Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • مؤتمر تورنتو: الياس كساب خلفاً لأليخاندرو خوري في رئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
image

مؤتمر تورنتو: الياس كساب خلفاً لأليخاندرو خوري في رئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

فاديا سمعان - تورنتو

اختتمت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمرها التاسع عشر الذي عقدته في مدينة تورنتو الكندية من الثامن إلى العاشر من نيسان بانتخاب رئيس عالمي جديد ورؤساء مجالس قارية ونواب للرئيس.
ورغم الطقس القارس البرودة في تورنتو، شهدت قاعات الاجتماع في فندق شيراتون باركواي حماوة لافتة، إذ أنه للمرة الأولى في تاريخ الجامعة جرت انتخابات فعلية بين المرشحين لتصب الأصوات في النتيجة لصالح الأستاذ الجامعي الكندي الياس كساب.

الخوري ومنسى ينسحبان لصالح كساب

وكانت انطلقت أعمال المؤتمر بأربعة مرشحين هم إضافة إلى الرئيس المنتخب الياس كساب، كل من: نجيب الخوري (نائب الرئيس السابق ورئيس المجلس القاري عن أفريقيا سابقاً)، إدمون عبد المسيح (من فرنسا)، وأنطوان منسى (رئيس اللجنة الاقتصادية العالمية في الجامعة – من فرنسا أيضاً).

بعد مداولات اليوم الأول والاطلاع على برامج المرشحين وجوجلة الوقائع، رسى الأمر في اليوم الثاني الحاسم على مرشحيْن هما: الياس كساب وإدمون عبد المسيح، بعدما أعلن أنطوان منسى انسحابه لصالح كساب دعماً لبرنامجه التوحيدي للجامعة ولتضمينه اهتماماً خاصاً بتفعيل دور الشبيبة في الجامعة. وبدوره، أعلن نجيب الخوري انسحابه لصالح كساب إيماناً منه برؤية الأخير لمستقبل الجامعة ودور الشبيبة في إطارها.

نتيجة التصويت

وجاءت نتيجة التصويت كالآتي: 176 صوتاً لكساب، و29 صوتاً لعبد المسيح.
كما جرى انتخاب كل من:
فرنسوا أبي نعمان نائباً للرئيس في أميركا الشمالية،

ستيفن ستانتون نائباً للرئيس في أستراليا،

كارلوس كيروز نائباً للرئيس في أوروبا،

طوني أبي شديد نائباً للرئيس في البرازيل،

فرناندو حلو نائباً للرئيس في أميركا اللاتينية،

بيار الحاج نائباً للرئيس في أفريقيا.

كما انتخب نجيب الخوري بالإجماع رئيساً لمجلس الأمناء في الجامعة.

ويبقى أمام الرئيس الجديد المنتخب للجامعة قرار تسمية الأمين العام الجديد الذي سيخلف الأمين العام الحالي طوني قديسي.

الحضور.. وفد المكسيك والدكتور جبيلي

تجدر الإشارة إلى أن أعمال المؤتمر حضرها، إضافة إلى ممثلي المجالس والفروع في الجامعة من مختلف أنحاء العالم، وفد رفيع من المكسيك ضم راعي أبرشية المكسيك للموارنة المطران جورج سعد أبي يونس ورئيس ونائب رئيس النادي اللبناني في المكسيك وكذلك السفير السابق نهاد المحمود. وكان لافتاً أيضاً حضور رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات اللبنانية الدكتور جوزيف جبيلي الذي التقى عدداً من مسؤولي الجامعة وأعضائها من دون أن يحضر أعمال المؤتمر. ومعلوم أن القوات اللبنانية كانت تدعم ترشيح نجيب الخوري لرئاسة الجامعة، ولكنها في نهاية المطاف أيدت إعلان الخوري سحب ترشيحه وتجيير أصواته إلى الياس كساب.

إشكالية الحوار مع فرقاء الجامعة الآخرين والمواقف من التوحيد

افتتح اليوم الثاني للمؤتمر، وقبل الوصول إلى العميلة الانتخابية، بكلمة للرئيس السابق أليخاندرو خوري الذي أطلع الحضور على العمل الذي قام به وفريقه على مدى عامين، شاكراً الجميع على وقوفهم إلى جانبه ودعمهم مسيرة تقوية الجامعة وتمتين العلاقة بين الفروع والقارات.

ثم كانت الكلمة للأمين العام طوني قديسي الذي ركز في كلمته على الحوارات التي جرت على مدى عامين بهدف توحيد الجامعة والتطورات التي حصلت في هذا الإطار منذ انطلاق الحوار مع فريق الجامعة الثقافية الذي يرأسه بيتر الأشقر، ودعا الجميع إلى "الخروج من هذا المؤتمر بموقف موحد يهدف إلى توحيد صفوفنا أولاً لنكمل مسيرة توحيد الجامعة ونصبح ممثلين شرعيين للاغتراب في العالم بعد تذليل كافة المصاعب". ودعا الرئيس الجديد وفريقه إلى متابعة العمل على توحيد الجامعة.

