Follow us

image

سفير لبنان في الأرجنتين: الهجرة اللبنانية في جوهرها ظاهرة عنفوانية

جبلنا ماغازين – بيونس أيرس

بمناسبة حلول الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأرجنتين ولبنان، أُفتُتحت في بيونس أيرس قبل أيام الندوة الأولى من سلسلة ندوات جامعية عنوانها "الجيوسياسية ووسائل الاعلام في لبنان" وذلك في إطار نشاط مؤسسة نينوى ضاهر Fundación Nínawa Daher وجامعة السلفادور وبرعاية سفارة لبنان. وقد حضر اللقاء حشد من الشخصيات من المؤسسات اللبنانية في الأرجنتين إلى جانب صحفيين ومسؤولين وأكاديميين.

هذا وقد ألقى كلمة افتتاح الندوة كلّ من السفيرة كارولينا بيرز كولمنCarolina Pérez Colman  وكيلة وزارة الخارجية الأرجنتينية في مديرية السياسة الخارجية وسفير لبنان في الأرجنتين أنطونيو العنداري وعميد كلية الاتصالات الاجتماعية والتعليم في جامعة السالفادور ماكسيمو باس/Máximo Paz ورئيسة مؤسسة نينوى ضاهر، أليسيا ضاهر.

أوّل المحاضرين كان الأستاذ روبرتو خطلب من جامعة الروح القديس الكسليك الذي تكلّم حول: "لبنان: مجتمع متعدد الأديان في الشرق الأوسط"، وهو مدير مركز الدراسات اللاتينو أمريكية في جامعة الكسليك ومنسق الدروس على شبكة الأنترنت حول الجيوسياسية في لبنان والشرق الأوسط وباحث ومؤلف لأكثر من عشرين كتابًا حول لبنان والاغتراب في لغات متعددة.   

وقد تمّ تسليم شهادات للتلاميذ الذين أتمّوا بنجاح الدورة الثانية للدروس على شبكة الأنترنت التي تنسقها جامعة الكسليك، ضمن المنح التي تقدمها مؤسسة نينوى ضاهرالاجتماعية.

وقد ألقى السفير عنداري تطرق فيها إلى الانتشار اللبناني، حيث قال إنه يصحّ قول جبران خليل جبران: "أبناء لبناني هم الذين يتغلبون على محيطهم أينما كانوا ويجتذبون إليهم القلوب أينما حلّوا وهم الذين يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم."

وأضاف عنداري: "لعلّ الهجرة اللبنانية في جوهرها ظاهرة عنفوانية، فالذي هاجر رفض أن يمدّ يده استجداءًا ورفض الذلّ من المستعمر والمنتدب ورفض الاستسلام والاستزلام والانصياع، تائقاً إلى الحرية وحالمًا ببناء الغد الأفضل (..) ولم يكتفوا من اغترابهم بتأمين حاجة معيشية ضرورية ذاتية وحسب، بل حولوه إلى تحقيق الطموحات الكبيرة، فأسسوا المصانع والمتاجر وتمكنوا من التعايش مع واقعهم الجديد فاكتسبوا عاداته وتقاليده وكسبوا محبة الشعوب التي استقبلتهم دون أن ينسوا يومًا وطنهم الأم مهما مرّت الأيام، وتناقل كل جيل حبّ لبنان حتى لو لم يزره في حياته."

واختتم السفير كلمته قائلًا: "وأغتنم مناسبة الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأرجنتين ولبنان لأتوجّه إلى الشعب الأرجنتيني العظيم بالتحية، هو الذي فتح ذراعيه واستقبل المهاجرين من لبنان فكان قدوة يحتذى بها خاصة في عالم اليوم الذي يعاني ويلات الحروب والهجرة."


تكريم أرنستو صليبا

إلى ذلك، شارك السفير عنداري في احتفال أقيم بمناسبة "اليوم الوطني للمهاجرين" الذي تحتفل به الأرجنتين سنوياً في الرابع من ايلول، وكرمت فيه المديرية الوطنية الأرجنتينية للهجرة هذا العام السيد إرنستو صليبا، اللبناني الأصل. وقد حضر الحفل حشد من أبناء الجالية اللبنانية.

عنداري أشاد بمزايا السيد صليبا "البالغ من العمر 85 سنة لما يمثّله كرمز من رموز الجالية، هو الذي عمل دائمًا من أجل لبنان ولم ينس أبدًا جذوره اللبنانية". 

“Becas Don Kabalan”

في مجال آخر، أقامت عائلة خليل قبلان يوم السبت في مقر الصليب الأحمر في الأرجنتين، لطلاب أرجنتينيين من أصل لبناني، عرضًا حول الإسعافات الأولية، وذلك  ضمن برنامج المنح الدراسية التي تحمل اسم Becas Don Kabalan 2015 والتي تساعد الطلّاب على تعلّم اللغة العربية وتعطيهم دروسًا في الإسعافات الأولية.

وقد حضر هذا اللقاء الذي نظمه الصليب الأحمر وعائلة خليل قبلان، كل من السفير عنداري وراعي أبرشية الأرجنتين المطران حبيب شامية ونائب وزير الصحة كارلوس روسو ورئيسة مؤسسة نينوى ضاهر Fundación Nínawa Daher أليسيا ضاهر، إلى جانب رئيس الصليب الأحمر في الأرجنتين وحشد من المنسقين والمدربين والمتطوعين.

هذا وألقى السفير عنداري كلمة قال فيها إن هذه المنح "التي تُعطى لأطفال من أصل لبناني تُشرّف ذكرى مؤسس أولِ مدرسة تُعلّم اللغة العربية والدين الإسلامي في أمريكا الجنوبية، قبلان إسماعيل قبلان، وتُعطي الأطفال من أصل لبناني صورة تبرز ما يتحلى به السيد قبلان خليل من صفات إنسانية وتقدّم دليلًا على سعيه الدائم لمساعدة الغير دون أي تمييز ديني، والتزامه بمبادئ الخدمة والمساواة وهذا ما تُمثله مبادئ الصليب الأحمر".

وختم السفير كلمته قائلًا: "أنا واثق من أن هذا النوع من النشاط يعزز الوحدة بين المتحدرين اللبنانيين والأرجنتينيين ويساهم في  نشر الثقافة اللبنانية".