية: هم الأنتهازيون المافيويون... هم من يتقنون تجارة الدم وقتل الإنسان ولا يعرفون غير السرقة والنهب، في وقت يقاتل المؤمن بقضيةٍ ما على الجبهة ويقتل جاره أو زميله أو قريباً له أو صديقه منذ أيام الطفولة كرمى لعيون زعيم حاقد...

نرجوكم، لا تتحولوا وحوشاً مفترسة فارغة من الإحساس لإرضاء زعيم بلا ضمير!

انظروا إلى وجوه أمهاتكم وآبائكم ومحبيكم ..وانظروا الى وجوه أصدقائكم وأبناء بلداتكم... انظروا إلى أطفال هذا الوطن الذي لم يشفَ من جراحه بعد... وتذكروا أنكم كنتم في ما مضى أطفالاً مثلهم تنتظرون لعبة وقبلة وحنان أمهاتكم و"خرجية" آبائكم!

قولوا لا للفتنة ولا للحرب الأهلية... نعم لثورة شعب تحت ظلّ العلَم اللبناني ضد كل الفتن والحروب وضد السلاح والسكاكين، ومع الكلمة والقلم وقانون انتخابي عادل يمنح الجميع، بمن فيهم نحن المغتربين، الحقّ بالمشاركة في الترشح والتصويت من اجل نقل السلطة للمواطن الإنسان!

أفرغوا  نفوسكم من الحقد ومن الاستكبار ومن الاستهتار بالأخر... صلوا على النبيّ وعلى المسيح وعلى أي نبيّ تريدون، وفكروا كم هو أجمل لو نعيش معاً بأمان وطمانينة واستقرار في وطننا لبنان، وما أجمل أن نعود الى الوطن ونلتقي بالأخوة ونشربَ نخبَ لبنان معاً ونتمشى على كورنيش بيروت مع أولادنا وأحفادنا وأصدقائنا وزوارنا من كلّ دول العالم، بكل أمان وثقة ورأس مرفوع...

لبنان وطننا جميعاً، بكل فئاتنا وطوائفنا واختلافاتنا... لا تدمّروه!