Follow us

image

نزار زكّا لـ”جبلنا ماغازين”: بعد الانتخابات سيعود لبنان إلى دائرة الاهتمام الأميركي

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين (واشنطن)

رأى رئيس لجنة دعم الرهائن حول العالم نزار زكا، وهو خبير معلوماتية وناشط سياسي لبناني في واشنطن، أنه بعد الانتخابات يجب أن يتعاون كل المعارضين - داخل المجلس النيابي وخارجه - ضد هيمنة إيران على البلد. وقال في مقابلة مع "جبلنا ماغازين": "أحزن لأن الثورة لم تنتظم وأكثرية المغتربين الذين صوتوا الاسبوع الماضي كان لديهم ضياع ولا يعرفون لمن يصوتون بسبب كثرة لوائح المعارضة وتشتتها".

ودعا كل اللبنانيين للمشاركة في التصويت الأحد. معتبراً أنه "حتى لو خسرت المعارضة والقوى السيادية في الحصول على الأكثرية، المهم أن يكون هناك صوت في المجلس ضد السلاح الإيراني في لبنان". وأقر بأننا "لن نستطيع فجأة أن نغير الواقع ولكن نستطيع - حتى لو كنا قلائل في المجلس - أن نوجد صوتاً قوياً نستطيع الذهاب به إلى المحافل الدولية لنطالب بحماية لبنان والتصدي لإيران في هذا البلد".

وإذ حذر من أن الفراغ الرئاسي يعني انتهاء لبنان، قال :"يجب أن يكون هناك رئيس مقبول من المجتمع الدولي. لذلك ندعو الناس إلى التصويت في الانتخابات، أقله بهدف الإتيان بثلث أعضاء المجلس النيابي الجديد فلا ينتخب الآخرون رئيساً على ذوقهم من الدورة الأولى". مضيفاً: "صوتوا على الأقل من من أجل رئيس معتدل للجمهورية".

حزب الله ليس مكوناً لبنانياً

وقال زكا المقيم في واشنطن والذي كان موقوفاً رهينة في السجون الإيرانية لأربع سنوات قبل أن يفرج عنه عام 2019: "نحن بلد محتل من إيران. فلدينا مجموعة مسلحة تتقاضى المال من إيران اسمها حزب الله، وتأخذ أوامرها وسلاحها وكل شيء من إيران ثم تقول إنها لبنانية. لا هم ليسوا لبنانيين ولا يشبهوننا بشيء ووجودهم لا ينسجم مع الشعب اللبناني ونمط حياته. هم يتدربون في إيران وصورة نصرالله موجودة في طهران إلى جانب صورة الخامنئي. ومخطئ من يقول إن حزب الله مكون لبناني، بل هو حزب إيراني يحتل بلدنا".

وأضاف رداً على سؤال أن "إيران تصدّر إلى الخارج ما يسمى بالثورة الإسلامية، حيث يدخلون إلى مجتمعات المنطقة الغربية ليزيدوا نفوذهم وقوتهم في العالم من خلال فيلق القدس، كما يفعلون في لبنان والعرق واليمن وسوريا" معتبراً أن "السبب الوحيد للأزمة والفساد في لبنان هو هذا السلاح الذي حمى الفساد وغطاه وفي الوقت نفسه غطاه الفساد". وقال: "حركة أمل هي أداة بيد حزب الله ولا يمكن الفصل بينهما. فنبيه بري يغطي سلاح الحزب شيعياً والتيار الوطني الحر يغطيه مسيحياً".

داعش كان نعمة لإيران

واعتبر زكا أن حزب الله لا يحمى لبنان من إسرائيل "فهو اليوم لا يقوم بحماية أهالي الجنوب والقرى الحدودية بل هو يقمعهم بالسلاح الإيراني، وخير مثال على ذلك ما نشهده من انتهاكات للحريات ضد المرشحين وضد الناخبين في المناطق التي تقع تحت سيطرته. وبهذه الممارسات هو يقوي الإسرائيليين. فإذا ما جاءت إسرائيل واقتحمت، سيقوم هؤلاء اللبنانيون بنثر الأرزّ ترحيباً بها كما فعلوا سابقاً على أيام الميليشيات الفلسطينية وممارساتها بحقهم".

