محطتان لـِ”الطاقة الاغترابية” في نيويورك وساو باولو.. وشعار “جبلنا ماغازين” في بَترونيّات
جبلنا ماغازين – نيويورك
أنهى مؤتمر الطاقة الاغترابية أعماله يوم الجمعة الماضي بعد إعلان البيان الختامي وكلمة لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعلن فيها أن المؤتمر المقبل سيعقد في بيروت من 4 إلى 6 ايار 2017. كما أعلن عن عقد مؤتمرين موازيين هذا العام في كل من الولايات المتحدة والبرازيل، الأول سيحط رحاله في نيويورك في 16 و17 ايلول، والثاني في مدينة ساو باولو في 27 و28 تشرين الثاني المقبل.
النشاط الختامي لمؤتمر الطاقة الاغترابية الثالث جرى في البترون حيث افتتح الوزير باسيل والسفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، البيت اللبناني ـ الروسي في المنطقة القديمة من المدينة بحضور عدد من السفراء والهيئات الديبلوماسية، ورئيس بلدية البترون وعدد من المغتربين المشاركين في المؤتمر. وتوجه باسيل الى المشاركين بالقول: "لبنان غني بكم ومعكم سيبقى صامدا وحيا، وكل زيارة تقومون بها الى هنا تشكل بالنسبة الينا جرعة أمل وتأكيد بأن الشعب اللبناني في الخارج لم ينس وطنه الأم، وبأننا معا سنتمكن من استعادة الجنسية للبنانيين، فنعيدهم منتشرين فلا يكونوا مغتربين. ولن نألو جهدا لاسترداد الهوية الحقيقية للبنانيين المغتربين، فنعيد بذلك الصورة الحقيقية للبنان، ونعيد اليه إنسانه المميز والمشع في كل دول العالم".
بعد ذلك، انتقل الجميع الى مركز جمعية "بترونيات"، حيث أولم باسيل على شرف الحضور والمغتربين المشاركين في المؤتمر. وتخلل مأدبة الغداء كلمات لعدد من المشاركين في المؤتمر، برزت من بينها كلمة السياسي ورجل الأعمال الأميركي طوني بريدي الذي ضمّن كلمته شعار موقعنا "مش عايشين بلبنان.. لبنان عايش فينا"!
ومما جاء في كلمة بريدي:
"نعود إلى هنا بكل الحنينِ الذي حملناهُ لسنوات، اشتياقاً إلى بلدٍ ننتمي إليه. ولكنْ عندما نأتي، نشعرُ بالغربة. فمعظمُ أصدقائنا رحلوا أو هاجروا...
نتجول في بلداتنا كالغرباء، ونقفُ على رصيفِ الوطنِ الذي ودّعنا شبابَنا فيهِ قبلَ الرحيل، ليستقبلَنا مجدداً بعدَ حين... علماء، أصحاب مصانع، سياسيين، أطباء ناجحين، فنانين، مفكرين، أو أصحاب ثروات. مع الإشارة إلى أن النجاح لا يقاس بمقدار الثروة التي يجنيها المغترب، بل بنوعية ما يقدمه للعالم. وإلا، لَكُنا اعتبرنا أن المغتربَ الأشهر جبران خليل جبران لم يكن ناجحاً.
نأتي إلى لبنان، فتسقطُ دمعةٌ من أعينِنا آسفينَ على وطنٍ لا يتحملُ أبناءه. ثم نرحلُ مجدداً... لنبقى غرباءَ في وطننِا الأم وغرباءَ في الغربة.
يا وطني الحبيب،
مرت سنواتٌ طويلة وأنا أنتظرُ العودةَ إليك، وفي كل يوم أتذكر في الغربة طفولتي التي تركتُها فيك، فأغمضُ عيني وأرحلُ في حُلُمي إليك... لأقبلَ ترابَك المجبول بعرقِ الأجداد ودمِ الشهداء... وبخورِ القداسة!
أسأل نفسي اليوم مع كلِ مَن يتألم للحالِ الذي وصل إليه الوطن:
متى يعود الزعماءُ إلى صوابهم؟ ومتى تعود الوحدة إلى أبنائك؟
كفانا مزايدةً من أجل المصالح الشخصية. كفانا تصلباً في المواقفِ الوطنية. كفانا مناكفاتٍ وصراعاتٍ سياسية وتفكيكاً لصيغة العيش المشترك.
نأتيكم اليوم من قارات بعيدة حاملينَ رسائلَ الحبِ والسلام. فنرجوكم أن تبعِدوا عنكم شبحَ الطائفية والمصالح الشخصية. فالمواطن له حقٌ على الدولة بتأمينِ الأمنِ والاستقرار والوظيفة التي تليق بما يَحملُه من شهادات. والوطن له حقٌ علينا كمواطنين، مقيمين أو مغتربين. فقد حان الوقت للاستفادةِ من تجاربِنا الأليمة لنبنيَ وطناً سيداً حرًا مستقلاً يخطو واثقاً نحو المستقبل، مستفيداً من طاقاتِ أبنائه بدلاً من أن يستفيدَ منها العالم ويُحرم لبناننا منها.
ونأتيكم لكي نتوجهَ إلى الحكومة والمسؤولين وزعماءِ الأحزاب والقيّمينَ على سلامةِ هذا الوطنِ الحبيب، قائلين: نريد وطناً لا تدخلات فيه من الخارج. نريد رئيساً للجمهورية حالاً وفوراً... رئيساً صُنع في لبنان ويكون ممثِلاً لجميع اللبنانيين. نريد أن نعززَ صداقاتِ لبنان مع كل الشعوبِ والأوطان. ولا نريدُ أن نعامَل بالذلّ من أيٍ كان، عدواً أو صديقاً.
فيا أيها السياسيون، عليكم جميعاً التنازل عن مصالحِكم الشخصية والكفّ عن الاستهزاء بمصلحة المواطن وبناءِ الثروات على حسابه وحساب الوطن.
عليكم العمل فوراً على بناء لبنان جديد، مستقل، حر، يطبق أسُسَ الديموقراطية وحقوقِ الإنسان.
عليكم تنظيفُ المؤسساتِ الإدارية والحكومية وخلقُ وطنٍ علمانيّ نتباهى به ونفتخر على مستوى سائرِ الدولِ لمتحضرة التي أتيناكم منها.
فالمغترب يعلّلُ نفسَه بالاستقرارِ والسلام من أجل زيارةِ وطنِه والاستثمارِ فيه. ونحن في الاغتراب نرفع صوتنا قائلين لكم: أعطونا السلام والاستقرار لكي نعودَ إلى وطن الأرز، وطن الأجداد والآباء".
وختم بريدي قائلاً: "صحيح أننا مغتربون، ولكن كما يقول شعار موقع جبلنا ماغازين الإغترابي: "مش عايشين بلبنان... لبنان عايش فينا"؛ لذلك فنحن سنظلّ نعمل مع الجميع، هنا وفي البلدان التي أتينا منها، حتى نرى بلدنا الأم وقد بدأ يسير على الطريق الصحيح".