وتلا قديسي رسالة موجهة من بيتر الأشقر إلى أليخاندرو خوري جاء فيها أن "الانقسام أعطى صورة غير جدية لمؤسستنا نتيجة الخلافات العبثية المزمنة، واليوم مؤتمركم أمام مسؤولية مفصلية". وأضاف الأشقر في رسالته: "علينا أن نكسر حائط الجليد لتوحيد الاغتراب وشده فعلياً إلى الوطن الأم. وواجب الوحدة سنقوم به سوية وبالتساوي المطلق بيننا". مختتماً بالقول: "وحدة القلوب أولاً ثم وحدة المؤسسات".

هنا، اشتعلت القاعة. فلقد رفض البعض أن تتلى رسالة موجهة من الأشقر إلى خوري علناً في الاجتماع وأعرب البعض عن تحفظهم ورفضهم إضافة الرسالة إلى محضر الجلسة واتهم البعض قديسي وخوري بالذهاب إلى الحوار مع الفريق الآخر من دون العودة إلى فروع الجامعة وأخذ تفويض منها بذلك. وعندما علت الأصوات، انزعج قديسي وهم بالانسحاب من الجلسة، إلى أن تدخل عدد من الحاضرين ودعوا إلى الحفاظ على الهدوء والمستوى الراقي في الاعتراض واحترام وجود المطران أبي يونس بين الحضور وأقنعوا قديسي بالتراجع عن الانسحاب.

عندها كانت مداخلة لأليخاندرو خوري الذي أكد أن الحوار الذي قاده لتوحيد الجامعة لم يتم تحت الطاولة، مذكراً بأن المؤتمر الذي انعقد العام الماضي في لوس أنجلس جرى فيه إطلاع الجميع على أهداف الحوار وناقش تفاصيلها وأعطى الضوء الأخضر لمتابعة هذا الحوار. واضاف خوري: "كل ما نريده هو مصلحة لبنان". وإذ عدد الأسباب الموجبة لتوحيد الجامعة، قال: "لهذا السبب تلا قديسي رسالة الاشقر على المجتمعين".

بعد خوري، تحدث الرئيس الأسبق للجامعة ميشال الدويهي، فقال: "لسنا مختلفين عن الحوار، ولكنه لم يبدأ مع أليخاندرو خوري، بل كان قد بدأ منذ سنوات عندما كان إيلي حاكمة رئيساً للجامعة على عهد رئيس الجمهورية إميل لحود".

ثم تحدث رئيس المجلس القاري لأفريقيا نجيب الخوري، فدعا إلى عدم دخول رئيس الجامعة شخصياً بالحوار لكي يبقى بعيداً عن أية إغراءات. وأبدى اعتراضه "على تصوير الموضوع وكأنه إذا لم يتم توحيد الجامعة، فإن فريقنا في الجامعة سيزول". وقال: بيتر الأشقر ليس الرئيس الفعلي (للفريق الآخر) للجامعة.

كلمات المرشحين وبرنامج الرئيس الجديد

بعد هذه المداخلات عاد الهدوء مؤقتاً إلى القاعة، وتوالى المرشحون الأربعة على الكلام. فأعلن نجيب الخوري أولاً سحب ترشيحه لمصلحة الياس كساب. معلناً أنه سيتبرع للجامعة بقطعة أرض في بلدته "ترتج" ليقام عليها منشأة لتخييم شبيبة الجامعة ولأي عائلة أو وفد اغترابي يريد ان يزور لبنان.

ثم تحدث المرشح إدمون عبد المسيح الذي تلا برنامجه الانتخابي ودعا إلى إفساح المجال أمام الشباب والجيل الجديد لكي يكون له دور أفعل في الجامعة، لكي تكمل المسيرة بروحية جديدة شفافة ومحاكية للعصر وتكون على قدر الآمال التي يضعها فيها الانتشار اللبناني.

ثم كانت كلمة لأنطوان منسى الذي أعلن بدوره سحب ترشيحه لمصلحة كساب، ولكنه ضمّن كلمته إشارة إلى أهمية الحوار وضرورة توحيد الجامعة، لافتاً إلى "النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الاقتصادي في بيروت لمجلة الاقتصاد والأعمال والذي شاركنا فيه كجامعة موحدة وجرى برعاية الرئيس نبيه بري. وتخلل المؤتمر تكريم ذكرى الرئيس العالمي الأسبق عيد الشدراوي الذي لم تكن قد مرت سوى أيام على رحيله. وقد تمثلت عائلة الشدراوي في التكريم بحضور ابنه شارل وعدد من أفراد العائلة".

