Follow us

image

صوتنا – باسم عربيد (من ألمانيا): وطني ... أمي... غربتي

جبلنا ماغازين – صوتنا

تحت عنوان "هموم الوطن"، كتب باسم عربيد (من هلديزهيم – ألمانيا) الآتي:

أحتاج الى الوطن والى أمي كي يكونا لي وسادةً أضع رأسي عليها لأخبئ بداخلها اسرار المستقبل وذكريات الماضي وحنين الحاضر قبل أن أغفو...

صرختُ أين أنتِ يا أمي؟ فجاء صدى صوتِها حزيناً... ولكن سريعاً ضاوياً كالبرق وصادقاً صارخاً كالرعد. وكانت تبكي وتقول: أين أنتم وأين الوطن؟!

ذُهلتُ من السؤال.. وصرختُ بصوت الضمير أين أنتٓ يا وطن؟

وضع الوطن يده على قلبِهِ وحيّاني كأننا صديقين قديمين، ولكن غريبين!

شعرتُ بالحاجة أن أُكلم الوطن الذي أصبح مثلي في غربة... فبدا له صوتي خشناً وغريباً وكأنه قد مضى عليه زمنٌ طويلٌ دون أن يتكلم!

شعرتُ بصوتٍ يقطر باللوم... بشيء يحدث في الوطن وكأنّ رسالةً مجهولةٌ وصلت من السماء تخبرني بأن الوطن غائب عن الوعي!

بقيتُ هادئاً ساكناً مذهولاً بلا حراك، وأيقنت بأن الظلمة أصبحت تُخيّم على عقولنا وقلوبنا وحياتنا ومستقبلنا!

 أبناء الوطن يُحمّلون الأخرين دائماً مسؤولية شقائهم وعذابهم المستمر، ولكن في الحقيقة هم الذين جعلوا من بلدهم الذي ولد من رحم المحبةِ والعنفوان والشهامةِ والأصالةِ والغفران شجرةَ أرزٍ يابسةٍ تعاني من داءٍ مستعصٍ نعلق على أغصانُها القذارة التي يفوح منها في كل ارجاء الوطن روائح العطن والفساد والغبار الذي يحجب الرؤية عن العقول، وذلك بفضل ألسنتهم المراوغة المخادعة الكاذبة الحادة كالسكاكين!

 سامحيني يا أمي... وإدعِ لنا من جنات الخلد أن تُمطرَ علينا السماء حجارةً تضرب رؤوسنا علنا نستفيق الى الوطن الذي أصبح قلبه عبارةً عن حجارةٍ صلبةٍ قاسيٍة بلا أحاسيس.

ساعدني يا الله... لأُعيد العمائم البيضاء على الروؤس وأجعل من القلوب النقية الشفافة الصافية عطراً أمسحُ بهِ غلاف الوطن من الغبار والعار، ليعود الوطن الكتاب الذي يجمع في داخله المحبةِ والصدقَ والإخلاص والشجاعة والتضحية والإيمانِ... لكي أستريح وتستريح أمي!

(اضغط هنا للاطلاع على مقال سابق لباسم عربيد)

*الصورة المرفقة أعلى المقال هي لبلدة عين عنوب في قضاء عاليه