Follow us


أربعة أخطاء قاتلة في انتخابات الرئاسة

كتب جورج سولاج في "الجمهورية":

سارع القادة الموارنة الى كشف أوراقهم في خوض السباق الى رئاسة الجمهورية، إلّا أن أياً من حلفائهم من الناخبين الأساسيين، من «تيار المستقبل» الى الرئيس نبيه بري و»حزب الله» ووليد جنبلاط لم يكشف أوراقه وخياراته حتى الآن، في انتظار جلاء نتيجة الإتصالات الدولية والإقليمية التي يكون لها عادة الكلمة الفصل في الإستحقاق الرئاسي في لبنان.
ونظراً الى الرهان على تغيّرات في القضايا الإقليمية المتشابكة، وحسابات الربح والخسارة في انعكاسها على الساحة اللبنانية، يُخشى من أربعة أخطاء قاتلة هي:
أولاً: ربط الإستحقاق الرئاسي اللبناني بالإستحقاق الرئاسي السوري، بمعنى تعطيل أو تأجيل انتخاب الرئيس في لبنان للمساومة عليه إقليمياً ودولياً في الإعتراف بتجديد ولاية الرئيس السوري بشار الأسد في الإنتخابات التي ستُجرى في حزيران المقبل، في غياب ملايين النازحين السوريين خارج بلادهم، ووجود مساحات واسعة يسيطر عليها، إما المعارضون أو المتشدّدون الإسلاميون، أو هي مناطق تماس وإشتباكات.
إن تكرار تجربة ربط الساحتين اللبنانية والسورية هو خطأ فادح بعدما دفع اللبنانيون ثمناً باهظاً من أمنهم واستقرارهم، تفجيراً واغتيالاً وعمليات إنتحارية، وخسائر إقتصادية قدّرها البنك الدولي بـ 7,5 مليار دولار.
ثانياً: ربط الإنتخابات الرئاسية بمسار المفاوضات الأميركية - الإيرانية هو أيضاً خطأ فادح، لأن التفاهمات الدولية والإقليمية غالباً ما تكون على حساب الدول الصغيرة مثل لبنان. ومثلما أخطأ اللبنانيون في الإحتكام الى صناديق السلاح والبارود في سوريا ليحكموا بنتيجتها في لبنان، وعادوا الى الشراكة في الحكومة وأعادوا فتح قنوات الإتصال في ما بينهم، يرتكبون خطأ أكبر إذا ما راهنوا على المفاوضات الأميركية - الإيرانية لإعادة خلط الأوراق وقلب الطاولة بهدف إستفراد فريق بالسلطة في لبنان.
ثالثاً: إن معركة «كسر عظم» بين الموارنة في السباق الرئاسي هي خطأ استراتيجي لأنها تُعطي فرصة وذريعة للقوى الراغبة في تطيير الإنتخابات الرئاسية بناء على أجندات خارجية، وتحميل الموارنة المسؤولية في ذلك.
إن موازين القوى لا تمنح الموارنة الكلمة الفصل، سواء في إنجاز الإستحقاق الرئاسي في موعده، أو في فرض مرشح قد يُقاتلون بشراسة من أجل وصوله. أما الحديث عن رئيس قوي يُمثّل المسيحيين، كما في رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، فالمقاربة في غير محلّها، لأن الشيعة متوافقون على إسم الرئيس نبيه بري، والسنّة متوافقون الى حد كبير على إسم الرئيس سعد الحريري، بينما الموارنة منقسمون إنقساماً حاداً بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية، ووصول أيٍّ منهم إلى سدّة الرئاسة من شأنه أن يخلق إحباطاً لجمهور الفريق الآخر.
رابعاً: الإتيان برئيس رمادي بلا طعم ولا لون، تحت شعار «التوافقي»، وهذا من أخطر الخيارات وأسوَئِها، لأن أحداً لا يستطيع أن يضمن مواقفه وتعامله مع الملفات الحساسة، وما أكثرها، والأهم من ذلك أنّ موقع الرئاسة سيفقد وهجه وبريقه ودوره أكثر فأكثر، فيما المطلوب تعزيز مرجعية الدولة من خلال تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، وإستعادة الدور المسيحي في الشراكة الوطنية.
فهل يتوافق الموارنة وينتصرون للرئاسة قبل الرئيس؟