Follow us

image

من أجل طرقات “سالكة وآمنة” في لبنان... -بقلم: كاتيا سعد

كلمة لو سمحتوا - بقلم: كاتيا سعد

"يا ماما دخيلك انتبه ع الطريق، كتير عم بيصير حوادث هالأيام"...

"حادث سير على طريق x أدى إلى إصابة السائق"...

"انقلاب شاحنة واصطدامها بعدد من السيارات على طريق y ووفاة السائق متأثراً بجروحه ووقوع عدد من الجرحى"...

"وَلوْ عَ شو الزمور! مش شايف إنو الإشارة خضرا؟"...

"تْفضّل رجاع بدي أمرق، ما إنت اللي جايي عكس السير!"...

هذه ليست مشاهد من فيلم معروض في إحدى صالات السينما اللبنانية، وإنما هي مشاهد حيّة من يوميات أي مقيم في لبنان أو أي مغترب زائر لبلده، وترافقه منذ لحظة الخروج من مطار بيروت وطوال فترة الإجازة.

فهذا نداء كل أم لبنانية تصلّي من أجل ابنها أو ابنتها قبل الخروج من المنزل، وتلك عناوين يومية في نشرات الأخبار أو تجارب حية للسائق اللبناني الذي يحاول التقيد بقانون السير ولكنه يواجه من يخرقه.. وهذه معاناة كل مغترب لبناني تطأ قدماه أرض الوطن وعلى لسانه عبارة واحدة: "أصبحت أكره قيادة السيارة في لبنان".

صحيح أن السير في لبنان لم يكن يوماً منظماً بشكل جدّي، ولكن تطبيق المواطن لقانون السير يدخل ضمن الأخلاقيات الفردية، وكل من يتعدى عليه يتعرّض - ليس فقط لسلامته - بل لسلامة سواه على الطريق عينها.

كفانا الامتناع عن استعمال حزام الأمان بحجة الانزعاج منه أو لأنه "يُجَعلِك" القمصان! كفانا تجاوز السرعة المحددة وكأننا نتسابق على حلبة دولية! كفانا التمايل بالسيارة يميناً ويساراً و"التشفيط" للفت الأنظار وإظهار البطولات في "اللعب"؛ وغيرها من الأمور التي تصب في إطار القيادة العشوائية! الأمر نفسه يسري على سائقي الدراجات النارية، فبعضهم يمارس "الألعاب البهلوانية" على الطريق العام. ناهيك عن سائقي سيارت الأجرة الذين - مع الأسف - الأقل احتراما لأخلاقيات القيادة وقوانينها. فيَعبُرون خطوط السير من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين لاصطياد راكب ما!

متى يدرك السائق اللبناني بأن الطريق ملكية عامة وليست "ملك أبيه"؟ ومتى نتوقف عن سماع مقولة "الطريق إلي؟" ومتى سنرى السائقين يتوقفون عند زوايا الطرق لكي يسمحوا للمشاة بالعبور؟ ومتى سيلجأ الساهرون إلى العودة بالتاكسي إلى منازلهم بدل القيادة تحت تأثير الكحول؟ فكم من عائلات دُمرت حياتها لأن الأبناء فضّلوا ركوب سياراتهم بعد السهرة بدل بالتاكسي لأن المظاهر أهم من سلامتهم!

القيادة هي أسلوب حياة. وفي حين يقع على الدولة اللبنانية تأمين كل المستلزمات لطرقات "سالكة وآمنة"، على السائق ألا يتعدى على قوانين وأخلاقيات السير، فيتسبّب بالازدحام ويعرض الآخرين للخطر، ومن ثم يتّهم الدولة بالتقصير!

*كاتبة المقال: كاتيا سعد (إعلامية لبنانية مقيمة في باريس)