ثم كانت كلمة (المرشح) الياس كساب، الذي وجه رسالة إلى الجميع قائلاً: "علينا أن نحترم بعضنا ويجب أن لا يكون ما بعد تورنتو كما قبل تورنتو". وأضاف: "مسؤولو القارات تقع عليهم مسؤولية ضخمة، وقبل أن نحكي بوحدة الجامعة والحوار مع الآخرين علينا قبل ذلك أن نحاور بعضنا بعضاً، وعندها إما أن نذهب سوياً إلى الحوار، أو نعود عنه سوياً. إما أن نمشي معاً أو نتوقف معاً". وقال: "لن نقبل بأي تهاون على بناء مؤسسة اسمها الجامعة، وإلا فإن الأجيال الجديدة سوف تلفظنا". وعن برنامجه في رئاسة الجامعة قال: "لبنان هو همنا ومصلحته هدفنا، وكمغتربين لا يمكن إلا أن نكون مع لبنان السيد الحر المستقل وضد مهزلة الفراغ الرئاسي وتفريغ المؤسسات وعجز الحكومة عن إيجاد الحلول لمشاكل اللبنانيين (...) ونحن مع مساواة المقيم والمغترب في الحقوق والواجبات، ومع تمكين المغترب من التصويت للمرشحين في منطقته انطلاقاً من بلد إقامته". وفي البرنامج الانتخابي لكساب وردت ايضاً إشارة إلى أن "وحدة الجامعة واجب علينا ولكن لا يمكن أن تتحقق إن حاول البعض أن يمررها على طريقة الصفقة، لأنها ستكون بذلك مولوداً هجيناً يتلاشى بعد حين". وكذلك التأكيد على "رفض الوحدة التي تقوم على تشتيت صفوفنا، بل نعم لوحدة يكون أساسها المتين قوتنا لأن القوي وحده يستطيع أن يمد يداً شريفة تفي بالتزاماتها".

إشكالية فرع ملبورن: تدخل المطران أبي يونس وكلمة عريضة

هرج ومرج شهدته قاعة الاجتماع من جديد لدى طرح الرئيس الاسبق ميشال الدويهي موضوع الإشكال الحاصل في فرع ملبورن في أستراليا يتمثل بوجود رئيسين للفرع هما جو أسطى وغنيم فضول اللذين كانا موجودين في قاعة الاجتماع. فعلت الأصوات من جديد وجرى تلاسن مع الأمين العام طوني قديسي. فما كان من سيادة المطران جورج سعد أبي يونس إلا أن تدخل بنفسه وذهب إلى صدر القاعة ملقياً كلمة عتب قال فيها: الجامعة بيت الكل ولا يجب أن نصل إلى هذا المستوى من الخلافات. واضاف: عندما نتقاتل ونتلاسن هذه ليست ثقافة. وعلى ماذا نتقاتل مع بعضنا؟ وحلّ الخلافات يكون بالحوار وليس بالمشاكل".

بعد المطران أبي يونس، تحدث الرئيس القاري السابق لأستراليا جو عريضة فألقى كلمة مؤثرة عن أهمية الوحدة وعن كوننا أشقاء نحمل هماً واحداً هو لبنان، بلدنا جميعاً. ودعا كل وفد استراليا إضافة إلى المطران أبي يونس والسفير المحمود والرئيس أليخاندرو خوري وجميع المعنيين بهذا الإشكال من قيادة الجامعة وفي فرع ملبورن إلى المجيء إلى صدر القاعة، فعلا التصفيق تأثراً بكلمة عريضة ومبادرته اللافتة وشوهد أحد أعضاء وفد استراليا يبكي قبل أن يذهب ويشارك في عملية المصافحة والمصالحة.

مؤتمر الشبيبة: كلود جعيتاني رئيساً

وبالتزامن مع المؤتمر العالمي للجامعة، عقد في قاعة ملاصقة اجتماع ومؤتمر قاري للشبيبة، جرى بنتيجته انتخاب كلود جعيتاني رئيساً وسيرجيو دي لوس ريوس فغالي نائباً له. وجرى تقييم الانجازات التي حققها مجلس الشبيبة على عهد رئاسة نسرين إسبر وفريقها، وتعهد الرئيس الجديد بالقيام بكل ما يلزم لتقوية أواصر العلاقة بين شبيبة الانتشار والبلد الأم.

الحفل الختامي

أعمال المؤتمر اختتمت مساء الأحد باحتفال ضخم نظمه فرع تورنتو شارك فيه ما يقارب الألفي شخص بحضور ممثلي المؤسسات الدينية والاجتماعية والرسمية في ولاية أونتاريو وكندا وأعضاء وممثلي النوادي اللبنانية. وجرى خلاله تقديم دروع وتكريم  كل من قنصل لبنان الفخري في هاليفاكس وديع فارس ورجليْ الأعمال جميل شعيب ومحمد فقيه وعدد من أعضاء الجامعة ومسؤوليها. ورقص الجميع و دبكوا وغنوا مع الفنان زياد إيماز الذي أمتع الحضور بباقة من الأغاني اللبنانية وأخرج وفود الجامعة الآتين من مختلف أنحاء العالم من الأجواء المشحونة بالتوتر التي عاشوها على مدى يومي المؤتمر ومشقة السفر التي كابدوها للوصول من أستراليا والبرازيل ودول أميركا اللاتينية ولبنان وأوروبا وأفريقيا ومختلف أنحاء الولايات المتحدة وكندا إلى مدينة تورنتو.