Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • جميل معوّض لـ”جبلنا ماغازين”: مشاريع الروتاري في لبنان إنسانية وبيئية والاغتراب مدعو للمساهمة
image

جميل معوّض لـ”جبلنا ماغازين”: مشاريع الروتاري في لبنان إنسانية وبيئية والاغتراب مدعو للمساهمة

فاديا سمعان - جبلنا ماغازين

بعيداً عن ضجيج السياسة، تعمل أندية روتاري في لبنان، وعددها 27 موزعة بين المحافظات اللبنانية على عدد من المشاريع البيئية والإنسانية، بالتعاون مع البلديات ووزارات التربية والصحة والبيئة والطاقة وعدد من المؤسسات غير الحكومية كالصليب الأحمر وكاريتاس، انطلاقاً من الأهداف التي تأسس نادي روتاري العالمي من أجلها في العقد الثالث من القرن العشرين، وهي خدمة المجتمع والتنمية والاهتمام بالجيل الشاب، صحياً وتربوياً.

"أندية الروتاري ليس لها علاقة بالسياسة، حتى في لبنان"، كما يؤكد لـ"جبلنا ماغازين" السيد جميل معوض، المحافظ السابق للمنطقة الروتارية 2452 التي تشمل 9 دول بينها لبنان. ويضيف: "نعمل كذلك بعيداً عن الدين واللون والعرق والجنسية. ولدينا علاقات جيدة جداً مع جميع الأحزاب والشخصيات السياسية التي تدعم ما نقوم به من مشاريع ويساهم كثيرون في تمويلها انطلاقاً من الثقة التي استطاع روتاري أن يكسبها من الجميع، من خلال الشفافية في وضع المشاريع وتنفيذها وتوزيع تقارير بالمصاريف والحسابات إلى الأعضاء والمانحين".

عن تاريخ روتاري لبنان، يشير معوض إلى أن أول نادي روتاري في لبنان تأسس عام 1932، وبات هناك اليوم 27 نادياً يضم 650 عضواً موزعين في كل المناطق اللبنانية. "وهذه الأندية اللبنانية"، كما يضيف معوض، "تعتبر نوادٍ فعالة ونشيطة وتلعب دوراً فاعلاً على صعيد إفادة المجتمع".

مشروع تأمين المياه النظيفة لطلاب المدارس الرسمية

وفي لقائه مع "جبلنا ماغازين" يضيء معوض على أبرز المشاريع التي تعمل عليها حالياً أندية الروتاري اللبنانية، فيقول: "العمل الجبار الذي نقوم به الآن هو تأمين المياه الصحية النظيفة إلى كل المدارس الرسمية في لبنان. وتمكنا حتى اليوم من تأمين هذه المياه إلى 700 مدرسة من أصل 1200 مدرسة موجودة على الأراضي اللبنانية. وهذا يشمل 300 ألف طالب لبناني وحوالي 300 ألف طالب من اللاجئين السوريين".

هذا المشروع الذي يتحدث عنه معوض بكل حماسة "هدفه إنساني وهو يضمن سلامة التعلم والتعليم لبناء مجتمع بعيد عن الجهل وأقرب إلى الرقي والازدهار، إذ أننا نؤمن بأن العقل السليم في الجسم السليم. لذا، تضافرت جهود جميع الروتاريين من أجل إنجاز هذا المشروع واعتبرناه ضرورة ملحة"؛ على حدّ تعبيره.

ويضيف: "في لبنان أنعم الله علينا بوجود المياه، ولكننا لم نستفد من هذه الثروة المائية، والبنى التحية غير صالحة، وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية في بيوتنا ومدارسنا. وما يعمل عليه الروتاري هو تغيير الخزانات في كل المدارس وتغيير الأنابيب الصدئة والحنفيات ووضع فيلترات واستخدام UV System لتنقية المياه".

وعن تكاليف المشروع ووسائل التمويل يقول معوض: "كلفة كل مدرسة حوالي 3 آلاف دولار، بينما الكلفة الكاملة للمشروع بمجمله هي أكثر من 3 ملايين دولار تساهم في جزء منها المؤسسة الروتارية العالمية. ونحن عندما باشرنا بالمشروع، أسسنا عدة لجان بينها لجنة تقنية وأخرى للـmarketing ولجنة لتأمين مصادر التمويل، واللجنة الأخيرة تقوم بتنظيم حفلات تخصص عائداتها لمشروع المياه. مع الإشارة إلى أن هناك تجاوباً إلى حدّ ما من قبل المجتمع الأهلي والمؤسسات الخاصة والجمعيات غير الحكومية مع أي مشروع يطرحه الروتاري نظراً للثقة التي يتمتع بها النادي".