ورفض ما يشيعه حزب الله وأمينه العام من أن الحزب حمى لبنان من داعش قائلاً: "عندما كنت مسجوناً في إيران، وضعوني في السجن الأمني التابع للحرس الثوري، وعندما كانوا يلقون القبض على داعشيين هاربين من العراق كانوا يأتون بهم إلى هذا السجن ويبقونهم مدة 48 ساعة فقط حيث يعملون لهم تدريباً سريعاً ويعيدون إطلاق سراحهم. داعش كانت نعمة لهم وكانت الأسلوب الذي استعملوه لكي يأخذوا سوريا  وكل المنطقة وجعلوا الغرب يدعمهم. هكذا دخلوا العراق حيث ساعدهم داعش ليأخذوها وهكذا فعلوا في سوريا وهكذا قوّت إيران نفوذها في المنطقة. هم أزالوا داعش بعدما أخافوا العالم منها ثم استلموا مكانها".

واشنطن مستعدة لدعم لبنان ولكنها ستدعم خطة واضحة لا أشخاصاً

وعما يجب على اللبنانيين والمنظمات اللبنانية في واشنطن أن يفعلوه للمواجهة، قال: "يجب أن نضع استراتيجية حول كيف يجب أن نتعاون لنتعامل مع الاحتلال الإيراني في حال الوصول إلى اتفاق نووي مع طهران أو عدمه".

أضاف: "إذا حصل اتفاق نووي يجب أن نخطط لما علينا أن نقوم به ونضع استراتيجية على المدى القريب والمدى البعيد ويجب أن تكون هذه الاستراتيجية متكاملة إلى درجة تجعل أميركا قادرة على إقناع الأوروبيين والخليجيين وكل العالم بالتعاون معها عندما يرون أن هناك خطة. وعلينا أن نضع خطة تتكامل وتتوافق مع المصالح الأميركية والمصالح الأوروبية لكي يقبلوا بمساعدتنا".

ورداً على سؤال عما إذا كان لبنان سيعود من ضمن أولويات الإدارة الأميركية، قال: "في الإدارة الأميركية الكل مستعدون لدعم لبنان ولكنهم سيدعمون خطة واضحة، لا أشخاصاً". وأضاف: "اليوم بدأنا نرى كيف يتعاون السعودي مع الفرنسي في موضوع لبنان، وهذه خطوة أولى سوف تتطور ونحن على تواصل مع السعودية وهي مستعدة لتعاون أكبر ومع دول أكثر لإبعاد سلاح إيران عن لبنان".

وتابع: "بالنسبة للأميركيين، سلاح الحرس الثوري وسلاح حزب الله قتل أكبر عدد من الأميركيين بعد بن لادن. فمن يعتقد أنه يستطيع إقناع واشنطن بأن هذا الحزب لبناني وما إلى ذلك لن يصل إلى نتيجة".

نعمل بكل جدية لطرح موضوع لبنان ضمن الاتفاق النووي

وأكد أنه "بعد أوكرانيا سيعود لبنان إلى دائرة الاهتمام الأميركي وخاصة بعد الانتخابات. فمن ناحية التعاطف، هناك فائض عاطفي من جهة الأميركيين بالنسبة للبنان وهم يسألون دائماً عن أوضاع الشعب اللبناني في ظل الأزمة. أما من الناحية السياسية، فبعد الذي حصل في أوكرانيا هناك اهتمام جدي بلبنان حتى يعود للوقوف على رجليه مجدداً ويتعاون في موضوع ترسيم الحدود البحرية، وهذا موضوع جد مهم بالنسبة للأميركيين اليوم. وأعتقد أنه بعد الانتخابات سيكون هناك اهتمام جدي بهذا الموضوع وإيجاد حلول سريعة له. لذلك نتمنى أن تتألف حكومة ما بعد الانتخابات من أشخاص كفوءين لا علاقة لهم بالأحزاب ولا ينفر منهم الغرب لكي يتعاطوا مع هذا الملف وينهوا مسألة الترسيم ومن بعدها يبدأ لبنان باستخراج النفط والغاز".

وفي موضوع مفاوضات فيينا، قال: "نحن اليوم نعمل بكل جدية لطرح موضوع لبنان ضمن الاتفاق النووي ليكون هناك بند واضح حول توقيف أعمال إيران المخلة بالاستقرار في المنطقة، بما فيها لبنان والعراق واليمن وسوريا. وإذا لم يحصل اتفاق نعمل لكي يكون هناك نوع من الردع لإدانة إيران في المنطقة".

ولفت إلى أنه "في واشنطن، أصبح تقريباً هناك تصور لوقف الامتداد الإيراني في الشرق الأوسط لأنه بدأ يؤثر على إمدادات الغاز وعلى الاستقرار في المنطقة، ولأنه بعد ما حصل في أوكرانيا أصبح لا بد من العمل على إيجاد استقرار في الشرق الأوسط".