Follow us

image

جبلنا... بين لبنان الحلم ولبنان الواقع! - بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

في الرابع والعشرين من تموز 2013 كان الافتتاح الإلكتروني لموقع "جبلنا ماغازين" المختص بشؤون وشجون الاغتراب، ليكون حلقةَ وصلٍ بين اللبنانيين المغتربين وبلدِهم الأم، وبين البلد الأم واللبنانيين في دول الانتشار.

بعضُ هؤلاء المغتربين لا يعرف لبنان أبداً، وبعضهم لا يذكر منه إلا منزلَ العائلة في القرية أو المدينة التي انتقل منها مباشرةً إلى المهجر، والبعض الآخر يعرف الكثير ويتابع كل التفاصيل ويهتم بمعرفة الأخبار أولاً بأول، لا بل هو ناشط سياسي واجتماعي في إطار الجاليات اللبنانية المنتشرة في العالم.

النوعان، الأول والثاني من هؤلاء المغتربين، تعبقُ مخيّلتهم (أو ذاكرتهم) برائحة البساتين وموج البحر والكبة المشوية، ولا يعرفون عن لبنان إلا ما أخبرهم به الآباء أو ما خبِروه بأنفسهم في لبنان قبل الرحيل الذي كان من أربعين سنة أو ربما أكثر... لبنان الجميل... لبنان الأخضر... لبنان الجار قبل الدار... لبنان الدبكة والفرح والموسيقى والهواء العليل... لبنان هنيبعل وفخر الدين وجبران خليل جبران... لبنان واحة السياح العرب والأجانب... لبنان "اللي بيوته بلا قفل وطرقاته أمان".

ما يحنّ إليه هذان النوعان من المغتربين هو لبنان الحلم... وهو بالمناسبة لبنان الذي يسعى إليه عدد كبير من لبنانيي الانتشار الذين هاجروا في خلال الحرب أو بعدها (أي النوع الثالث من المغتربين) وما يزالون على تواصل دائم مع البلد الأم، إن من خلال الزيارات الدورية، أو من خلال متابعة الأخبار عبر التلفزيون أو الإنترنت.

بعض أصدقاء "جبلنا ماغازين" المقيمين في لبنان يعتقدون - خطأ - أن هذا الموقع يتغاضى عن الواقع الذي يعيشه البلد اليوم ليحاكي لبنان الحلم من خلال بثه أحياناً كثيرة صوراً ولوحات جميلة عن لبنان وطبيعته الخلابة. وقالت لي صديقة عزيزة منذ أيام: "إنتو وين ونحن وين"!

أقول لصديقتي المقيمة في لبنان: صحيح أننا بعيدون عشرات آلاف الكيلومترات، ولكن قلوبنا معكم ونعيش آلامكم ونشعر بأوجاعكم؛ وذلك رغم أوجاعنا الكثيرة التي قد يكون أحد أول أسبابها البعد. ولكن من حقّ قرائنا علينا أن نعكس لهم صورتين عن لبنان في آن معاً: لبنان الحلم.. لكي لا ينسوه؛ ولبنان الواقع.. لكي لا يتركوا أيادي الشرّ تقطّعه إرباً.
وبمناسبة هذا التوضيح، نقول لمغتربينا الكرام: فليكن لبنان الحلم في قلوبكم واجعلوا منه هدفاً تسعون إليه... أما لبنان الواقع، فليكن كصوت المنبّه المزعج الذي يوقظكم كل صباح للعمل.

لبنان ليس بخير... هذا هو الواقع!

فلنُساهِم معاً، مقيمين ومغتربين، في التغيير. عسى أن يصيرَ لبنانُ الحلم... واقعاً!