هَلا ورولان و10452 DNA... الحكاية وما وراءها
جبلنا ماغازين – بيروت
مطلع العام 2015، بدأ الترويج عبر الإنترنت ومعارض الموضة لمنتجات تشمل ساعات وقبعات وتي شيرت وحقائب وعلب سيكار تحمل شعار الأرزة اللبنانية المذهبة واسماً رناناً هو: 10452 DNA.
وراء هذه المنتجات وهذا الاسم الذي اختير للماركة التجارية حكاية طويلة بدأت في العام 1924
هلا ورولان.. والبلاد
السيدة هلا قصير بوافر التي تقف وزوجها الفرنسي من أم لبنانية، رولان بوافر Poivre، خلف هذه الماركة، اختصرت الحكاية في حديث ل"جبلنا ماغازين"، فقالت: "كان أبي يبلغ من العمر 3 سنوات في العام 1924 عندما صعد مع جدي والعائلة على متن باخرة كانت ستقلهم إلى الولايات المتحدة. ولكن في الطريق إلى هناك اضطروا للنزول في السنغال بسبب مرض جدي المفاجئ، فبقيت العائلة في تلك الدولة الأفريقية حيث ولدت ونشأت، وكنت أرى والدي وغيره من اللبنانيين هناك يعملون بكدّ على أمل تحصيل بعض المال والعودة إلى "البلاد"... وهو الاسم الذي كان يطلقه المهاجرون آنذاك على البلد الأم، لبنان".
تضيف قصير: "للأسف مات والدي دون أن يحقق أمله بالعودة يوماً، وربما أكون أنا اليوم حققت أمنيته بانتقالي مع أولادي وزوجي نصف اللبناني من كندا لكي نعيش في "البلاد"، علماً أن زوجي لا يحمل الجنسية اللبنانية لأن والدة زوجي لم يكن يحق لها إعطاء جنسيتها لابنها، وكذلك أنا اليوم لا أستطيع إعطاء جنسيتي اللبنانية لأولادي. إلا أن القوانين الظالمة لم تمنعهم عن حب لبنان والرغبة في العيش فيه".
Lebanese DNA
عن انطلاق فكرة ال10452 DNA ، تقول قصير: "هي فكرة زوجي الذي أحب أن نقوم بشيء ما من أجل لبنان، فوقع الخيار على هذه الماركة التي أردنا من خلالها أن نقوم بأمر يجمع اللبنانيين على أمر معين، ولعل أكثر ما يجمعهم – إن كان في لبنان أو في الخارج - هو اعتزازهم وفخرهم بجذورهم وهويتهم اللبنانية. هذا عدا عن أن هذا البلد الصغير انطلق منه أناس أعطوا العالم الكثير من الإنجازات ورفعوا اسم بلدهم عالياً. من أجل هؤلاء بشكل خاص أطلقنا الماركة الجديدة تحت اسم 10452 DNAفي لبنان والعالم".
وتوضح هلا قصير بوافر أن المشروع بدأ بإطلاق الساعات التي تحمل هذا اللوغو والأرزة اللبنانية المذهبة، والآن أصبحت هناك عدة منتجات بينها علب السيكار والقبعات والحقائب وغيرها. وتصنع الشركة من كل من هذه المنتجات 10452 قطعة للبيع، وكل قطعة تباع يحصل معها الشاري على شهادة أصل وتكون مرتبطة بقضية اجتماعية أو بيئية. وعلى سبيل المثال، كل من يشتري ساعة تزرع باسمه شجرة أرز في كفرذبيان بالتعاون مع جمعية "جذور لبنان"، فإذا اشترى مهاجر إحدى الساعات، سيتمكن عندما يأتي إلى لبنان من زيارة غابة الأرز وتفقد الأرزة التي تحمل اسمه.
وتشير إلى أن هدف البيع عن طريق الانترنت www.10452dna.com هو الوصول إلى 14 مليون لبناني موجودين في العالم والحرص على تقديم نوعية ممتازة من المنتجات بأسعار مقبولة. ولتسهيل عملية شحن القطع المباعة إلى كل دول العالم، تم إنشاء ثلاث نقاط للتسليم في كل من لبنان وقبرص وكندا. وأكثر البلدان التي تم الشحن إلى الشارين فيها حتى الآن هي، بالإضافة إلى لبنان، كندا والسعودية والإمارات. وتقول قصير "يهمنا الوصول إلى كل الانتشار اللبناني وبشكل خاص في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أميركا اللاتينية وأستراليا، وطبعاً أوروبا وأفريقيا".
ما وراء الهدف التجاري
"اللبناني فخور بهويته وانتمائه"، تقول هلا قصير، "وأتحدث هنا عن المواطن والإنسان اللبناني إن كان مقيماً أو مغترباً. وما نقوم به يتلاقى مع ما تعملون عليه في موقع "جبلنا ماغازين" في محاولة لتوطيد روابط اللبناني المنتشر مع جذوره، ويتلاقى أيضاً مع ما تقوم به بعض المؤسسات اللبنانية في الخارج من أجل حث المغتربين على التسجيل في لبنان والتشجيع على استعادة الجنسية اللبنانية. هذا عدا عن أننا نؤمن بأن هؤلاء المنتشرين يسعون لحمل الجنسية لأنهم قبل كل شيء فخورون بحمل ال DNA اللبناني”.