ويشير معوض إلى أن الخطوات الناجحة التي نفذها النادي حتى الآن في إطار مشروع تأمين المياه النظيفة للمدارس "أثارت اهتمام نواد روتارية في دول أخرى، وهم يرسلون إليّ دعوات لكي أذهب وأتحدث عن هذه التجربة في دولهم". ولكنه يضيف رداً على سؤال بأن "تأمين المياه النظيفة غير كاف بحدّ ذاته، لذا قررنا أن نقوم بحملة توعية في المدارس عن أهمية شرب المياه النظيفة وغسل اليدين وضرورة عدم هدر المياه. وفي برنامجنا للمرحلة المقبلة إقامة مؤتمر بعنوان Water Summit في تشرين الأول المقبل بمشاركة روتاريين وخبراء تقنيين وماليين من دول العالم لمناقشة مواضيع مثل كيفية استغلال المياه الموجودة في لبنان وعدم هدرها والاهتمام بصيانة الفلترات في المدارس، إضافة إلى التواصل مع المصارف وغير ذلك من نقاط من شأنها استكمال ما قد بدأناه وإنجاحه".

مشاريع أخرى للروتاري في لبنان

هذا ليس كل ما تقوم به أندية الروتاري في لبنان. فبالتعاون مع الروتاري العالمية، تساهم الأندية اللبنانية في حملة التلقيح ضد شلل الأطفال، والتي ساهمت في تقليل - إن لم يكن انتفاء - الإصابات بهذا المرض في العالم.

وعلى صعيد لبنان، هناك مشروعان مهمان يهتم معوض بالإضاءة عليهما، وهما مشروع Trees for Lebanon الذي أطلقه روتاري بعبدا، ومشروع Green Lebanon  الذي يعمل عليه روتاري بيروت متروبوليتان. وفي إطار هذه المشروعين يهدف كل ناد منهما إلى زرع مليون شجرة في لبنان  في خلال عشر سنوات.

وبين هذا المشروع وذاك، تعمل نوادي روتاري لبنان على المساهمة في إجراء عمليات جراحية للأطفال المصابين بأمراض القلب ضمن مبادرة Gift of Life، التي تتلخص بتأمين أطباء يأتون من خارج لبنان لإجراء هذه العمليات بكلفة 5 آلاف دولار بدلاً من الكلفة الحقيقية والتي تبلغ 25 ألفاً. وقد أجريت في خلال السنة الماضية حوالي مئة عملية جراحية بهذه الكلفة الزهيدة.

وإلى جانب كل هذا، أطلقت نوادي روتاري لبنان مشروعاً يهدف إلى "محو الأمية المعلوماتية" عبر تزويد المدارس الرسمية بكومبيوترات (أو لابتوب) ليتدرب عليها الطلاب. وقد تمكنت حتى الآن من تزويد سبعة مدارس بـ25 لابتوب لكل منها، وهي بصدد إنهاء مرحلة ثانية من هذا المشروع بتزويد سبعة مدارس أخرى بالحواسيب بعدما تمكنت من إيجاد مصادر التمويل.

وماذا عن دور الاغتراب في هذه المبادرات؟

رداً على هذا السؤال، يقول معوض: "نحن ندق أبواب الاغتراب كثيراً وهناك لبنانيون كثر موجودون في الخارج ويحبون بلدهم جداً وعلى سبيل المثال أذكر نادي روتاري LA Cedar ونادي Troy في ميشيغن ونواد موجودة في فرنسا من ضمنها أعضاء لبنانيون. ونحن من خلال "جبلنا ماغازين" نتمنى على كل مغترب لبناني بإمكانه المساهمة في مشاريع أندية روتاري لبنان ألا يتردد في الدعم بأي شكل كان، بصفة شخصية أو مؤسساتية، أو عبر حث مؤسسات في البلدان المضيفة على المساهمة. إذ أن ما نقوم به مهم جداً لأجل مستقبل لبنان والمجتمع اللبناني ككل".