Follow us

image

واشنطن... ماذا بعد التفجيرات الإرهابية في بلدة القاع؟ -فاديا سمعان

فاديا سمعان – خاص جبلنا ماغازين (واشنطن)

ثمانية انتحاريين فجروا أنفسهم في بلدة القاع الحدودية اللبنانية في يوم واحد أمس (27 حزيران). فجعت البلدة بسقوط ضحايا من أبنائها وفجع كل لبنان بهذا التطور الخطير الذي دفع بأهالي البلدة – نساءً ورجالاً – إلى حمل السلاح والنزول إلى الشارع للوقوف خلف الجيش ومساندته في عملية دحر الانتحاريين وكشفهم ورد الخطر عن البلدة ومحيطها.

بعد هذا اليوم الدموي الذي شهده لبنان، طبيعي أن تتجه الأنظار إلى واشنطن لمعرفة ما إذا كانت هنالك أية تحركات سياسية مواكبة للوضع اللبناني المستجد.

فارس: مبادرة لإرسال بعثة عسكرية أميركية إلى القاع

وفي هذا الإطار، كان لافتاً ما نشره مستشار المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط الدكتور وليد فارس، على صفحته على "الفايسبوك" اليوم من أن منظمة غير حكومية لم يسمها "وجهت إلى المشرعين في واشنطن طلباً لإرسال بعثة للجيش الأمريكي وقوات التحالف إلى بلدة القاع اللبنانية للمساعدة في مجال الخدمات اللوجستية وتدريب قوة البلدية المحلية للدفاع عن المنطقة ضد داعش وتنظيم القاعدة". مشيراً إلى أن هذا يُعتبر "جزءا مما تقوم به الولايات المتحدة في إطار التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا".

وأضاف فارس: "إلا أن المبادرة سوف تحتاج إلى موافقة من إدارة أوباما والجيش اللبناني. وهناك شرط آخر هو إخلاء ميليشيات حزب الله من جميع أنحاء المنطقة، وتأمين ممر بري إلى الموقع".

مارون: ضربة قاسية لتنظيم داعش ستقعده عن القيام بعمليات مشابهة

من جهته، لفت الأستاذ بيار مارون، وهو محلل سياسي ومحاضر في القيادة المركزية للتحالف الدولي في MacDill Airforce Base ومقرها في فلوريدا، إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو غير سلفه جورج بوش في التعاطي مع الإرهاب، ولكن الولايات المتحدة تعمل في إطار التحالف الدولي على ضرب الإرهاب في سوريا والعراق تمهيداً لحل شامل بات قريباً.

وأضاف في تعليق أدلى به لـ"جبلنا ماغازين" رداً على سؤال عما هو متوقع من واشنطن بعد تفجيرات القاع، أن "التحرك المنتظر للتحالف الدولي سيشكل ضربة قاسية لداعش تُقعد هذا التنظيم الإرهابي عن القيام بعمليات مشابهة لما حصل في القاع، وبالتالي إنهاء الوضع الحالي في سوريا والعراق. وسيأتي هذا الحل بأسرع مما يتوقعه اللبنانيون"، على حد تعبيره.

وشدد مارون على أهمية الوضع الأمني كما الواقع المصرفي والمالي للبنان بالنسبة للولايات المتحدة، حتى لو قلت تصريحات الديبلوماسية الأميركية في هذا الخصوص. وتعليقاً على تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووصفه الوضع في لبنان بالخطير، قال مارون: "الوضع في لبنان ليس أخطر مما هو عليه الوضع في فرنسا. وعلى المجتمع اللبناني - وخاصة المسيحيين، أن لا يخافوا ولا يترددوا في الدفاع عن أنفسهم وعليهم ألا يصابوا بالإحباط لأن الحلول اقتربت".

بريدي: التحضير لزيارة قريبة لقائد الجيش إلى واشنطن

أما المستشار في الكونغرس الأميركي، الدكتور طوني بريدي، الموجود حالياً في لبنان، فقال بدوره لـ"جبلنا ماغازين": "للأسف لبنان غائب عن خارطة الشرق الأوسط بالنسبة للإدارة الأميركية حالياً. فهذه الإدارة لم تساهم في إيجاد توافق لبناني على انتخاب رئيس للجمهورية وجلست تتفرج على الصراع بين السياسيين اللبنانيين، فكيف بالأحرى في الشأن العسكري والأمني؟"

ولكنه أضاف: "رغم ذلك، هناك اهتمام كبير لدى رئيس لجنة الدفاع والأمن في الكونغرس الأميركي دانكن هانتر الذي أمثله في لبنان، وهو وجه عن طريقي دعوة رسمية إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي لزيارة واشنطن في خلال الأسابيع المقبلة. وذلك بعد أن أقنعته وأعضاء لجنة الدفاع بضرورة الاهتمام بتسليح الجيش وتزويده بالمعدات الحديثة وشرحت لهم بإسهاب الوضع القائم في لبنان".

وأشار بريدي أن أن "زيارة قهوجي لواشنطن سيتخللها لقاء مع هانتر وأعضاء لجنة الدفاع والأمن وعدد من المسؤولين العسكريين الأميركيين لمناقشة الوضع في لبنان وبحث مسألة زيادة القدرات العسكرية للجيش اللبناني بهدف تمكينه من القيام بواجباته الوطنية في مواجهة داعش وصد الأخطار المحدقة بلبنان".

 

*الصور في الأسفل تظهر مواطنبن لبنانيين من بلدة القاع يحملون السلاح للدفاع عن بلدتهم ويظهر في إحدى الصور النائب أنطوان زهرا برفقة عدد من المسلحين في البلدة